مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري
(Moemen Samir)
الحوار المتمدن-العدد: 7871 - 2024 / 1 / 29 - 00:06
المحور:
الادب والفن
كل شاعر حقيقي هو مشروع متفرد، شِعري وفني وجمالي ولكل مشروع توجُّه أو شفرة أو نسيج خاص، هذا الوعي الذي يصنع نتاجاً بعينه، له مبنى وعلاقات وتراكيب ومجازات واشتقاقات وألعاب لغوية بالذات، ومعنى إنساني كبير يسعى لأن يشتبك معه بالسؤال أو الاندماج أو الرفض الخ، جماع كل هذا هو الهوية الشعرية التي تدخل في تغذيتها الثقافة والجغرافيا وأحداث السيرة الذاتية ومدى قدرة الخيال على الخلق وحدود اتساع الرؤية وانفتاح البصيرة.. وشئنا أو أبينا يحدث التأثير والتأثر بين الهويات الفنية المختلفة ويجري التلاقح اللغوي والشعري بين التجارب والمشاريع حيث لم يعد المكان ولا الزمان عائقاً معتبراً بعد ثورة الاتصالات والقفزات التقنية والتكنولوجية التي تلهث حولنا.. وأظن أن تأثراتنا كشرق بالغرب، كان يصنعه الاستعمار الوطني الصريح لبلادنا حيث تملأ ثقافة المستعمر الآفاق وتنسرب إلى الوعي سواء ببطءٍ أو بغلظة.. أما الآن فنستطيع بمعنى ما، أن نتعامل مع كوكب واحد يجمعنا ويتجه كل لحظة إلى أن يصير بلا حواجز تقليدية تمنع الاجتماع البشري وبالأحرى اجتماع الثقافات والالتقاء بالتجارب الأحدث والقبض على التنوع المعرفي والجمالي الفني وتعاطيه.. هل تأثرت لغتنا الشعرية الشرقية بفلسفات الحداثة وما بعدها وهل صارت أكثر قدرة على التجريب وأكثر جرأة في طرح اقتراحات شعرية متجاوزة؟ بالطبع.. وصارت موجاتنا ودوراتنا الطليعية محل قبول ونظر ودراسة من حيث الإضافات الفنية أو الولوج لمنتج الأجيال التي كانت تعي فرض الإضافة على منجز السابقين وتجاوز الآباء طول الوقت.. وفي إطار التلاقح الانساني، الفكري والفني، والتماهي والسعي للتضاد وما سوى ذلك من أطر العلاقات، فإن الآخر الغربي تأثر ويتأثر هو الآخر بتجاربنا ولغتنا الشعرية وخصوصيتها وتفردها..
#مؤمن_سمير (هاشتاغ)
Moemen_Samir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟