امازون شركة إستغلال العمال وجني الأرباح الطائلة بفضل ذلك.الاستغلال
جهاد عقل
2023 / 11 / 5 - 20:19
منذ العديد من السنوات تحاول النقابات العمالية في الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم عمال شركة أمازون العملاقة وهي أكبر شركة للبيع بالتجزئة في العالم والتي تعتبر امبراطورية رقمية ، حدث ذلك في فرعها بمدينة نيويورك في العام 2021 ، وجرى أيضاً في محاولة أخرى لتنظيم كافة عمال الشركة في حوالي 30 دولة ، وجرت محاولة أخرى لتنظيم عمال الشركة في المانيا ، ضمن هذه المحاولات واجه العمال ونقاباتهم القمع من قبل الإدارة ن بهدف إفشال التنظيم النقابي للعمال ، وفي بعض الحالات تم تحقيق إنجاز ما محلي لتحسين شروط عمال الشركة.
نتابع في العديد من المنشورات والنضالات النقابية مواصلة النقابات والعمال القيام بمحاولات من أجل التنظيم وتحسين شروط العمل ، لكن ادارة الشركة التي تسيطر على كافة وسائل الاتصال من جهة والموارد المالية الكبيرة التي تجنيها من كد وتعب العمال ، تقوم بتوظيف تلك الموارد من أجل قمع محاولات التنظيم النقابي.
مؤخراً كشفت "منظمة العفو الدولية " في تقرير لها صدر في العاشر من تشرين أول 2023 ، بعنوان: ” لا تقلق، إنه فرع من فروع أمازون" تعرضت من خلاله الى الإستغلال الذي يواجهه العمال الوافدين أو المهاجرين العاملين في فرع الشركة بالمملكة العربية السعودية ، التقرير شامل وواسع ، يكشف عمق وفظاعة الإستغلال بحق هؤلاء العمال ،ومما جاء في بيان المنظمة :” إن العمال المتعاقدين الذين يعملون في مستودعات شركة أمازون في المملكة العربية السعودية تعرّضوا للخداع من جانب وكلاء الاستقدام وشركات تأمين اليد العاملة وحُرموا ظلمًا من قبض أجورهم، وأُسكنوا في أوضاع مريعة، ومُنعوا من الحصول على عمل بديل أو مغادرة البلاد”. وجاء أيضاً :” كيف تقاعست شركة أمازون عن منع تعريض العمال المتعاقدين في المملكة العربية السعودية على نحو متكرر لانتهاكات حقوق الإنسان، برغم تلقيها شكاوى مباشرة من العمال حول المعاملة التي لقوها على مدى فترة طويلة من الزمن. وفي حالات عديدة، يُرجح جدًا أن ترقى الانتهاكات التي عانى منها العمال إلى مستوى الاتجار بالبشر، نظرًا للخداع الذي حدث خلال استقدامهم، والاستغلال الذي تحمّلوه حالما أصبحوا هناك”.
ويكشف التقرير فظاعة الإستغلال الذي تعرض له هؤلاء العمال في شركة أمازون من خلال وكلاء التشغيل والتوريد للقوى العاملة المُستقدمة من العديد من الدول ، وأن أدارة الشركة هناك عرفت بذلك الإستغلال ولم تقم بأية خطوة من أجل منع تلك العبودية بحق العمال وأكد التقرير العديد من جوانب الإستغلال تلك فجاء في مضمونه :" وفي السعودية أُسكن العمال في معظم الأحيان طيلة أشهر في سكن قذر، ومكتظ، وأحيانًا موبوء ببعوض الأسرّة (البق). وأُخذوا للعمل في مستودعات أمازون، لكن المقاولين غالبًا ما اقتطعوا جزءًا من رواتبهم و/أو بدلات الطعام، بدون تفسير، ودفعوا لهم مبلغًا أقل من أجر الوقت الإضافي”.
وعن ظروف العمل في مستودعات الشركة جاء :”وفي المستودعات، قال العمال إنه طُلب منهم على نحو متكرر رفع أشياء ثقيلة جدًا، وكانوا يركضون كي يحققوا أهداف أداء مضنية، ووُضعوا قيد المراقبة المتواصلة، ولم يُسمح لهم بقدر كافٍ من الراحة. وفي بعض الحالات، أدى ذلك إلى تعرّضهم للإصابات والأمراض. وقال أحد العمال إنه أُصيب بكسر محتمل في ذراعه وأمره الطبيب بالتوقف عن العمل لمدة شهر، لكن بما أنّ شركة تأمين اليد العاملة قد حرمت العمال من أجر الإجازة المرضية، فقد شعر بأنه مضطر لاستئناف العمل في غضون أسبوعين”.
حملة نقابية في 24 نوفمبر / تشرين ثاني بعنوان "الجمعة السوداء"
عقدت النقابات العمالية في مدينة مانشستر، بالمملكة المتحدة، أجتماعاً لها في الفترة من 27 إلى 28 أكتوبر، شارك فيه عدد آخر من ممثلي السياسة والمنظمات المعنية ، لبحث موضع الإنتهاكات التي تقوم بها شركة بيع بالتجزئة أمازون بحقوق العمال ،ومن أجل التعمق في الانتهاكات المنهجية التي ترتكبها هذه الشركة لحقوق العمال المعترف بها دوليًا، وسجلها البيئي السيئ،وغيرها من الانتهاكات.
وقرر المجتمعون القيام بحملة عالميا يوم 24 تشرين ثاني / نوفمبر الحالي بعنوان "الجمعة السوداء" ومما جاء في بيان القاه الأمين العام لوك تريانجل عن المشاركين في الإجتماع:"يجب على أمازون أن تدفع أجوراً لائقة لقوتها العاملة وأن تعترف بالتزاماتها تجاه جميع عمالها. ويجب عليها أن تدفع المال لجعل عملياتها آمنة، وإنهاء ممارساتها البيئية المدمرة. ويجب عليها أن تدفع ضرائبها، وأن تضع حداً للممارسات المراوغة التي تنشرها لتجنب المساهمة في البنية التحتية للقطاع العام التي تعتمد عليها بالكامل.، لا ينبغي السماح لها بعد الآن بضغط إعانات الدعم على الحكومات، ويجب أن تتحلى سلطات المنافسة بالشجاعة اللازمة لوقف ممارسات أمازون المناهضة للمنافسة. ولهذا السبب تقوم النقابات التابعة للاتحاد الدولي للنقابات حول العالم بدعم هذه الحملة”. "معًا، سنجعل أمازون تدفع".
أمازون أرباح بلا حدود
في تقرير مالي نشرته صحيفة الغارديان في 27 تشرين أول 2023 بخصوص مبيعات وأرباح شركة أمازون في الربع الأخير من العام الحالي وذلك بعد انتهاء أزمة جائحة كورونا ، وقيام الشركة برفع الأسعار الأمر الذي لم يؤثر على مبيعاتها ، حيث بلغت تلك المبيعات مبلغ 143,1 مليار دولار في الأشهر الثلاثة أي "تموز – أيلول" ، مما أدى الى ارتفاع أرباح الشركة الى مبلغ وقدره 9,9 مليار دولار ، مقابل أرباح 2,9 مليار دولار العام الماضي.
جشع هذه الشركة وجني تلك الأرباح الطائلة يجري في ظل إستعمال أساليب تعتمد على الذكاء الصناعي والرقمنة في مراقبة العمال وانتاجيتهم ، اي مواصلة إستغلالهم ، ورصد كل محاولة للتنظيم النقابي منعاً لطرح الحقائق التي تتعلق بعمق وفظاعة الإستغلال الذي بتعرض له العمال لدى هذا العملاق التجاري الرأسمالي ، لكننا لا نفقد الأمل بأن ينجح العمال في محاولاتهم مع نقاباتهم في مختلف الدول لوضع حد لهذا الإستغلال الفظيع مالتمكن من تنظيم أنفسهم نقابيا والتوصل لإتفاقية عمل جماعية تحميهم من هذا الإستغلال وتوفر لهم شروط العمل اللائق والأجر اللائق أيضا، ولا ننسى أن الوحدة العمالية هي الصخرة التي تتكسر عليها العنجهية والقوة الرأسمالية مهما بلغت قوتها.