سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7811 - 2023 / 11 / 30 - 22:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خلال الاسابيع الاخيرة، تزايدت التقارير الخبرية الواردة في وسائل الاعلام المختلفة بشأن إصرار نظام الملالي على المضي قدما في سياساته القمعية التعسفية ولاسيما تنفيذه لأحکام الاعدامات، وعلى الرغم من إن وسائل إعلام النظام تسعى جاهدة وبکل الطرق من أجل الإيحاء بأن الشعب الايراني يقف صفا واحدا الى جانب النظام بعد الحرب الدامية في غزة، لکن الحقيقة التي تصفع النظام بقوة هي إن الشعب الايراني يعلم جيدا بأن النظام الايراني هو من قام بإثارة تلك الحرب من أجل التغطية على أوضاعه الداخلية وتدارك نفسه من التلاشي والسقوط.
تزايد الممارسات القمعية بصورة مفرطة وتمادي النظام في تنفيذ أحکام الاعدامات ولاسيما خلال الاسابيع التي تلت إثارته للحرب في غزة، يعني وبصورة واضحة جدا بأن مخططه قد فشل في تحقيق أهدافه وهاهو يرتد عليه سلبا من خلال تصاعد موجة الانتفاضة ضده والاصرار الشعبي على إسقاطه خصوصا وإن وحدات المقاومة وشباب الانتفاضة صاروا يدکون معاقل النظام وبصورة الند للند وکمثال حي على ذلك فقد استهدف شبان الانتفاضة في ايران المقر المركزي لوزارة المخابرات، موجهين صفعة قوية لحكم الولي الفقيه، ردا على إعدام "ميلاد زهره وند" بتهمة قتل مأمور حكومي.
مايحدث حاليا في داخل إيران من مواجهة بين النظام من جهة وبين الشعب ووحدات المقاومة وشباب الانتفاضة من جهة أخرى، تطور يجعل النظام يشعر بالرعب البالغ ولاسيما في الوقت الذي يزعم فيه بأن أوضاعه الداخلية مستتبة وإن الشعب يقف الى جانبه ويثق به، فإن على العکس من ذلك تماما يحدث وهذا مايفضحه بصورة بحيث يفقد المصداقية القليلة التي يمتلکها، والذي يجعله يشعر برعب أکبر هو إنه وعلى الرغم من مضاعفة ممارساته القمعية والتمادي فيها، لکن ذلك لايبدو إنه يٶثر على الرفض الشعبي السائد ضده وتزايد وتيرة المواجهة معه.
نظام الملالي بإثارته للحرب في غزة، فإنه أراد من وراء ذلك أن يخفف من الضغط الشعبي المسلط عليه والهادف الى إسقاطه، لکنه لايبدو وبعد أکثر من شهر على إثارته لتلك الحرب من إنه سوف تصل الامور به الى المفترق الحرج الحالي ويظهر للعالم دور المشبوه في إثارة هذه الحرب والتي لاعلاقة لها بحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
مشکلة النظام الدکتاتوري الاساسية هذه کانت ولازالت مع الرفض الشعبي السائد ضده والرغبة والاصرار على المضي في النضال والمواجهة حتى إسقاطه، وفي مقابل ذلك. فإن إصرار نظام الملالي على القمع والاعدامات دلالة على ضعفه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟