في الذكرى الأولى لرحيل الزميل النقابي الفلسطيني موسى جريس موسى الجريس (أبو جورج) ابن البصة (أبو جورج(20/5/1944 - 22/12/2022 )
جهاد عقل
2023 / 12 / 21 - 16:05
من الصعب أن تكتب عن رفيق درب وزميل مناضل صادق ، غادرك قبل عام يوم 22 كانون أول / ديسبمبر 2022 بعد معاناة له مع المرض ، خاصة وأنه كان بتواصل دائم معك ، ينقل لك وتنقل له هموم الطبقة العاملة العربية الفلسطينية ، وهموم الطبقة العاملة العربية والعالمية ، نعم من الصعب أن يمضي يوم حتى وهو يرقد على فراش المرض ولا يكتب لك أو يتصل بك ، وتتبادلان الهم النقابي عامة . كم كان مخلصاً للقضية النقابية الفلسطينية وكم كان مخلصاً للقضية الفلسطينية عامة،
عندما اخبرني نجله جورج بالخبر الأليم عن رحيل اللأخ والزميل ورفيق الدرب النقابي موسى الجريس (أبو جورج) ، ترقرقت الدموع في عيني ، كيف لا وأنني وجدت نفسي أفقد أخاً مخلصاً ومناضلاً فذاً في جميع ساحات النضال التي رافقته فيها.
نعم مر عام على رحيلك أخي أبا جورج ، وهاأنا أعود لأستذكر بعض المواقف المشتركة ، أولها يوم ركبنا سيارتي العتيقة ترافقنا إبنتي كتجهين نحو بلدك التي ولدت فيها وهُجرت منها عنوة في العام 1948 أنت وأهلك ، بلدك البصة قضاء عكا ، لن أنسى دموعك التي ذرفتها عندما زرت مسقط رأسك الغالي الذي منه انتقلت قسراً الى مخيم ضبية في لبنان ، يومها أنتقلت ما بين آثار ما بقي من البيوت ، والجامع والكنيسة ، كم كان صعباً ذلك اليوم وتلك الزيارة.
عرفتك أخي بعد إتفاقية اوسلو وعودتك مع العائدين من الزملاء من إتحاد عمال فلسطين الذي واصل النضال النقابي الفلسطيني في بلاد الهجرة ، عرفتك بدورك النضالي النقابي وبمحاولاتك الصادقة لترسيخ الوحدة للحركة النقابية الفلسطينية ما بين العائدين والمحليين ، عرفتك بإخلاصك لضمان التمويل لبناء مقرات للإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في كل من غزة والضفة – نابلس بتمويل اتحاد عمال النرويج الذي عملت فيه نقابياً مبدعاً نال تقدير زملاءه في هذا الإتحاد ، عرفتك في الكثير من الدورات المهنية النقابية على الصعيدين الفلسطيني والدولي ، عرفتك أخي في تأمين كل مادة تساعدني في مهنتي النقابية والصحفية ، عرفتك يوم زرتك في بيتك بمدينة أوسلو ، يوم شاركت بزيارة نقابية لاتحاد نقابات عمال النرويج ، بمبادرتك ، وعندما سألتك قبل السفر ماذا تطلب أن أحضر لك ، قلت "حفنة من تراب البصة" ، ولم أتأخر يومها سافرت الى البصة وأحضرت لك ما طلبت.
عرفتك يوم شط بك الألم لما لاقيته من إنكار الجميل من قبل الكثير ممن "حملتهم على ظهرك" وساعدتهم من نقابيين وزملاء ، وكيف لم يردوا على إتصالاتك ، يومها قلت بأصالتك المعروفة "الله يسامحهم يا أخي"، عرفتك يوم كنت مسروراً وفرحاً عندما منحك الرئيس محمود عباس في حفل عقد بسفارة فلسطين في أوسلو " وسام الاستحقاق والتميز" في 19/9/2019 ، كم كنت فرحاً يومها .
محطات النضال التي عاشها المرحوم موسى الجريس من الصعب الوقوف عندها هنا فهي حافلة بالنضال الوطني والنقابي ، منذ نعومة أظافره بدأ نضاله باتحاد الطلاب الفلسطينيين ، ومنها إنطلق مناضلاً تعرض للتعذيب والسجن في لبنان ،انتقاله الى النرويج ومدينة أوسلو جاء بعد الترحيل القسري للمناضلين في الثورة الفلسطينية عام 1982 من لبنان .
رحمك الله رفيقي وصديقي وأخي أبا جورج ، وأحر التعازي لرفاق دربك وعائلتك خاصة أم جورج رفيقة النضال وجميع أفراد العائلة والأحفاد