عبد الخالق الجوفي
الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 16:32
المحور:
القضية الفلسطينية
قد يبدوا عنوان المقال صادماً وغريباً لأول وهلة، لكنهُ مقصودٌ ولا يجاوزُ الواقع في غزة التي نظن اطفالها كباراً - وهم كذلك فعلاً – فالطفل في غزة ليس كأي طفل في العالم! ولا يتمتع بما قد يكون حقاً لأي طفل على وجه هذا الكوكب المليء بالتناقضات والنفاق الإنساني!
لم ننسى الطفل الفلسطيني الذي أجاب عند سؤاله سؤالاً يتكرر كثيراً ويُسأل به أي طفل بالعالم لكن الإجابة لم تكن متوقعة أبداً! ماذا تتمنى أن تكون عندما تكبر؟! ليخيم صمت قبل أن يجيب بكل براءةٍ ومرارةٍ: - نحن لا نكبر لأننا قد نموت بأي لحظة!
كم هي مؤلمة تلك الكلمات وكم تعبر عما وضع عنواناً أعلاه.
وفي حين نجد الإعلام العالمي يُسلط الضوء على طفلٍ إسرائيلي يبكي على فراق والده الذي ذهب لقتل أطفال فلسطين ونسائها وشيوخها دون أن يتعاطف معهم العالم وبذات اللحظة يبكي أطفال فلسطين بل ويئنون خوفاً من أزيز الطائرات وقصفها ورعود الجوع وبروق البرد ومن ابسط مقومات الحياة وحقوق الإنسان ناهيك عن حقوق الطفل!
كل يومٍ تأتينا الصور التي تدمي قلوبنا من ارض العزة والبطولة في غزة خصوصاً وفلسطين عموماً، ونرى التبجح الصهيوني المتمثل في تصريحات مسؤوليهم فهذا رئيس وزراء الكيان الغاصب يقول انه من حقهم الدفاع عن وجودهم وهم الدخلاء على ارضٍ يلفظهم حتى تُرابها، ويُسوق الحلول لأصحاب الأرض الحقيقيين بإيجاد أرضٍ أخرى لهم أو جزيرة فأي صفاقة وأي انحلال وأي نفاق عالمي انساني وأين الإنسانيةُ أصلاً في الظلم والقهر عندما ترى الحق للغاصب والجلاد وتمنعهُ عن صاحبه!
العالم العربي انقسم إلى مهرجٍ بتلك المعمعة والنفاق العالمي، وبين صامتٍ متفرج على ذلك، وبين داعم له!
لم يحدث أن انسلخ الحاكم عن شعبه كما هو حاصل اليوم في العالم العربي وعموم العالم، وما المظاهرات التي تجوب العالم دعماً للحق الفلسطيني في العودة لأرضهم وانشاء دولتهم إلا دليلاً على ذلك!
كانت القضية الفلسطينية هي الركيزة التي أنشأت الجامعة العربيةُ من أجلها فهي القضيةُ الأولى التي ناضل العرب من أجلها منذُ الاحتلال البغيض وهي الهدف الأول والرئيس لإنشائها وأول أهدافها وأجلها والتي للأسف لم تعد حاضرةً في مهامها أو أهدافها فعلياً اليوم وإنما شكلياً.
فما يستدعي بكاء أطفال فلسطين عندما يجدون أباءهم تخلوا عنهم وتركوهم لمواجهة مصيرهم منفردين.
#عبد_الخالق_الجوفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟