أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إدريس جنداري - قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة المسيحية














المزيد.....

قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة المسيحية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 15:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في قراءة (نيتشوية) لفكر نيتشه -و ناذرا ما يتحقق ذلك- تمكن الفيلسوف الفرنسي "جيل دولوز" عبر حفرياته بين طبقات المتن/المنهج النيتشوي من الكشف عن مركز التفلسف النيتشوي الذي يمتلك خصوصيته ضمن تاريخ الفلسفة الغربية.
النموذج الحداثي الغربي راكم أوهاما إيديولوجية عن الإنسان (المتحضر) الذي حقق طفرة بيولوجية عن الإنسان البدائي نتجت عنها قطيعة ابستملوجية مع الفكر ما-قبل الحداثي. لكن، العبقري "نيتشه" كان فطنا و لم ينطل عليه التزييف الحداثوي، لأنه يدرك نفسية الإنسان الغربي، ذلك المسيحي المحروم، ماديا و رمزيا، الذي يتصور الحياة مرضا يسعى إلى التخلص منها/منه بتناول السم على الطريقة السقراطية.
العبقري نيتشه يدرك، كذلك، تلك اليقظة المتأخرة (فاق معطل) للإنسان الغربي، التي حدثت على وقع رجة الإصلاح الديني البروتستانتي، يقظة غير طبيعية، بالتأكيد، (فاق مخلوع و جوعان !!!)
لنحك الحكاية في شبه-تناص مع العبقري نيتشه كي نفهم، جيدا، كيف أسس الإصلاح الديني البروتستانتي لمنظومة الرأسمالية، كما نظر لذلك "ماكس فيبر" في كتابه المؤسس "الأخلاق البروتستانتية و روح الرأسمالية":
" إنسان جائع محروم مكبوت.. فلسفيا يتصور الحياة مرضا على الطريقة السقراطية، و دينيا يتصور الحياة خطيئة على الطريقة المسيحية.. هذا الإنسان المختل (العدمي/المنحط بتعبير نيتشه ) يستفيق متأخرا على رجة الإصلاح الديني البروتستانتي ليكتشف الخديعة الكبرى التي كان ضحية لها طوال مساره التاريخي. خارج الخديعة، الحياة ليست مرضا بل عافية، و ليست خطيئة بل منحة !!!
الخلل الذي رافق هذه اليقظة المتأخرة، و اكتشفه نيتشه بعبقرية فذة، هو أن اليقظة لم تجبّ ما قبلها بمعنى أنها لم تتمكن من تخليص النفسية الغربية من الكبت و لم تخلصها من ذاكرة الحرمان، المادي و الرمزي، لذلك بالغ الإنسان الغربي في مراكمة الكلأ و جمع الأخضر و اليابس فأسس منظومة الرأسمالية على قاعدة مراكمة الإنتاج/الربح دون حاجة استهلاكية، لكنه لا يدري أنه يصفي الحساب مع ماضي الكبت/الحرمان ليس إلا ! فهو يتوهم أنه بمراكمة الإنتاج/الربح سيقتل في نفسه النزوع الفلسفي السقراطي الذي يتصور الحياة مرضا، و النزوع الديني المسيحي الذي يتصور الحياة خطيئة.. و أنى له ذلك !!!
العالم، منذ بزوغ فجر اليقظة/الحداثة الغربية، يؤدي ضريبة الكبت/الحرمان الغربي، دافع الشراهة لتغذية الحرمان/الكبت دمر الحياة الإنسانية على كوكب الأرض، فعم الاستغلال و الاستيلاب، استغلال الموارد الطبيعية بشراهة مفرطة تتجاوز الحاجة، و استيلاب (Aliénation هذا المصطلح لماركس) الإنسان، أفرادا و شعوبا، بهدف توظيفه في سلسلة الإنتاج.
لنعد، مرة أخرى، إلى القراءة النيتشوية التي قدمها "جيل دولوز" لفكر نيتشه و التي تدعم تحليلنا و تؤكد مُخرجاته. صاغ جيل دولوز مصطلح الفكر الرحّال/ Pensée Nomade، و لم يكن يقصد به التحرر الفكري كما قرأت ذلك في الكثير من التأويلات (الفلسفية) التي قدمها بعض الكَتَبة (les écrivants بتعبير R.Barthes)، بل كان يحيل به على نموذج الإنسان ما قبل الحداثي/البدائي الذي عاش مرحلة ما-قبل تدشين المدن/الحياة الحضرية (حياة البداوة/الترحال ). هذا الإنسان هو نموذج فكري/رؤية للعالم في نفس الآن.
ستسألون و ما علاقة ذلك باكتشاف نيتشه ؟
نيتشه، حسب قراءة دولوز، لم ينطل عليه التزييف الإيديولوجي الحداثوي الذي ينظٍٍر للإنسان الغربي (المتحضر) صنيعة الحداثة كما وجد تجسيده الأسمى في الفكر الكانطي ( ق 18)، بل كشف عن حقيقة الإنسان الغربي الذي لم ينفصل عن نفسية البدوي الرحّال الذي يجد تجسيده في النموذج الفكري الميكيافيلي (ق15) .
** تنبيه: لا داعي للنسخ هذا المقال سينشر حالا و سأشارككم الرابط .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب صناعة استخباراتية غربية.. ردا على وزير داخلية ماكرون
- العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصو ...
- مشروع المفكر محمد عابد الجابري.. توجيه منهجي من أجل تلق معرف ...
- سعيد يقطين و السرديات القرآنية.. في الحاجة إلى التلقي العلمي
- بين المنهج العلمي و التخصص العلمي.. في كشف تهافت روتيني (الع ...
- بين النخبة و رواد روتيني اليومي
- بين السيولة و روتيني اليومي.. ضرورة الفرز المعرفي
- الهوية الوطنية بين الثابت المعرفي و المتغير الإيديولوجي
- المغاربة مسلمون لا إسلامويين.. بين الحابل المعرفي و النابل ا ...
- حرب ناعمة في زمن الحرب الخشنة
- الماركوتينغ الديني
- أركون المزدوج.. وجهان لعملة فكرية واحدة
- مولد الإسلام.. تأملات نيتشوية
- هل دخل عبد الله العروي مرحلة النقد الذاتي ؟
- أنبوب الغاز نيجيريا-أوربا.. المغرب يحسم الصراع لصالحه
- المعرض الدولي للكتاب.. سوء تنظيم و تواصل مع الترويج للمثلية
- مقاربة عبد الله العروي لظاهرة الفولكلور .. بين التاربخانية و ...
- الكيان العلمانوي الفرنسي عاريا
- الأدب الفرنكفوني و إعادة تدوير Recyclage المتخيل الكولونيالي
- أضواء على مؤتمر حظر استعمال الدين في السياسة


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إدريس جنداري - قراءة نيتشوية لفكر نيتشه.. من المرض السقراطي إلى الخطيئة المسيحية