غزة . . الباب المفتوح على الاحتمالات / الجزء ( 2 ) / i i
أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 10 - 00:00
حتى لا نكرر أي مما سبق لنا طرحه – حول الظاهر والمخفي للحرب النازية الغربية على غزة – بالنسبة لإسرائيل وامريكا بحلفائها الذيليين للغرب أوروبي - عبر النظام الصهيوني العنصري المتوحش كوكيل عن أمريكا بصورة المفرخ الغربي الأوروبي الامبريالي الفاشي المغروس قسرا في المنطقة العربية على ارض الوطن الفلسطيني – سنذهب نحو كشف الحقائق غير المعلنة لأطراف شن حرب جرائم الابادة الجماعية لمدنيي غزة الأبرياء العزل ، وأكثرها ما يخجل ألما لأي انسان في العالم بوصف آلة الحرب الوحشية ك ( قاتلة الأطفال ) ، ومن تلك سنذهب لاستقراء الاحتمالات لمآل ما ستنتجه هذه الهجمة البربرية الشاملة .
1 ) على صعيد حماس والمقاومة الوطنية الفلسطينية .
أ - مما لا شك فيه – بفعل لا توازن القوى . . بين القوة النظامية المتفوقة بمئات المرات لآلة القتل الابادي الجمعي والتدمير الشامل المفرطة بوحشيتها العنصرية الاحتلالية . . الى جانب سند امريكي وغرب أوروبي مباشر الحضور في هذه الحرب و . . بين قوة المقاومة حماس كفصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني المحتل بطبيعته المتعنجهة بالاستقواء الناقض لكل القوانين والمواثيق الدولية – بأن حماس ب ( إرادتها الحرة ) قد قدمت نفسها قربانا للوطن الفلسطيني وقضيته التاريخية الحقة ، خاصة بعد أن كاد أن تمرر الخديعة الامريكية بتناسي المسرح الدولي للقضية الفلسطينية وركام القرارات الدولية المدينة للنظام الإسرائيلي التوسعي الاستيطاني غير المشروع على كل من قطاعي غزة والضفة الغربية – 22% من مساحة فلسطين التاريخية ، والمحمية افتراضا بالنظام الدولي العالمي والقرارات الأممية – وعلى سلوكه الوحشي ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين داخل وطنهم ذاك – تناسيا بفعل تغريب القضية تجاهلا ، ليحل محلها صفقة سرية قذرة سميت ب ( صفقة القرن ) ، تحت توهيم وعود ( وردية ) صرفت لبعض حكام أنظمة عربية بارتقاء صعودي من حيث الوضع والمكانة الدولية لبلدانها مستقبلا خلال المسار المخطط له سيناريوها وفق الاجندة الامريكية لقيام – واقعي متحقق – لمشروع ( الشرق الأوسط الجديد ) – والذي ظل متأرجح الظهور والخفوت والموت السريري والبعث المريض لحالته مجددا . . وهكذا . . تارة بمصمم امريكي وأخرى بريطاني ففرنسي او ألماني الى أوروبي ثم عود امريكي راهن – وهو مضمون تأرجحي فيما عرفت ب ( متعدد فقه العولمة ) بطبيعتها الفاشية الاستعمارية المعاصرة ، الجلفة أمريكيا والناعمة أوروبيا ، وذلك منذ بدايات تسعينيات القرن العشرين الماضي وحتى اللحظة الراهنة بحرب الاستئصال والتهجير للعرق العربي الفلسطيني عنه وطنه الحقيقي .
إذا ، فلعدم توازن ميزان القوى التسلحية بين آلة الحرب الصهيونية وحماس ، فإن هذه الأخيرة ستدفع الثمن كقوة قتالية وسياسية في الأخير ، خاصة إذا ما ظلت وحدها في المواجهة – وهو ثمن لن يكون مطلقا وفق الأهداف الإسرائيلية والأمريكية ( المتوهمة ) بالقضاء الكلي على حماس ، فهي عبر هذه الحرب الاجرامية تحولت الى ( فكرة اصيلة للمقاومة ) في عقول الفلسطينيين – وليست وفق ما يعتقده الاسلامويين او وكلاء الولاء لخارج القضية الفلسطينية او المرجفين من انتهازيات الفكر السياسي غير الديني – والتي ستترسخ قوة ك ( إرث مقاومة وطنية ) مستقبلا عند الأجيال الفلسطينية الشابة والجديدة القادمة من الأطفال الذين عايشوا جرائم الإبادة والتدمير الوحشي الشامل لهذه الحرب الانتقامية المريضة ، وذلك لتحل محل ( الخواء القيمي ) الارتباطي بالقضية الفلسطينية كمقاومة ل ( حق تقرير المصير ) – كما وأن دفع حماس نفسها كقوة ثمنا لانتصارها التاريخي ( بكسر شوكة نظام الاحتلال الصهيوني العنصري ، وخلع عرش اسطورية جيشه الذي لا يقهر وتعريته بأنه " اوهن من خيط العنكبوت " ) ، لن يكون ثمنا مطلق الدفع بإنهاء وجودها ، بل هو ( ثمن وقتي ظرفي مؤقت ) ، لكنه ثمن ( قيمي تاريخي ) يضاف الى تاريخ المقاومة الفلسطينية الحرة ضد نظام الاستيطان الصهيوني العنصري . . صنيعة الامبريالية الغربية الفاشية والابن السفاح غير الشرعي المدلل لأمريكا – ثمن سيكتب تحولا نوعيا لقوى حماس كطائر ( العنقاء ) الذي يبعث مجددا من وسط الرماد ، تحولا من طبيعة وجودها ( الداخلي ) ونهجها القديم كقوة صراعية من اجل سلطة الحكم الفلسطيني الى قوة ( اتحادية عضوية ) ورائدة – كصاحبة إرث بطولي – لمتحد تشكل للعمل الوطني الفلسطيني المقاوم من اجل نزع الانتصار لنيل الحق المشروع في وطن حر مستقل في عيشه وقراره الذاتي لإدارة شؤونه دون املاء خارجي كان من كان .
ب – غزة ودفع الثمن .
وهو امر لا يحتاج الى التفكير والتحليل عبر ما هو ظاهري ملموس . . أن غزة وأهلها حملا الثمن كليا ثمن رد الفعل المصدوم والمقهور لآلة النظام الحربي العنجهي الممسوس بالوحشية المتطرفة ، وهي نكبة اشد قسوة وبلاء من غيرها السابقات خلال 75عاما ماضيا ، ولا شك انهما سيعانيان – بعد انتهاء الحرب - بشدة خلال ( 10 – 15 سنة قادمة على الأقل ) من تبعات وآثار هذه الحرب القذرة التي لا يتخيلها أي انسان في زمننا هذا ، ولكن هذا الثمن الباهض الذي تدفعه غزة الان لن يمثل خسارة لها من حيث ( القيمة التاريخية ) على الصعيد الأساسي للأمة الممثل بالقضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني الحر المستقل ، حيث ستكون وقتها رمزا تاريخيا للكفاح الفلسطيني ، وخاصرة للوطن القادم ك ( صانعة النصر التاريخي والدافعة لثمن تحقق ذلك النصر ) ، وذلك في المستقبل غير البعيد نسبيا – وليس حاضرا بعد انتهاء هذه الحرب الوضيعة – أي مع متكشف معالم النظام العالمي الجديد القادم ب . . الفشل المطلق للأجندة الامريكية بتسيدها القطبي فوق كل العالم وفوق متعدد الأقطاب الأخرى ، والذي لن تحظى بلدان غرب أوروبا الذيلية لامريكا أن تكون واقعا ب ( جنسها الأبيض العرقي ) الغربي عموما متسيدا على مختلف شعوب البلدان الأخرى – حتى الأوروبية ( حمراء العرق ) منها داخل الاتحاد الأوروبي – وكأقطاب مستقوية بحلفها الأمريكي امام الأقطاب العالمية الأخرى كروسيا والصين والنامية الجديدة في متحولها الذاتي لتكون ذات الصفة والخصائص القطبية الصاعدة كأقطاب جديدة ضمن توازن القوى التي سيبنى عليها النظام العالمي الجديد القادم .
ج – على صعيد السلطة والقوى الفلسطينية
وهي موضوعة بين اكثر من مسار ، ويجعلها أيضا بين اكثر من اختيار تضع نفسها فيه مستقبلا ، جميعها – من حيث المضمون – تمثل الوقوف على ( حد النصول الدامية ) ، فأي اختيار وإن كان ظاهره مكسبا وظفرا ، فإن باطنه خسائر باهضه ، فالاختيار لما هو ( توهم ) بأخذ ما هو افضل مما هو متاح معروض ، سيمثل مضمونا ب( بيعة رخيصة ) بينما ما سيكون معتقد به ( انتصار ) فلسطيني صنعته غزة بمقاومتها وصبرها البطولي – أي بمعنى الرضوخ لإملاءات الاغراء الامريكو – أوروبية بقبول احتساب غزة ضمن إدارة السلطة الفلسطينية للضفة ، مع قبول واقع فترة زمنية – حتى تزول عقدة الكيان الصهيوني عن 7 اكتوبر2023م وتخفف آلة غضبه الهيستيري ، مع ذرائع لتأمين دولة إسرائيل ومستوطنيها من عودة جرأة فلسطينية مقاومة تكرر ما جرى في طوفان الأقصى او . . حتى أن تطلق قذيفة الى إسرائيل او أن يتجرأ أي فلسطيني في رفع رأسه امام آلة القمع النظامية الرسمية للاحتلال او حتى امام أي مستوطن صهيوني ( مدني ) و . . إن كان معتديا – وطبعا بقبول الاغراء الأمريكي – الإسرائيلي المخادع بتقديم كامل الحكم على ارض فلسطين ! في صحن من ذهب بشطب حماس من معادلة الحكم او حتى التنافس فيه لزمن مستقبلي قادم – الناقصة عن 22% بمساحة تصل عن الثلثين منها – هذا عودة بعث الوعود والسلوكيات الشكلية الامريكو – أوروبية لأصلها المعتاد ك ( موهمات ) للسير نحو ( حل الدولتين ) – بينما الاختيار الاخر ب ( عودة للانغماس الوطني ) بالقضية الفلسطينية كموقف حدي – أي دون تنازلات إرضائية – أولا بتسمية الأمور بمسمياتها ، كمسألة 7 اكتوبر2023م هو عمل مشروع دوليا كشكل من اشكال المقاومة ضد الاحتلال الغاصب ، وهو ما لا يقبل بتاتا وفق العرف والقانون الدولي مسألة التحايل المفبرك بشرعية الحرب لإسرائيل ك ( دفاع عن النفس ) . . لكونها كيان استيطاني مغتصب درج على التوسع في اغتصاب المساحات ، وبكونه نظام احتلال غاصب متجبر عنصري المسلك تجاه الفلسطينيين في كل من الضفة وغزة و . . حتى بطابع نظام الفصل العنصري تجاه العرق العربي الفلسطيني المقيم داخل حدود دولة إسرائيل – هذا وبعدم القبول بتوصيف حماس بمجموعة إرهابية او وكيلة لإيران ، أكان في عمليتها البطولية المسماة ب طوفان الأقصى او خوضها حرب العصابات تجاه آلة الحرب الابادية والتدميرية الشاملة لإسرائيل الجارية الى اليوم منذ 33 يوميا بقصف بأثقل الذخائر بمنتج مذابح جماعية للمدنيين كجرائم حرب مرتكبة ليل نهار على امتداد ال24 ساعة من كل يوم – وهو اختيار يؤطر ما سبق ذكره أعلاه ، بموقف متشدد ل ( وقف الحرب ) دون شروط ، وإدخال كافة المساعدات وسرعة انقاذ غزة من نكبة ( تلوث بيئي ) عام منذر بنكبة أن تصبح غزة بيئة انتشار لأخطر الامراض الوبائية القاتلة . . بفعل تفسخ آلاف جثث القتلى تحت الأنقاض وداخل الانفاق تحت طائلة القنابل الاهتزازية ، الى جانب امتلائها بركام القمامات اللامتناهية وتفجر مياه الصرف الصحي واختلاطه مع المياه الاستخدام . . وإن تم قطعها او نسف مواقع من محتوياتها ، وهذا غير التلوث الهوائي السام لعموم أجواء غزة المقصوفة بمئات الاف الاطنان من الذخائر التدميرية وغيرها المحرمة دوليا كقنابل الفوسفور الأبيض – وغيرها التي لم يصل اليها الاعلام العالمي لتحديد ماهياتها – هذا الى جانب الإصرار بتقديم إسرائيل والدول المتواطئة معها في حربها النازية الجديدة للمحاكمة الدولية كمرتكبي جرائم حرب اشد سوءا ووضاعة من أية حرب جرت في العصر الحديث ، هذا كله مضموما لأصل الموقف الرئيسي – فلسطينيا ، عربيا وعالميا – بالقطع تنفيذا للقرارات والاتفاقيات الدولية ب ( حل الدولتين ) بأن تقوم الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على حدود 1967م . دون تأخير او مماطلة – أي توقف الحرب وما ذكر سابقا على أساس تحقيق ( حل الدولتين ) لانهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، ومن جانب اخر الإسرائيلي العربي بإنهاء الاحتلال الصهيوني لأجزاء من الأراضي للبلدان العربية الحدودية مع إسرائيل – وأخيرا فإن الخيار الثاني الصعب لن يؤتي ثماره . . إذا لم تتماسك كافة القوى الفلسطينية كيد واحدة ، وأيضا لوحدها لن تصل لمبتغاها من انتصار قضيتها إن لم تتشابك عربيا واسلاميا ، ومن أولويات ذلك التشابك مع بلدان الطوق العربي المحاذية لإسرائيل و . . لكونها ذات حق مغتصب أيضا من قبل نظام هذا الكيان الاحتلالي الفاشي العنجهي بسد امريكي – غربي .