الابادة الجماعية لسكان غزة هي بداية نهاية دولة اسرائيل.
نادية محمود
2023 / 11 / 21 - 10:23
الابادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل ضد مواطني غزة، وامتداد العنف الان الى الضفة الغربية- هي بداية النهاية لدولة اسرائيل الفاشية. الان يفتح العالم عينيه على حقيقة ما يجري في فلسطين و يرى سياسات هذه الدولة الارهابية الدموية بكامل بربريتها ووحشيتها.
ان لم توضع شرعية وماهية دولة اسرائيل، وسياساتها، تحت السؤال من قبل، فانها وضعت اليوم، واكثر من اي وقت مضى، تحت طائلة المسائلة بل والرفض والتنديد.
لم تعد غزة قضية الحركات الاسلامية في المنطقة، او هكذا اريد استثمارها، ولم تعد قضية فلسطين قضية القوميون العرب، الذين اعتبروا " القدس عروس عروبتهم". بل اصبحت قضية عالمية. فقط وفقط بفعل اجرامية اسرائيل التي لا يضاهيها الا اجرام هتلر وموسوليني وصدام حسين. لقد اخرجت للعالم حقيقتها، دولة محتلة، اجرامية وغاصبة، ولا يردع اجرامها الا القوة.
لن يمر كل هذا بدون ثمن تدفعه اسرائيل. فالعالم كله يتحرك ضدها اليوم، وسيأخذ هذا الضغط العالمي مجراه، وسيبلغ هدفه، من التظاهرات التي عمت كل مناطق العالم، من اللندنيين الذي تظاهروا بمئات الالاف، الى احتجاجات واشتباكات متظاهري الفلبين امام السفارة الاسرائيلية في مانيلا، عاصمة الفلبين، تحويل ذكرى الاحتفال بانتفاضة طلاب اليونان الى انطلاقة وصوت واحد لايقاف اطلاق النار في غزة، نداءات المطربين العالميين لجمهورهم ب" غزة حرة". طرد السفير الاسرائيلي من ايرلندا. احتجاجات وتظاهرات اليهود في نيويورك هاتفين" ليس باسمنا". الطبقة العاملة وعلى صعيد عالمي، تتدخل بكامل عنفوانها، عبر تنظيم الاضرابات، وتوجيه النداءات، وشن الحملات، من اجل ايقاف ارسال اي معدات عسكرية الى اسرائيل، وتنادي بانهاء الابادة الجماعية على سكان غزة. عشرات المنظمات الانسانية تتشكل لجمع التواقيع، من اجل ان تفرض على الحكومات الغربية وقف دعم اسرائيل. ان جبهة عالمية تتوسع يوما بعد يوم، لتضع اسرائيل وسياساتها بمصاف دول مارست بربريتها على مواطنين بفعل ديانتهم، أو لون جلدهم مثل المانيا الهتلرية، ونظام جنوب افريقيا العنصري.
ان قصف المستشفيات، وقتل المرضى، وقصف المدارس، بل واخلاء الاطفال الخدج من المستشفيات، وقصف العمارات السكنية على رؤوس ساكنيها، واجتياح الاحياء شارعا شارعا، وملاحقة السكان الذي تم ارهابهم للانتقال من الشمال الى الجنوب، ومن ثم ملاحقتهم وقصفهم في الجنوب، قد دخلت التاريخ فعلا. ان نقل الاطفال الخدج، هذه الارواح المقدسة من مستشفى الى دولة اخرى، محفوفين بمخاطر الموت وصمة عار على جبين اسرائيل. يضاف الى جرائمهم التي لا تعد ولا تحصى ضد سكان غزة قبل وبعد 7 اكتوبر. كما يذكر الهولوكوست ومعسكرات الغاز التي نظمت ضد اليهود في اوربا، ستذكر دولة اسرائيل الفاشية. الا انها بابادتها الجماعية لسكان غزة، لن يكون لها القدرة على البقاء والصمود، حتى وان طال الزمن بها، فمصيرها، هو مصير المانيا الهتلرية ونظام جنوب افريقيا العنصري.
لم يعد العالم، يعيش في القرن التاسع عشر او العشرين. ولا يمكن تغطية او تعمية او تلفيق الحقائق، مع انكشاف جرائم هذه الدولة في كل يوم وساعة، لمليارات البشر على هذا الكوكب. لقد كشفت الابادة الجماعية لغزة، لا شرعية هذه الدولة، ولا شرعية سياساتها، ولا شرعية احتلالها، وانها يجب ان تعود، على اقل تقدير لحدود 1967، وان تلتزم بها. لم تفضح اسرائيل عن قدراتها العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية، التي اثبتت هشاشتها في 7 اكتوبر، بل خسرت سياسيا وعلى نطاق عالمي. فما لم يتم كشفه من جرائم ارتكبتها في العقود السبعة المنصرمة التي مارستها ضد الشعب الفلسطيني، كشفته هذه الخمسة واربعون يوما وبابشع صورها، ليرى العالم باجمعه ما تقوم به اسرائيل. الا انه لا يمكن قتل الشعوب، فمن بقي حيا في غزة سيطالب بالعدالة اثر الاجرام الذي رأه، وما تقوم به اسرائيل اليوم، هو انها تساهم بولادة جيل مقاوم جديد.