أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - قصيدة حب بابلية - الى روح نوس -














المزيد.....

قصيدة حب بابلية - الى روح نوس -


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7784 - 2023 / 11 / 3 - 01:11
المحور: الادب والفن
    


" الى روح نوس زوجتي في ذكرى رحيلها الفاجع "



كنتِ تملأينَ الارضَ
بانوثتِكِ الطاغيةِ حدِّ العنفوانِ
والغوايةِ والسحرِ والرغباتْ
وبجمالكِ الفاتنِ الذي كانَ يُقلقُ
النساءَ والغزلانَ والقمرَ
الذي يبدو خائفاً على هالتهِ
أَمامَ فتنتِكِ البابلية

وكنتِ تغمرينَ المدائنَ بإبتساماتكِ العسليةِ
وجنوناتِكِ المرِحَةِ
وعذوبتِكِ الوهّاجةِ
ولطفِكِ الذي تغارُ منهُ الصبايا
والمرايا وطيورُ الحبِّ
والعنادلُ ويماماتُ النهارِ

وكنتِ نجمةَ المسارحِ
وخاصةً مسرحَ " معهد الفنون الجميلة "
حيث ادوارُكِ المدهشةُ في " طيرِ السعد "
و" قضية الشهيد رقم ألف "
و " مضيِّفَة النزلاء " و " أُم الخير "
وكذلكَ مسرحياتُكِ وبطولاتُكِ
التي لا تُعَدُّ ولا تُنسى
؟ أليْسَ كذلكَ " يا قاسم محمد
ويا رافدة إبراهيم ويا طارق هاشم
ويا صبرية عايد ويا كريم جثير وياسعاد جواد
ويا مناضل داوود ويا محمد سيف ويا نداء صادق ويا احمد خليل " ؟
وأَلَيْسَ كذلكَ يا أَيامَ الشَغَفِ والغرامِ
والأُغنياتِ والحلمِ الجميلْ ؟

وكنتِ تُضيئينَ البيتَ
وأَعْني : بيتَنا البابليَّ الشاسعَ
تُضيئنَهُ بدفئكِ وترانيمكِ
وأُمومَتِكِ الحانيةْ
وقطوفكِ الدانيةْ
حيثُ تحضنيننا أَنا
و" ايلاف واوراس ومصطوف "
بلا كَلَلٍ ولاضجرٍ
ولا تعَبٍ من الدوامِ المدرسي
وتربيةِ الأطفالِ الشاقةُ
والمشاغلِ البيتيةُ
وقهرِ الحروبِ
والحصارِ الاسود

وكنتِ وكنتِ وكنتِ
ولكنّكِ واآسفي عليكِ
في غربةِ المنفى الحزينِ
قد مَرضتِ وذبلتِ
ثُمَّ " يا بَعْد روحيتي" مُتِّ

أهذا كلُّ مايبقى من الجمالِ ؟
أهذا كلُّ ما يبقى من الأنوثة ؟
أهذا كلُّ ما يبقى من الأحلامْ ؟
أهكذا ترحلينَ يا " إنعامْ " ؟

أَنا بالأَمسِ ...
وتحتَ نثيثِ المطرِ " الكنديِّ " الدافئِ
وفي ذكرى رحيلِكِ الفاجعِ
كُنتُ قدْ زرتُكِ مضطرباً ومرتبكاً
وحينما دنوتُ من قبرِكِ
الذي هو الآن بيتُكِ الدافئ الحنونْ
إحتضنتُهُ كما لو أَنني أَحضنُكِ
في ليالي العشقِ والتوقِ والجنونْ
ولحظتَها سمعتُكِ ،
نعمْ سمعتُكِ يا " نوسُ "
أَخذتِ تهمسينَ لي
بتلكَ الأُغنيةِ التي كتبتُها لكِ
عندما كانتِ البلادُ والعبادُ
تنزفُ في حربٍ فاتكةٍ
وموتٍ مسعورٍ وطاغيةٍ أَحمقْ
ورحتِ أَنتِ تُدندنينَ بصوتكِ الشجي
شيئاً من كلماتِ أُغنيتنا القديمةِ :
" ياطائرَ الأقدارْ
خُذْني الى نوسي
أَطفالُنا والدارْ
كنزي وفردوسي "
ثُمَّ إختفى صوتُكِ الرهيف
ولكنَّ ضوءَ وجهِكِ البهيِّ
قَدْ لاحَ لي من خللِ الغيبِ
أَو من غيْهَبِ الغروبْ
فأَضاءَ مقبرةَ الغرباءِ
و " اوتاوا " الكئيبةْ
و" كندا " الباردةْ
وأَضاءَ ظلامَ العالمْ
*
13 - 10 -2023
اشارات :
0 كل الاسماء الموجودة في القصيدة
هي تعود للسيدة " إنعام حمزة - نوس" زوجة الشاعر
وابنائهما ولصديقات وأصدقاء السيدة الفقيدة .
00 أوتاوا : العاصمة الكندية



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَبابيل غَزَّة - متوالية هايكوات وسينريوات
- أُغنية سومرية
- متوالية الشهداء - هايكوات وسينريوات
- متوالية خريف - هايكوات وسينريوات
- الهروب الى اللا أَيْن
- بإنتظار الغائبين - سينريوات هايكوية
- أَمطار ليزرية - هايكوات وسينريوات
- أَصابع الخلاص الأَخير
- الرحيل الى منفى آخر - الى روح كريم العراقي -
- طائر كسير الأَجنحة - سنيريوات هايكوية
- وردة حسين السلطاني
- تركات ثقيلة
- هايكوات للأطفال الأَذكياء
- تلفيق السيرة الكاذبة
- عربة معطوبة اسمها الحياة
- وجهة نظر مُكثّفة عن الهايكو
- أَينَ الله ؟ هايكو- سينريو
- سعاد محمد خضر : وداعاً ايتها الإنسانة والمُفكِّرة الحقيقية
- كوميديا الزاحف
- ظلال وقبلات / هايكوات وسينريوات


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - قصيدة حب بابلية - الى روح نوس -