أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار نوري - العدمية بين الفيلسوفين المعري وشوبنهاور ؟!














المزيد.....

العدمية بين الفيلسوفين المعري وشوبنهاور ؟!


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 11:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المعري 973-1057 كان سباقاً بطرح( العدمية )والفلسفة الوجودية بزمن بعيد أي قبل شوبنهاور1788- 1860 بأكثر من 800 سنة وهو فارق زمني ومكاني كبيروالغريب أكثرتقاربهما في الوضع العائلي والتناحرات السياسية ورحى الحروب الطاحنة الداخلية والخارجية لذا أصبحا في نظر العالم والطبيعة والأفراد والمجتمع بتبني الثقافة السوداوية العدمية ، فيكون القاسم المشترك بينهما العدمية التشاؤمية مع التقارب بالوضع الفردي والعائلي والبيئة المحيطة بهما من جهة أخرى .
وسأستوحي بعضاً من أفكار ورؤى الفيلسوفين الكبيرين من خلال ما بين سطورمنجزيهما ، كتاب اللزوميات للمعري وكتاب العالم كأرادة وفكرة لشوبنهاور .
وفي تحليل تشابهما في العدمية لابد من معرفة الآسباب :
لنبدأ بالمعري :
-فقد بصرهُ بعد أصابته يمرض الجدري وهو طفل بعمر خمسة سنوات وترك المرض اللعين أخاديد ونتوءات وتشوهات في وجههِ .
- وفاة أبيه المفاجيء وذاق مرارة اليتم وهو طفل بعمر ستة سنوات .
- ترك الدراسة في مدارس الشام وبغداد بعد سماع مرض أمهِ وثم خبر موتها .
- عاش زمن الأرهاصات والتقاطعات الفكرية وتناقضات الصراعات الطبقية وأضطرابات سياسية وحزبية بين الحمدانيين والفاطميين أضافة إلى الحروب الطاحنة الخارجية مع الروم البيزنطيين .
- أتهم بالزندقة لوجوديته عند التعامل الفكري مع الكون والحياة والموت .
- وكان المعري نباتياً رأفة بالحيوان .
- عاش ناقماً ومات ناقما على الحياة بسوداوية وأحباط ويأس ليوصي كتابة هذه العبارة على قبره "هذا ما جناه عليَ أِبي ولم أجني أنا على أحد" (اللزوميات لآبي العلاء المعري ).
أما بالنسبة لآرتورشوبنهاور:هو أحد فلاسفة الالمان المثاليين ذو الأفكار اليمينية المثالية الطوباوية والمتسمة بالعدمية والتشاؤمية التي تعاكس الحداثة المعاصرة في زمنهِ وجغرافيته الأوربية .
-ورث مزاجية وجينات أبيه في الخوف واللقلق والعزلة والأكتئاب وكراهية الحياة حيث وُجد منتحراً بطريقة بشعة برمي نفسهِ من علوٍ شامخ .
- سلوكية غير مريحة مع أمهِ حيث كانت نابغة في سردية القصة ملوثة بالغرور والفوقية حتى على أبنها ، فالعلاقة كانت مضطربة بينهُ وبين أمه بقسوتها عليه بالتجافي والمشاكسة ، وخصوصاً عند أشتهارهِ في الوسط الثقافي والعلمي القيمي والنبوغ وسعة الآدراك وعند أخبارها الفيلسوف ( غوته ) بعظمة عقلية أبنها أشتاطت غيضاً عليه.
- عاش سلسلة الحروب النابليونية والأضطرابات السياسية في عموم أوربا .
- تعمق لديه شعور بأن الحياة شرَليس بها ألا الآلم والمرض والشيخوخة والموت .
التقارب الفكري بين الفيلسوفين
-طغيان الصفة التشاؤمية السوداوية ( العدمية ) على عقلية ورؤى كل منهما .
- الخير والسعادة عندهما أحداث سلبية سرعان ما تغيب لتحل عليها العدمية والسوداوية التشاؤمية وتحيطها الأحزان والآلام والتي أطلقوا عليها الأحداث والآمور الأيجابية .
- الحياة في نظرهما متعبة ومقرفة لآقترانها مع الشر.
ولهذا يقول المعري :
إلا إنما الدنيا نحوسَ لآهلها
فما في زمانٍ أنت فيه سعودُ
ويضيف فيلسوف المعرة :
نزولُ كما زال أجدادنا
ويبقى الزمانُ على مانرى
-ويشترك الأثنان في رؤية الفرد بمتلاومة الآلم الذي لا مفر منه ، فتصبح قواعد أفكارهما المنحوسة ( منصة )أنتقادية للبشرية جمعاء التي هي : أستدامة متلازمة الألم والتشاؤم والعدمية.
- والأغرب رغم البعد الشاسع في الزمكنة وكأن الواحد يلقن الآخر بأفكاره السوداء .
فيقول المعري :
في العُدم كنا وحكم الله أوجدنا
ثم أتفقنا على ثان ٍ من العدمِ
أو:
نمرُسراعاً بين عدمين مالنا
لباثُ كأنا عابرون على جسرٍ
ويجيبهُ شوبنهاور أفتراضياً :
نعم يا صاح إن الحياة تتأرجح كالبندول بين ألألم والسأم وفي الحالين لا خير في هذا العالم سوى حياة بائسة عافرة .
-أتفقا في أعتزال النساء ، كان أبو العلاء زاهداً من الدنيا متقشفاً نباتي الطعام رأفة بالحيوان ، أعتزل النساء ولم يتزوج لكي يجنب النسل الموروثات الجينية السيئة ومآسي الحياة : حتى أوصى أن يكتب على قبرهِ : هذا ما جناهُ علي أبي وأنا لم أجني على أحد ، أما شوبنهاورفهويكره النساء ، يعتبرالمرأة منبع الشروروهي توأم الحياة المقرفة لذا عاش عقدة النساء في حياته فلم يتزوج .
- التقارب العقلي والوجداني بين المعري وشوبنهاور في المعتقدات الدينية والكون والموت هاجم أبو العلاء المعري عقائد الدين لذا أتهم بالزندقة ، أما شوبنهاور يقول : إن الوجود هو ( المادة ) الملموسة فقط أما ما يطرح في غيبياتها فلا قيمة لها وهويميل – كذلك - إلى التعمق في دراسة الديانة الهندية وسيرة بوذا التي تقوم على أساس إن الحياة قائمة على أنواع من الشرور الطبيعية والخلقية ، أما الوجود عبارة عن المادة المطلقة ، فليس في الوجود سوى المادة .
- ويتفق الأثنان على إن الموت نهاية لألام وعذابات الحياة ، وجدتُ في فلسفة الفيلسوف الأ لماني : للحفاظ على الحياة في ( النوع) وديمومة استمرارية الحياة ببؤسها وشقائها يستلزم آرتون شوبنهاورأمرين هما : ( العقل والغريزة الجنسية ) بل يذهب أكثر في الغلو والسوداوية يدعو الأنسان إلى نبذ الحياة الشريرة ولو كان بالأنتحار!؟ وبالمناسبة أنتحر والدهُ بطريقة بشعة برمي نفسه من علوٍ شاهق لكونه كان مصاباً بأمراض نفسية حادة كالكآبة والعزلة والخوف والقلق .
مصادر وهوامش
--------------------
-كتاب اللزوميات لأبي العلاء المعري ترجمة سامي الدروبي
- كتاب العالم أرادة وفكرلآرتورشوبنهاور



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العراقية -- بين العصف المأكول وطوفان الأزمات والمعالج ...
- تحرير الأنسان----- واليسار التقدمي
- فجائعية الثمانينيات في رواية كم أكره القرن العشرين لعبدالكري ...
- هولوكوست المحتل في كتاب : الحرب القذرة النظيفة - لكريستين دو ...
- قراءة جمالية وامضة للمعطيات الشعرية الثرّة ----للشاعرعبدالست ...
- مشروع طريق التنمية ---- التحديات وآفاق واعدة نحو التغيير ؟؟؟ ...
- التنمية الأقتصادية للعراق ------ مقومات وعوامل النجاح !؟
- الأساطير ----- ميثيولوجيا حضارات العالم القديم والحديث
- قراءة في الفكر الأقتصادي للدكتور سمير أمين ومنجزه --- ما بعد ...
- قرلءة في الفكر الأقتصادي للدكتور - سمير أمين - ومنجزهُ ( ما ...
- قراءة فلسفية لكتاب ( نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية ) لف ...
- الأقتصاد العراقي والتنمية المستدامة
- عالم الغموض والجريمة المعقدة في روايات - أجاثا كريستي-
- حمى تفاقم الكابوس المقلق ( للمخدرات ) في العراق /غثاثة ومخاض ...
- التراجيديا المأساوية في رواية - ساعة بغداد - للروائية شهد ال ...
- النفط العراقي ---- إلى أين !؟
- في ذكرى وفاة - السياب - --- رائد تجديد الشعر الحر ومؤسسه !؟
- قراءة حداثوية في كتاب عصفور من الشرق للروائي - توفيق الحكيم ...
- الديستوبيا في أدبيات الروائي المعاصر - جورج أورويل !؟
- الفنتازيا في أدب الرحلات في رسالتي الملهاة والغفران - بدراسة ...


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الجبار نوري - العدمية بين الفيلسوفين المعري وشوبنهاور ؟!