الجزء 3 . 3 / تنويم الضمير بأوهام التعقل الرسمي العربي . . حتى الغربي - من اليوم بعد ال40 من حرب النازية على غزة
أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 18 - 21:35
الحزمة الثانية العربية :
* " كيف لصور جرائم المذابح الابادية المرتكبة كل دقيقة من كل يوم على اهل غزة المدنيين بغالبية منهم الأطفال بأجسادهم الممزقة الى أشلاء – وبما لا يقبله عقل – أن تصل الوحشية الهمجية المعلمة بالكراهية العنصرية لنظام الكيان الصهيوني أن تقصف المستشفيات ومدارس الأونروا وحتى الجوامع والكنائس المتجمع فيها عشرات ومئات الاف المدنيين الهاربين – المحظوظين – من بيوتهم التي سويت بالأرض وانطمار مئات الاسر تحت الأنقاض ، ليقتلون في ملاجئ اعتقدوا تحميهم من الصواريخ والقنابل ثقيلة بوزن الالاف الاطنان من المادة المتفجرة – كيف لهذه الصور المرعبة لما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية ( العنصرية الفاشية ) . . أن تهز مشاعر انسان العالم من بشاعة الحيوانية الصهيونية في قتلها الجماعي وبأسلحة دمار شامل ، وكل يوم من تمادي القتل الابادي الجماعي وخاصة الاف من الأطفال . . تزداد ردة الفعل الغاضب لشعوب العالم . . لفرض طلبها على قطع العلاقات مع إسرائيل وخماسي محور الشر الغربي الامبريالي الفاشي ، بإجراءات شعبية تطوق تلك السفارات في بلدانها ومنها من يحاولون اقتحامها والاعتداء عليها مصرة على طرد سفراء إسرائيل و كتلة القتل الوحشية المساندة دخولا في الحرب الى جانب إسرائيل ، وحتى في بلدان الغرب الفاشي الشريكة في جرائم الحرب الإسرائيلية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ، وتتطوع مجاميع ومنظمات حقوقية لمقاضاة إسرائيل وزعماء البلدان المساندة والتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي امام محكمة الجنايات الدولية وداخل بلدانهم كمرتكبي جرائم حرب تفوق التصور على مدنيين أبرياء – امام ما يجري لا نزال نحن عربا ومسلمين ( متصنمين ) في خانة ( الظاهرة الصوتية ) الحادة خطابا والمشلولة فعلا اراديا حرا يرتقي الى حدود المسؤلية الأخلاقية الإنسانية ، ما بال إن قلنا ترتقي لحدود المسؤلية القيمة لنجدة الاشقاء – في حين سارعت دول كبرى من وراء المحيطات لتساند نظام الفصل العنصري الاسرائيلي المتوحش ! ! ! .
* * " يعتقد ( وهما ) انسان المجتمعات العربية – في أنظمة الحكم أو ضمن شعب محكوم – أن مختلف بلدانه قد تخلص – من بدء خمسينات الى سبعينات القرن العشرين الماضي - من أنظمة الانتداب الاستعماري الغربي القديم الى غير رجعة – ومثلها الكهنوتي في شمال اليمن وقتها – عبر ثورات تحرر شعبي بإعلان الاستقلال وقيام أنظمة جمهورية شعبية – غيرها من شبه الجزيرة العربية والخليج ، التي أبقت على النظام الملكي . . كالسعودية وبطبيعة منه بصورة دويلات سلطانية لحكم امراء امارات متحدة غير نظام حكم السلطنة في عمان والبحرين التي اعادت طبيعة حكمها بالملكي . . الى جانب نظام الحكم الملكي العائلي في كل من الأردن والمغرب – وكل أنظمة الحكم الجمهوري والملكي الوراثي أقيمت على قاعدة ( وطنية الحكم ) المستقل بذاته بإدارة شؤون البلد – بغض النظر عن الاختلافات الأيديولوجية ونزعات الخلاف فيما بينها البين – منذ ذلك الزمن الى اللحظة التي نعيشها اليوم و . . انسان مجتمعات البلدان العربية لايزال عالقا في وهمه القديم ب ( كونه حر مستقل في صفته الوطنية القطرية ، واستعادته طبيعته التاريخية لهويته " القومية " المجتمعية الواحدة قبل التمزيق الاستعماري الغربي للوطن العربي – الإسلامي الواحد الى اوطان قطرية تحت الانتداب الغربي ) – هذا الوهم المسيطر علينا ( منذ اكثر من قرنين ولا نعي ذلك ) يطبع كل واحد منا – بصفة وطن البلد المحلي بإنسانه العربي - ب(الازدواجية الثنائية القيمية التضادية) ، كمتضاد الموقف بين ( القيمة النفعية الوطنية الخاصة للبلد المعني بذاته ) وبين ( القيمة الأخلاقية العامة للهوية القومية الواحدة . . الى جانب القيمة الأخلاقية الإنسانية الأعلى عموميا و . . التي يعبر عنها مجازا ب " الضمير " ) – وطبعا من مفارقة ( طبيعتنا الانفصامية المتناقضة ) كمخلف استعماري الاستلاب لذواتنا من زمن بعيد ، أننا نعد كلا القيمتين ذات صفة الضمير – أي ضمير وطني والأخر ضمير قومي وانساني – وأنهما لا يتعارضان – بينما في حقيقة الواقع الملموس والممارس خلال الثمانين عاما الأخيرة الى اليوم وغدا ، يمثل موقف ( ضمير الامة ) العربية الواحدة موقفا عادة مهددا او مضرا للمصلحة الوطنية الخاصة ، والذي يعني يتضاد مع موقف ( الضمير الوطني ) ، وهو ما يجعل أي بلد عربي عليه اختيار موقفه على واحد منهما ويكون جوهرا متخليا عن الاخر – بمعنى اخر لا يمكن الجمع في موقف – أي بلد منا - على أساس وحدة الضميرين كوجود وقيمة أخلاقية خاصة بنا كأمة واحدة – وبمعنى اخر يكون اصل الموقف مبني على واحد منهما ويكون الضمير الاخر ليس اكثر من ظاهرة صوتية عاطفية " .
أ ) حكومات الأنظمة العربية والاسلامية :
توجد – افتراضا – بموصفات وفق اعتقادنا ،
الموصف الأول ← بلدان مطبعة علنا وبلدان غير مطبعة مع دولة إسرائيل الصهيونية .
الموصف الثاني ← بلدان طوق حدودي صراعي مع إسرائيل ، ولها أراض مغتصبة عبر الاحتلال الإسرائيلي ، ك . . ( لبنان ، سوريا ، الأردن ومصر ) ، وأخرى غير حدودية .
الموصف الثالث ← بلدان ذات ثقل دولي أساسي مباشر ك ( السعودية ، دول الخليج العربي ، مصر وتركيا ) وأخرى ذات ثقل جانبي خاص كدول ( لبنان ودول المغاربة وتضاف اليها ليبيا بدرجة ما ) ، بينما بقية البلدان العربية والإسلامية التحشيد الشعبي لمجتمعات بلدانها يوميا دعما لاهل غزة ودفاعا عن القضية الفلسطينية – وبالنسبة لذات الثقل الدولي لها أن تلعب دورا محوريا في الحوار الدولي لوقف الحرب وفي توسط المفاوضات بين إسرائيل وحماس من ضمنها تبادل الاسرى ، والتوسط لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفق القرار الدولي 1967م ، ويحتاج سحب ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من انفراد الولايات المتحدة به وإعادة تكليف لجنة رباعية مختصة بالملف من دول محايدة للطرفين ، وإن وجدت أمريكا فيجب أن تحضر روسيا كمعادل لها في اللجنة الرباعية ، وإن وضعت بريطانيا محل أمريكا في الرباعية فتوضع الصين محل روسيا .