غزة . . محاكمة تاريخية للبشرية وأنظمة حكمها / الجزء 1- ح 2 / الأسبوع الرابع من جرائم حرب النازية الجديدة – وسقوط الاكاذيب


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 4 - 11:30     

( 2 ) كذبتي حماية حق اسرائيل في ( معاداة السامية )
و ( الدفاع عن النفس )
كنا قد كشفنا في الحلقة السابقة ب – شكل ضمني – مخرج ( معاداة السامية ) بعد التنفيذ للمشروع النظري الصهيوني العالمي لسايكس بيكو في 1916م. بقيام وطن لليهود على الوطن الفلسطيني ، وذلك باستجلاب اليهود من مختلف العالم وبقيادة آلة عسكرية صهيونية مجهزة أوروبيا وبالمساندة المباشرة من محور الشر الغربي الامبريالي الفاشي كقوة احتلال تم احلاله بديلا عن سلطة الانتداب البريطاني الاستعماري ، وقد ثبت هذا – المبدأ الوهمي – بشرعية دولية بعد قيام منظمة الأمم المتحدة ومجلس امنها – للدول الخمس دائمة العضوية – تحت ذريعة ( تعاطفيه ) تعويضية لليهود عما حدث لهم من محاولة ابادية عرقية من قبل النظام النازي الهتلري الألماني في كذبة مسمى الهولوكوست ، ومنحهم الشعور بالأمان – بضمانة دولية – للعيش في الوطن ( العربي ) الفلسطيني الذي منح لهم ، خاصة وأن الغالبية المطلقة لمجزئات الوطن العربي كبلدان بمسمياتها المحلية كأوطان . . هي تحت الاحتلال الاستعماري الغربي وتحت نظام حكم الانتداب البريطاني والفرنسي بدرجة ثانية وبقايا من آثار الاستعمار الإيطالي – وهو ما مكن واقعا غرس هذا الاستيطان الصهيوني وقيام دولة نظام حكمه وحمايته وتمكينه في نهجه التوسعي الاستيطاني . . كون البلدان العربية المحيطة بها مستلبة اوطانها تحت الاستعمار الغربي بطابعه الاحتلالي العسكري وإدارة شؤونها خلال سلطة الانتداب المسيرة خلال مركز البلد المستعمر – من هنا كان مخرج ( معاداة السامية ) كمنحة غرب استعمارية للآلة الحربية الاستيطانية أن تمارس اقبح السلوكيات العنصرية لإذلال الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم بالقوة وتهجيرهم الجماعي دون أية حماية قانونية او شرعية دولية من خلال لصق تهم عدائيتهم او إقامة محيطات تؤمن الانسان الإسرائيلي وحياته ، فبقائهم بذلك القرب يشكل خطرا على المستوطنين واستقرار الدولة – وحين تظهر مقاومة تتم عملية الإبادة الجماعية للسكان الفلسطينيين وتهجيرهم بعد تدمير مساكنهم واحيائهم ومصادرة أراضيهم الزراعية وتحويلها الى مستوطنات جديدة – وحين لعبت منظمة الأمم المتحدة دورها في حماية وجود هذا الكيان المغتصب والاعتراف به كدولة ، ومن جانب اخر صدرت القرارات الأممية والاتفاقيات الدولية بحق الفلسطينيين على جزء من وطنه لقيام دولته المجاورة لدولة إسرائيل بنسبة لا تزيد عن 27% من اصل الوطن الفلسطيني ، مع عدم الاعتراف بالمستوطنات التوسعية من حساب المساحة المحددة دوليا للوطن الفلسطيني لإقامة عليه دولته – حيث كان هناك مقسم 1948م وثم مقسم 1967م. ، وهذا الأخير الذي يجمع عليه العالم والقانون الدولي كفاصل حدودي بين الدولتين – ومنذ أن منح لفظ ( معاداة السامية ) كمبدأ أساسي من مبادئ الشرعية الدولية ، حدث هناك تحولات في المقاومة الفلسطينية لقوى الاحتلال ، بأن تكون منظمة سياسيا وعسكريا ، وخاصة مع تحرر البلدان العربية الرئيسية من الخمسينات وستينات القرن العشرين الماضي ، كانت المقاومة الفلسطينية تعمل من خلال المقاومة العربية ضد الكيان المحتل – وحضر العدوان الثلاثي الغربي الاستعماري الى جانب إسرائيل في حربي 1948م و1967م – بينما ذهبت المقاومة الفلسطينية لعملها المقاوم المنظم والمحدث للعمل لوحدها ضد الكيان الصهيوني – أي لم تعد تدار عربيا كما كانت الى ما قبل ذلك التاريخ – من هنا بعد تحرر البلدان العربية عن الاستعمار الغربي . . بما فيها مصر في 1952م بإسقاطها لنظام الحكم الملكي الخانع للاستعمارين الغربيين البريطاني والفرنسي ، تحولت مقاومة الاحتلال من مساندة شعبية من بلدان عربية للدفاع عن فلسطين الى جانب الفلسطينيين . . الى كونها القضية الرئيسية عربيا تحملها بلدان عربية بقوام دولة ذات جيوش منظمة ومجهزة ، تقود القضية ضد قوى الاحتلال والمقاومة الفلسطينية الى جانبها وتدار من خلالها – لهذا منذ ذلك الوقت تم تحديث المعنى التأويلي للمبدأ الاممي – الساذج – بمعرف ( معاداة السامية ) منصوص أصلا لحماية إسرائيل ووجودها ومستقبلها – وفق الغرس الغربي المحمول لاحقا بالولايات المتحدة الامريكية – طالما دولة إسرائيل محاطة بعرق عربي كامل يتهدد كيانها ووجودها ، ويحمل عليها كراهية مطلقة ، خاصة وأن انسان هذا العرق ( العربي ) موسوم ب ( البربرية المتوحشة ) وبمجتمعات وأنظمة متخلفة جاهلة . . لا يؤمن جانبها ، خاصة وأن المستوطنين الإسرائيليين قد قدموا من اكثر بلدان العالم الغربي تطورا ، وتديره نخب صهيونية من ارقى العناصر في تلك البلدان الأوروبية لبناء الدولة ونظام حكمها الديمقراطي المعاصر والأكثر رقيا وإنسانية – خاصة وهم ورثة قمة الإنسانية اثر ما لاقاه ابائهم واهليهم من وحشية النازية في الإبادة الجماعية حرقا في الافران احياء – لهذا تحول التأويل لمبدأ الحماية من المعادين للسامية العرب . . قد اصبح محدد الإشارة بالعربي والعربي الفلسطيني بكونه العدو ولا شيء غيره – وهو ما يمنح محور الشر الغربي الامبريالي الوحشي وباليد الامريكية تحديدا حماية هذا الكيان الراقي المؤنسن والديمقراطي لن يكون آمنا بمحيطه البربري العربي المتخلف المعادي ، ما يجعل غطاء تلك الكذبة المخادعة الاستعمارية مدخلا لإباحة آلة الحرب الوحشية الصهيونية بنظامها العنصري المرض تفعل ما تشاء بحماية أمريكية فلا تطالها اية قوانين دولية او قرارات اممية او ميثاق دولي ، ومن جانب اخر فإنها ( تدافع عن نفسها ) وفق مبادئ القانون الدولي – فأي مقاومة فلسطينية ( سلمية او مسلحة ) امام نظامها العنصري والارهابي بالقتل والاعتقال والتعذيب والاغتيال وهدم المنازل وترويع الأطفال والنساء تجاه المواطنين المدنيين . . تحت الاحتلال والحصار ، وامتهان كرامة عيش مواطني غزة والضفة الغربية عبر عسكرها او المستوطنين الصهاينة بحماية اؤلئك الجنود – لذا ف ( كذبة الدفاع عن النفس ) تظليل خداعي لتبرير جرائمه ضد الإنسانية ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا النظام العنصري الفاشي بحماية غربية – أمريكية تحديدا ، وأخيرا كشف القناع عن هاتين الكذبتين الخداعيتين المظللتين للوعي العالمي في فهمه للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة . . في الحرب الراهنة على غزة – وهو انكشاف نرده بالتالي :
1 – تقول إسرائيل بعرابها الأمريكي والغربي الفاشي أن الحرب سببتها حماس ، وإسرائيل لم تقم سوى بردة فعل دفاعي عن النفس وحماية مواطنيها وتحرير اسراها من حماس دون قيد او شرط ، ولن توقف الحرب إلا بعد انهاء حماس كليا – بينما يتم الانتقام بقتل المدنيين بقوام اكثر من مليوني نسمة في غزة لوحدها ، بغالبية فيهم من الأطفال والنساء . . بدلا عن حماس .
فضح الادعاء الخداعي التضليلي :
( ضد الأعراف الإنسانية والأخلاقية والقوانين الدولية )
أ – اتخاذ آلية ( العقاب الجماعي ) للمدنيين عن ما قامت به حماس .
وهو عقاب ابادي بعشرات الاف الاطنان من القذائف على المدنيين الأبرياء ، تسقط الأبراج والمنازل على رؤوسهم وتدفنهم تحت الأنقاض بعدد الاف كثيرة يوميا بين قتلى وجرحى ومطمورين مفقودين تحت الأنقاض .
ب – ويحتل عدد الأطفال المقتولين والمجروحين والمفقودين تحت الأنقاض ما يقارب نصف العدد الكلي ، وتمثل النساء نسبة الثلث منه .
وجريمة الحرب الابادية على المدنيين الأبرياء بعشرات الالاف خلال 3 أسابيع تحاكم دوليا ، ولا تقبل فيها ذريعة الدفاع عن النفس ، فهو انتقام وحشي عدائي تجاه المدنيين وخاصة الأطفال والنساء .
ج – تجلت الوحشية ضد ابسط مفاهيم وقيم الإنسانية بسياسة ( الأرض المحروقة ) ، حيث هدمت ما يقارب 300 الف برج ومبنى على رؤوس ساكنيه من المدنيين ، وهدمت المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمستشفيات وكامل البنى التحتية .
د – كذبة أعداء السامية العرب والفلسطينيين كعرق عربي منهم – وهذه الكذبة لا تركب ، فما يرجع اليه بهذا التوصيف للجنس اليهودي بكونه عرقا ساميا هو المصدر ( الديني الكتابي السماوي التوحيدي ) التوراتي ، وهو ذات المصدر الديني الكتابي السماوي التوحيدي لذات الخالق الواحد الانجيل والقرآن اخر الكتب السماوية . . والتي توصف الجنس العربي عرقا ساميا – هذا غير أن عرب اليوم هم أصحاب اقدم الحضارات البشرية وارقاها ، ما يمنح هذا العرق – وفق التذرع الصهيوني – أنه الارقى والأكثر تميزا لكونه سلسل ارقى تلك الحضارات القديمة على الاطلاق – وإن كنت لا احب مثل هذه التوصيفات عموما ، ولكنه رد على التقول الصهيوني بطبيعته العنصرية الفاشية – فكيف لعرق سامي يعادي السامية ؟؟!!! .
ه – ماذا يعني حين تلاحق الطائرات وترسل قذائفها بالأطنان على الأطفال والنساء والشيوخ الهاربين من القصف المدمر . . خلال خط سير نزوحهم ولجوئهم المعطى آمنا ، تمزقهم الى أشلاء على الطريق الذي طلب منهم الخروج ( الآمن عبره!!! ) ، ولجوئهم الى المناطق التي حددت آمنة للتحرك اليها و . . يتم قصف الاف النازحين المتجمعين في تلك المناطق ، وحين وجدوا كذبة المناطق الامنة – الجنوب – لجأوا مئات الاف النازحين من المدنيين كعائلات كاملة الى المستشفيات وساحاتها والى مدارس الأونروا والجوامع والكنائس للوذ فيها من الإبادة الجماعية لحرمتها و . . تم قتلهم بالالاف فيها .
وماذا يعني القتل المبرمج البطيء لمن لم تحصدهم القاذفات بحرمانهم من الماء والاكل والدواء والعلاجي بقطع كامل وكلي للمياه والكهرباء والنت والغاز والمشتقات النفطية ، حتى على المستشفيات المتبقية بعدد اقل من عدد أصابع اليد الواحدة . . المستقبلة الاف يوميا من القتلى والجرحى – غالبيتهم من الأطفال والنساء بنسبة ثلاثة ارباع منهم – لتتوقف هذه المستشفيات عن انقاذ الجرحى المحتاجين لإجراء عمليات سريعة والمصابين والمرضى بنفوق الدواء كاملا ، هذا غير ضرب سيارات الإسعاف وقتل عشرات بل مئات من عمالها المسعفين وكذلك الدفاع المدني وانسانه لكي لا تكون هناك فرصة لحي تحت الأنقاض يمكن إنقاذه – لتتحول المشافي الى ثلاجات موتى بعشرات الالف من الجثث الميته ومن المسعفين في طريقهم للموت بسبب نفاذ البنزين والدواء وتعطل كامل الأجهزة . . الى جانب موت العشرات من الأطباء والممرضين وتوقف العمليات الاسعافية عن العمل .
إن كل ما سبق ذكره أخيرا يوضح ما تقوم به آلة الحرب الصهيونية المتوحشة – الخالية حتى عن ذرة إنسانية واحدة فيهم – يتجاوز حدود جرائم الإبادة الوحشية المنظمة للمدنيين بطبيعة هذا النظام الحربي المعتوه في جنونه الخارج حتى عن ابسط معايير الإنسانية ، بل ما كشف كان افظع مما يتصور فيه من وحشية بدفع وحماية أمريكية قذرة ، فلم تكن هي حربا غاضبة تجاه حماس ، بل ما كشفت عنه مجريات الحرب أنها عملية منظمة شاملة لقتل الفلسطينيين بإبادة جماعية لكامل المجتمع ، ويكفي أن تكون مجازر الإبادة الإسرائيلية قد قتلت مئات العائلات بكامل اعداد افرادها واخراجهم من السجل المدني – أي انقراضها – ومن تبقى من جنسه يهجر من الى بلدان عربية أخرى ، فلن يبقى منهم الا وانهي وجوده . . حتى لو كان في العراء ويتضور عطشا وجوعا – أليس ما تقوم به أمريكا بذراعها الإسرائيلي الوحشي . . اكثر وحشية وجبنا وقبحا للتصفية العرقية واقعا .
ويدعي النظام الأمريكي الفاشي المتوحش برئيسه المومياء الخرف ، الذي بكل وقاحة يقول إن لم تكن هناك إسرائيل لخلقناها ، ويقول وزير خارجيته الإمعة أن حضوره لمساندة إسرائيل اكثر لكونه صهيونيا – يدعي هذا النظام الفاشي الآفل بحق إسرائيل في ارتكاب جرائمها النكراء المنافية للإنسانية والقوانين الدولية تحت ادعاء الدفاع عن النفس . . بما يجعلها لا يطالها القانون الدولي او اية اعراف كانت – وهو يتماثل قبحا ووحشية همجية لا يتصورها عقل الانسان مثل فعل الولايات المتحدة في هيروشيما وكانتزاكي في قتلها لعشرات الملايين من الأبرياء بالقنبلة الذرية – والحقيقة وفق القانون الدولي لا يعد أفعال إسرائيل في هذه الحرب الوقحة المسعورة الفاشية والعنصرية ( دفاعا عن النفس ) ، بل تعد معتدية ، لكونها كيان محتل مغتصب ويعد فعل حماس شرعيا دوليا في مواجهته المقاومة ضد الاحتلال ، ومن جانب اخر فعملية طوفان الأقصى جرت في قطاع غزة داخل حدود المستوطنات المستقطعة بتوسع اغتصابي اسرائيلي غير معترف بها دوليا ، وبالتالي فما فعلته حماس يعد ضمن القوانين الدولية كمقاومة مشروعة ، حتى في مسألة القتلى والأسرى الإسرائيليين ( المدنيين ) المحتجزين لدى حماس ، فهم حقيقة جنودا والمدنيين هم من ( الصهيونيين المستوطنين ) . . كعناصر محافظة للمستوطنات كتابعة لإسرائيل ، وهي اكثر عدائية وكراهية للفلسطينيين ، ومسلحين كجيش احتياطي في المستوطنات – اكانوا بهوية إسرائيلية او مزدوجة الهوية . . التي غالبيتها من العاملين بالأجهزة الاستخباراتية الغربية من مجنسين إسرائيل في بلدانها ، ويبقى الجزء الضئيل من المحتجزين الاسرى من كبار السن والاسر الموجودين سياحة ، وهذه القلة يمكن بسهولة اطلاقها بعد اكتمال العملية الناجحة في تلك المستوطنات غير الشرعية – حتى كذبة قتل المدنيين لا تركب ، فالعملية الفدائية للمقاومة الوطنية لن تصفي سوى من سيواجهها بالسلاح الاستيطاني ولا مبرر لقتل من لا يحمل السلاح – حتى في مسألة مجزرة العرس في احدى المستوطنات ، فلن تظهر حقيقتها إلا بعد قيام لجنة تحقيق دولية محايدة – الى جانب تلك المعنية بمئات جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة والضفة – لتكشف ادلتها إن كانت بفعل قذائف إسرائيلية خلال السيطرة الأولية لحماس داخل تلك المستوطنة ، كون إسرائيل مطبوعة على استخدام السلاح الثقيل المدمر حتى عند الاشتباك لمقاوم بالبندقية الالية البسيطة ، وإما بقذف متبادل وقع سقوطها خطا – فكيف يعرف المقاوم بوجود عرس ليستهدفه بقدر ما هو بحاجة لسقوط مقذوفه على الجنود والياتهم – بينما ما هو معروف باستهداف المدنيين العزل بعقاب جماعي هي آلة الحرب الصهيونية المتوحشة . . طالما تجد صعوبة في الانتقام من عناصر المقاومة .