محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)
الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أظهرت نتائج تحقيقات، قامت بها مراكز بحثية عالمية، عن مدى الخسائر البشرية والبيئية، الناتجة عن عمليات حرق الغاز الأحفوري في العراق، والتي ركزت على التدمير الناتج عن الحرق، فبينت أنه يتم أطلاق غاز ثاني اوكسيد الكاربون، العامل القوي المؤثر في الاحتباس الحراري، بأكثر من 80 مرة مما هو موجود في الغلاف الجوي، ما يعني أن العراق هو المسؤول عن ثاني أكبر حرق للغاز في العالم.
الاحتراق يطلق ملوثات سامة، تضر بصحة الانسان، منها مواد خطرة يمكن أن تتسبب بانواع متعددة من أمراض"السرطان"..
من جانب اخر فقد أشارت التقارير الصادرة من وزارة الصحة العراقية، الى إرتفاع نسبة الاصابة بالسرطان في البصرة بنسبة 20% بين عامي 2015 و2018، وتحدث التقرير "غير المتداول" أن حالات الاصابة بالسرطان في المنطقة الجنوبية، أعلى بثلاثة أضعاف من الارقام التي يتم الكشف عنها والمنشورة في وسائل الاعلام.
الحكومة من جانبها أعلنت رسميا، عن وجود صلة بين التلوث الناتج عن الاحتراق، وبين الامراض السرطانية المنتشرة في العراق، وبزيادة لافتة وخطيرة، تنذر بوجودة ازمة حقيقية، نتيجة توسع انتشار الامراض السرطانية في البلاد.
عمليات الحرق الممنهجة، تعد أزمة عالمية لها حلول قابلة للتطبيق، مما يتطلب من الحكومة، الانتقال الى ما هو أبعد من مجرد الاعتراف بالمشكلة، نحو ضرورة سن قوانين صارمة لتقييد عمليات الاحتراق بشدة، ووضع آليات واضحة، لتقليل اثار هذه المشكلة، وتوفير الخدمات الصحية المناسبة، للمجتمعات المتضررة من عمليات الحرق الملوثة للبيئة العراقية، وفق القوانين النافذة.
زيادة في أنبعاث المواد المشبوهة، ومنها الاحتراق الاحفوري، والتي تسببت بزيادة أمراض السرطان في البلاد، وهذا جاء نتيجة عدم إيلاء هذا المرض، الاهتمام الكافي من قبل السلطات المختصة، سواءً من خلال توفير المستشفيات التخصصية، او العلاجات اللازمة من المناشئ الرصينة.
خطورة المشكلة وتعقيدها يفرض على الحكومة، إعتماد اساليب حديثة لمعالجة الضرر الناتج من عمليات الحرق، والانتقال بعيداً من الاستخدام الجائر للوقود الاحفوري، خصوصاً وأننا نسمع التصريحات الاعلامية للمسؤولين في كل المناسبات، عن خططهم لايقاف حرق الغاز والاستفادة من عائداته، بدل تحمل العواقب الاقتصادية والصحية الناتجة من حرقه.
أرتفاع أعداد الوفيات المستمر في البلد عموما، وفي البصرة خصوصا، ورغم انها تمثل حالة مأساوية لكنها متوقعة.. خصوصاً مع هذه الزيادة الخطيرة في عمليات ضخ مخلفات حرق الغاز المستمر للبيئة العراقية، والتي لازلنا نأمل أن تختفي، مع اجباره هذه الشركات النفطية على تقييد عمليات حرق الغاز، وإعتماد الوسائل الحديثة في عمليات الإستخراج للنفط والغاز، وأستثمار الغاز المصاحب بدلاً من إحراقه.. ويحولوا هذه النقمة إلى نعمة..
#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)
Mohammed_hussan_alsadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟