أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - الشبيه















المزيد.....

الشبيه


رولا حسينات
(Rula Hessinat)


الحوار المتمدن-العدد: 7879 - 2024 / 2 / 6 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


صحيح أن ما يعرفه الآن لم يكن ليعرفه مطلقًا في الماضي، لقد بدأ كل شيء منذ ثلاثة أشهر، وهذا الذي يسبب له قلة النوم، وتزايدًا في دقات القلب وأحيانًا كثيرة صمتًا مطبقًا طيلة النهار والليل، بالتأكيد لم يكن لمثله أن يغير ترتيب حياته فكل صفحاتها تبدو أنها ثابتة مادام على قيد الحياة... رجل في منتصف الثلاثينيات نحيل جدًا لدرجة المرض، ببشرة مائلة لصفرة دائمة، وعينين زائغتين كشق رفيع، وجهه الذي تبين عظام الوجنتين والصدغين، بفم مليء بالأسنان التي أعلنت عدم قدرتها على البقاء، ونظارة طبية سميكة، وشعر أصلع... زوجته بهية ذات اللسان السليط والكلام الكثير...شكواها التي تبدأ من أول طلعة النهار... وحتى عودته من عمله في الفندق الفخم في منتصف المدينة... الذي لا يصدق أن تعيس الحظ مثله يعمل فيه إلى جانب الطاقم الذي تمّ اختياره على الفرازة، ربما عطا الله ابن حارته الذي تجاوز الخمسين من العمر، وعدم استطاعته أن يستمر في أعمال الغسيل للملاءات والوسائد والبياضات والمناشف والقائمة التي تطول من كم الغسيل لهذا الفندق الضخم؛ الذي يعدُّ فندق المؤتمرات واستقبال رجال الأعمال الذين يظلون أكثر من شهر أحيانًا، ولولا توسله للإدارة التي عرفته بطيب قلبه وإخلاصه في عمله، لما تمكن من العمل فيه، ولم يكن ليحلم به...
لكن كيف أشفق عليه عم عطاالله؟ هو لا يعرف لكنه قريب من منزله، وربما سمع صراخ زوجته بهية؛ وهي تزفه بلسانها الزفر... المهم أنه حصل على هذا العمل وتغيرت معه موازيين حياته، وهذا الذي جعله يشعر بكثير من التوتر، والخوف من هذه القدرة التي استيقظ فيها على قدرته على رؤية الغيب...
ثلاثة أشهر هي بمثابة عالم جديد دخل إليه، عالم يتسمّ بالخطورة، فالأمر ذاته يتكرر جرائم متعددة في مكان عمله، في ذلك الطابق الذي يختفي عن العالم...أسفل الفندق الضخم وسط المدينة الصاخبة؛ حيث ينحشر بين أكوام الغسيل من البياضات، الملاءات وغيرها...والغسالات الضخمة، والخزائن، والعربات...
عطاالله الجار الذي تجاوز الخمسين من عمره، يقف بكل قدرته، يقف بجانبه تلك التي ظنها أنها امرأة بنى وإياها بيت الزوجية، والتي ترشه بأقبح العبارات ليل نهار من أجل كسب المال... زوجته القاتلة التي لا يند لها طرف، ولو أنه عرف الأمر من أحد لقام بقتله على الفور... ولكنه يشاهده بكل شواهده دون أن ينطق كيلا يعرف عنه أحد...
أتراه يعلم وقد أصابه مس من الجنون؟ من السخف؟
طريقة الموت نفسها...حين تأتي الضحية في كامل وعيها، يتمّ التوقيع على الأوراق ثم يتمّ تخديرها بكأس من المشروب...لوحة جدارية تزال عن مكتب صغير وفوانيس وطقوس سرية... ثوان فقط يتمّ عدها إلى خمسة ثم تسقط بين ذراعي رجلين مفتولي العضلات، والباقي بين يدي زوجته وجاره الحنون عطاالله... بهية وعطاالله ثنائي يقوم بالباقي؛ يقطعان على مهل الضحية قطعة، قطعة بدم بارد يغلفانها ثم يضعانها بأكياس، وتنقل في عربة صغيرة يجرها نفس الرجلين مفتولي العضلات، ثم يتمّ تنظيف المكان بكلّ أنواع المنظفات لا بقع على الجدران لا آثار لدماء على الأرضية، السرير، الغسالات...حتى المادة الزرقاء لن تستطيع العثور على أي شيء...فقط ملاءة واحدة تنقص كل يوم، تخصم من عهدته، ويدفع ثمنها كل آخر شهر... وأما السكاكين، المنشار فمخبؤها في الدرج الخلفي الكبير لإحدى الغسالات الضخمة... ثم ينتهي الأمر برمته بتسليم المال، تعدُّ زوجته حصتها تضعه في صدرها، ترتدي الملاية بعد أن تنزع عنها ملابس العمل، وكذلك يفعل عطاالله يتصافحان، ويفترقان، جميعهم يفترقون، ولا يبقى سواه، يشاهد المشهد كل يوم طيلة ثلاثة شهور...ودون أن يراه أحد.
ماذا الآن؟ ترك مكانه وخرج... قرر أن يعود إلى بيته ليقتل زوجته...
يقتلها؟! ولم يلوث يديه فيها؟! عليه أن يربطها ويحكم وثاقها... ويستدعي قوات الأمن... نعم، هذا ما سيفعله. كل الطريق سلكها سيرًا على الأقدام دون أن يتعب دون أن يشعر بالجوع، لا يذكر مذ متى كانت آخر مرة وضع في جوفه لقمه طعام توقف عند عربة لبيع بعض الكشري، فتش جيبه فلم يجد نقودًا، كف يده وأطرق يفكر: كيف سيطلب من البائع المشغول سندويشة صغيرة؟! لكنه على الرغم من انفضاض الناس من حوله لم يقم البائع بالالتفات إليه...
عليه أن يحتسي كأسًا من الخمر كي يفيق من الهذيان الذي هو فيه...
صعد الأدراج وقف أمام بيته لكنه وقف كالغريب... لم يكن معه مفتاح للشقة...
مد يده إلى يد الباب ليفتحه لكنها تخللت منه.. وهو غير مصدق نفس ما حدث معه مع السندويشة... أدخل يده من الباب المغلق... ذراعه... جزء من جسده...قدمه... وجهه... جسده كاملًا... شقته كما هي، لكن بمزيد من الغبار بل أكوام منه... رائحة الرطوبة تفوح منها، الاختناق يكاد يصيبه ...رائحة الموت تزكم أنفه...في هذا المكان.
لقد كان هو بل إنه هو عصام عبدالفتاح منير، نائم نيمته الأخيرة على السرير، الدماء على السرير... قطع في الوريد.
- يا إلهي لهذا أشعر بألم في معصمي...
خرج من شقته وهو يمسح دموعه... وهو يودع جسده... لقد عرف أنه قتل منذ ثلاثة أشهر، نعم، قتل لأنه عرف الحقيقة، ولكنه سيعود ليكشفها... أليس كذلك يا بهية وعطاالله؟
أن تبصر الملعونين أمامك يستمتعون بلذة خفية دون أن يمسكهما أحد...
أي أخرق هو حتى صرخاته لن تسمع... ضرب بيده الغاضبة الزهرية فسقط على الأرض محدثة ضجة، انقطعت ضحكاتهما، وشهقت شهقة: إنه عفريت ...بسم الله الرحمن الرحيم...
-لا ليس عفريتًا إنما قد سقطت خطأ... لا عليك دعينا نكمل ما نحن فيه.
-لا عليك يا عزيزتي سأهتم بنفسي.
-أعدك، لا تهتمي فقط اهتمي أنت بنفسك وبالصغير لا تدعي شيًئا يمسكما بسوء،
ربما سأتأخر حتى وقت متأخر...هه الليلة لا تقلقي مع السلامة.
كانت قضية شائكة التي أمامه شهر كامل وهو يحاول أن يبحث عن ثلاث جثث لم يعثر على شيء الغريب ألا توجد أثار في أي مكان لا أحد يعرف شئيًا
قطع حبل تفكيره دخول الشاويش...
-عمر بيه...
-نعم يا شاويش صديقك نبيل بيه ينتظر عند الباب.
-أدخله ...
-تفضل ...
استقبل صديقه بحفاوة وهو يقول: لم أرك منذ مدة طويلة .
كما تعرف قضية شائكة لا أعرف منها شيئًا...
هل القضية التي ضجت بها الجرائد....
نعم...
-بصراحة اختفاء بدون أثر والاشتباه بأن تكون جرائم قتل...
-نعم من المؤكد أن تكون كذلك، ولكن أتكون الجريمة الكاملة؟
-المجرم لا بد أن يترك أثرًا مهما حاول.
-هل جميع العاملين موجودين نعم إلا من عامل واحد اسمه عصام نعم اسمه عصام عصام عبد الفتاح منير، لقد بحثنا عنه لكنه توفي بسكتة قلبية، ولم نعثر على جثته هو الآخر...
-حتى في المقبرة ؟
-نعم، فتحنا المقبرة لقد كان قبره فارغًا ومازال رطبًا...
-ماذا يعني هذا؟
-لا أدري أيكون قد توفي حقًا أم هل سرقت جثته هو الآخر ولكن لماذا؟
-الأمور تبدو معقدة.
-نعم، وأعتقد أنه لا سبيل حلها ...ما رأيك أن نخرج في سهرة مع الأصدقاء لتريح أعصابك.
- لا، يا صديقي علي الكثير من العمل أعدك بأن يكون ذلك مرة أخرى.
التقرير: سكتة قلبية حادة مع قطع في الوريد، البصمة في العين لم تسجل شيئًا... زوجته بهية لا تعرف عنه شيئًا سوى أنه كان شديد الغضب، وطباعه حادة رغم أن صورته لا تحكي الكثير سوى أنه رجل مسالم، ولكن ما الذي حدث؟ ماذا عليه أن يفعل ...؟
شعر بقشعريرة وريح داعبت الأوراق...
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، المريب في الأمر... أن صورة عصام كانت أول الصور عند يده تمامًا، فوق تلك الصور لماذا هو؟
ردد: عصام أين أنت؟
شد انتباهه ضغطات متتالية على لوحة التحكم الشاشة أمامه عصام عبد الفتاح منير
فغر فاهه وبقي متجمدًا في مكانه...
تعلقت عيناه بالشاشة، ومازالت الكتابة...
- أنا روح عصام لم تكتمل مهمتي بعد...
شبه ميت...
لقد قتلت أتريد أن تساعدني؟
أرجوك لا يوجد لدي غيرك...
نطق: أين أنت؟
-أنا إلى جانبك تمامًا لن تستطيع الإحساس بي إن لم تؤمن بوجودي.
-وكيف أفعل ذلك؟
- فقط انظر إلي من قلبك فستراني، صدقني ستراني... أريد أن عبر جسدك ستشعر بقشعريرة.
عاد ليضغط على لوحة المفاتيح.
- سأروي لك القصة، وستساعدني.
كانت الساعة الرابعة فجرًا عندما رن جرس الهاتف ...
-نعم عزيزتي.
-نعم، لقد تأخرت ربما، لن آتي هذه الليلة لقد توصلت إلى جمع خطوط الجريمة ادعِ
لي يا عزيز
-أحبك ...
ضغط لينهي المكالمة...
- أحقًا ما يحدث؟ أنت تتحدث عن حكايات غريبة، أيوجد جثث أخرى؟
كتب...: نعم، ستكون هناك جرائم أخرى لقد رأيتها ...طيلة ثلاثة شهور الواحدة تلو الأخرى... لون الدماء، والسكاكين، والقتل البارد، والنقود.
-من أين أبدأ؟
-هناك جريمة اليوم ...
-متى؟
- في وضح النهار الساعة الثانية عشرة، هذا موعد الجريمة في الطابق السفلي للفندق هناك سيحدث ....
وصف له كل الأحداث والتي بالضبط ستحدث دون أن تختلف ...
-إنها الجثة الثالثة الثلاثين سيدة في منتصف العمر ربما تستطيع أن تساعدها...
عندما وصلت قوة الشرطة وحاصرت الفندق، ووصلت قوة معززة إلى أسفل الطابق السفلي، كان المكان مقفلًا بالكامل بالترابيس... كانت المناشير الكهربائية التي استطاعت أن تفتح الأبواب، لم يكن هناك أحد سوى سيدة مقيدة أي سرير وهي في فاقدة الوعي...
أكد له مدير الفندق: أنه لأول مرة يعلم بهذه الحوادث الغريبة... هكذا أنكر كل شيء ورفض الحديث إلا بوجود عدد من محاميّ الدفاع.
الطريق المظلم ثانية لا أثر... لا أحد ...
كان ينتظر أن يرتاد مكتبه عصام...
- أين ذهبت؟ أحتاجك.
ضغطات متتابعة على لوحة المفاتيح...
-أنا هنا...
-ما الذي حدث يا عصام أين ذهبوا؟؟
-لا تقلق...
لن يذهبوا بعيدًا إليك الأسماء: مدير الفندق، وشابان قويان لم أعرف اسميهما عطا الله وبهية ...
-ولكن لا يوجد دليل...
- بلى هناك دليل...
وصف له بدقة أين هي الأوراق النقدية التي عليها نقاط من الدم ...
"إنها في الدولاب الثاني في درج مقفل المفتاح في عنق عطا الله، سيحلف الأيمان أنه أضاعه أنت تعرف كيف تنتزع منه الاعتراف...
تفتح الدرج؛ علبة فضية تفتحها تجد كل الأوراق النقدية، أسفلها العقد العرفي بزواجه ببهية....
أما بهية فستحلف مئة يمين أنها بريئة وأن عصام مات بسكتة قلبية، لكنها قطعت الوريد...وهو نائم لقد قتلته، واشترت الأطباء، والتقرير الشرعي بالمال ....
-أرجوك أسرع ...
روحه الهاربة ارتاحت الآن عندما خلدت بسلام تحت التراب....



#رولا_حسينات (هاشتاغ)       Rula_Hessinat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Children of Gaza are dolls, and perhaps its inhabitants are ...
- It is not as any other stories
- قراءة نقدية في المجموعة القصصية اعترافات ثملة بقلم الناقدة و ...
- رحلة في تابوت
- رشفات الحياة
- رواية شيفرة الإنتقام
- الرسالة الأولى
- الرسالة الخامسة
- منعرجات النسيان
- الرسالة السادسة
- الرسالة السابعة
- الرسالة الثامنة
- بانتظار القيامة
- يوميات عابرة سبيل/وها قد غادر آب
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثامن
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم التاسع
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم السادس
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الخامس
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الرابع
- يوميات عابرة سبيل/ اليوم الثالث


المزيد.....




- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رولا حسينات - الشبيه