غزة . . محاكمة تاريخية للبشرية وأنظمة حكمها / الجزء 1- ح 3 / الأسبوع الرابع من جرائم حرب النازية الجديدة – وسقوط الاكاذيب


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 4 - 22:57     

3 - خداع التظليل في الدفاع عن الأقصى والقضية الفلسطينية

( ꜟ )
بين ظاهر الحقيقة الملموسة حدثا معنى ودلالة ما – وهما عادة محدودين بطبيعة الحدث واثره الخاص به – وبين الحقيقة ( المخفية ) وراء تظليل الوعي بتعميم ( توهيمي ) باسقاط إسرائيل كآلة حرب عنصرية لمحور الشر الغربي الفاشي الامبريالي ب انتصار ( محور مقاومة الساحات ) و . . استعادة الكرامة العربية .

منكشف الظاهر والمخفي
لن نذهب نحو التحليل الفكري التنظيري المجرد للقوى المتصارعة في جرائم حرب الإبادة على غزة ، ولن نستخدم ذلك لغرض بناء ( خطاب إتهامي ) للقوى الداخلة ك ( ظاهرة صوتية ) متعللة بتعاطفها الجريح في وضعها المتفرج ، بل سننطلق من اخر مسار الحرب – اليوم 4 نوفمبر 2023م. – حيث حملت الأيام الأخيرة دلالات ومؤشرات صريحة ومنها ضمنية لالتقاط بعض من تلك الحقائق المخفية وراء ( اقنعة توهيمية ) تصطاد عقولنا لطبيعتنا العربية العاطفية تجاه فلسطين ومع اشقائنا الواقعين تحت آلة إبادة وحشية منظمة ، بما يجعل وعي فهمنا وقناعاتنا لا ترى إلا ما تمليه عواطفنا الجياشة تلك علينا ، وهو ما يجعلنا لا نرى او نفتش عن تلك الجوانب غير الواضحة – من مجرى الحدث – والموصلة لتلك الحقائق الجزئية ( المخفية ) عنا و . . العامة المختلفة تماما عن ما نعتقد بها في عقولنا ، والتي هي ليست سوى عن ( قناع توهم ) زرع فينا دون ادراك منا وبشكل عفوي – من المنكشفات الجديدة الى لحظتنا هذه قبل الارتحال خلالها ، تظهر تساؤلات – ازعم انها أساسية للوصول الى الحقائق الجزئية والحقيقة الكلية لحرب مجازر الإبادة للفلسطينيين الغربية الفاشية عبر وكيلتها إسرائيل بطبيعة نظامها العنصري الوحشي – تساؤلات نحددها بالآتي :

1 – في أصل العملية الفدائية ( طوفان الأقصى ) ، هل تمثل ( قيمة ) بذاتها ؟ ، وإن كانت كذلك . . فهل هي ( قيمة محدودة ) ام ( قيمة كلية شاملة ) ؟
2 – هل عملية ( طوفان الأقصى ) مثلت ضرورة تاريخية ( لحظتها ) للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ك ( قيمة ) ولأهل غزة في كرامتهم وحياتهم المعاشية ؟
من خلال استيضاح هذه التساؤلات إجابة يمكننا العودة لاستنطاق الحقائق المخفية وراء اقنعة التوهيم الزائف لوعينا ( العاطفي ) .
فحول بنية التساؤل الأول . . استطيع القول – بجزم شخصي الاعتقاد – بأن عملية طوفان الأقصى تمثل ( قيمة عليا ) بالنسبة لفلسطينيي الداخل وفي الشتات و . . أيضا لكل عربي – بغض النظر قامت بها قوى المقاومة الإسلامية ممثلة بحماس ، حتى وإن كنا لا نتفق معها ، وخاصة على صعيد القناعة الذاتية . . بعدم القبول وانعدام الثقة بأية قوة سياسية دينية – فهي عادة تلبس قناع الحداثة في الخطاب وتمارس أيديولوجيتها التقليدية المقعرة كمختارة من قبل الرب ، وتجلد البشر وتقتلهم باسم الله عبر مستقطعات انتقائية من النص الديني . . كحماة للدين معصومين لحكم مجتمع مؤمن هو خطاء بطبيعته البشرية – وأكون اكثر تشددا في مخالفتهم حين تكون قوى الدين السياسي حاضرة واقعا ك ( بنية مليشاوية مسلحة ) او ك ( سلطة حكم ثيوقراطي ) مستبد .
نعم ، فالعملية الفدائية لحماس بمسمى ( طوفان الأقصى ) تمثل قيمة عليا لكونها اسقطت اسطورة دولة الجيش الذي لا يقهر التي عششت في عقولنا وسيطرت على قناعته – الدونية الرهابية – تجاه عدونا الرئيسي لما يقارب القرن إلا قليلا ، أكنا شعوبا او حكاما او ك . . أنظمة عربية – فالحدث مثل ( انتصارا على عقدة ضعفنا وانهزامنا ) ، و ( انتصارا واقعيا ) ملموسا لم يسبق له مثيل عبر تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي ، الى كونه مثل ( انتصارا معززا لثقتنا بقدراتنا ) – فإن كانت حماس كفصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية هزت اركان هذا النظام العنصري الفاشي المتوحش وبشراكة محور الشر الغربي الامبريالي النازي ، فكيف ستكون عليها وحدة الفصائل الوطنية الفلسطينية امام هذا الكيان المحتل الغاصب – وهذا غير الوجه الثالث ل ( الانتصار ) . . الذي هز عرش النظام الصهيوني المتغطرس في عنصريته الحادة تجاه فلسطينيي الداخل بالنظر اليهم كونهم ( حيوانات بشرية ناقصة ) عرقيا – بينما وفق الحقيقة الدينية المرجعية بأن العرب يعدون جنسا ساميا الى جانبهم ، وبتعبير مجازي كما لو انهم أبناء عمومة – والذي يعني أن طوفان الأقصى حتما سيجعل هذا النظام المتجبر الوحشي أن يعيد حساباته في التعامل مع جواره العربي وتجاه فلسطينيي الداخل – وأخيرا في بعدين اخرين يمنح هذا الحدث الاستثنائي قيمته العليا ، فمن جانب اكد الحقيقة التاريخية – التي نتجاهلها نحن العرب – أن إسرائيل نبتة شاذة غرست في المنطقة كوكيل حربي أساسا وكوكيل لحماية المصالح الخاصة ب ( أمريكا وذيولها من الغرب الأوروبي ) ، والذي يعني أن حروبنا عبر اكثر من 75 عاما ماضية الى اليوم وخلال المستقبل المنظور القادم . . كانت وما زالت وستظل حربا مدارة عبر الغرب الاستعماري الأوروبي سابقا وحديثا عبر الولايات المتحدة الامريكية وذيولها الغرب الاستعماري القديم – كما واهم منكشف واضح امام مرئي ومسمع ( الواهمين ) . . عربا وغير العرب ، بسقوط اقنعة حضارة الامبريالية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية المتطورة والأكثر تقدما علميا وحياتيا والارقى إنسانيا و . . مفرخهم المعرف بإسرائيل ، لتظهر حقيقتها الاصلية بكونها النظامية الأكثر توحشا واستبدادا واستغلالا وحيوانية مقارنة بكل التاريخ البشري السابق دون استثناء .
وعليه ، بإنصاف لأصل الحدث في قيمته الذاتية . . بغض النظر أن يحسب راجع قيمته لحماس – التي لا نتفق مع نهج ايديولوجيتها وأيضا النهج التبعي الخانع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية – وإن كانت ذراع لإيران او محسوبة على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين . . خاصة جناحه الدموي المتشدد ممثلا بالقاعدة او داعش . . كما هو مروج عليها وتتذرع به أمريكا ووكيلها النظام الإسرائيلي – حيث الحدث يصب في عملية المقاومة تجاه نظام الحكم الاستيطاني المتغول بوحشيته وعنصريته تجاه الفلسطينيين المظلومين الواقعين تحت جبروت الاحتلال الإسرائيلي بحماية أمريكية وذيولها الغرب أوروبيين ، وليس كيان حماس بطابع وجودها في معادلة الصراع الفلسطيني الداخلي حول سلطة الحكم وتقسيم الدولة الفلسطينية ( الهشة الواهية ) .
ولكن مبحث الإجابة على مكمل ذات التساؤل الأول ، حول ما هو ( حد القيمة ) لواقعة حدث عملية ( طوفان الأقصى ) – ولنكون صادقين ومحايدين منطقيين إن لم نقل علميين ، فحد القيمة ( محدودة ) – رغم علو قيمة الحدث – فهو حد محصور في ( القيمة المعنوية ) واثرها ( المعدل افتراضا ) للوعي وبنية القناعة الفكرية – عربيا وعالميا – بينما ( مكملات القيمة الأخرى ) فهي لا تعد مفقودة بما يطبع المعبر العام للقيمة ب ( القيمة الناقصة او المنتقصة ) افتراضا من حيث التجريد ، بينما بقدر تلك القيمة ( الإيجابية ) المعنوية الكبرى لواقعة الحدث بما قامت به حماس ، فإن المكملات للقيمة الشاملة . . للأسف فهي تعد ( سلبية متعددة ) ذات اثار مردودة مضادة – لما رسم له عند حماس لتحقيقه .