أنها قضية الوطن .. لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة .. المقاومة الفلسطينية لن تخسر غزة .. والفلسطينيون لن يقبلوا بالتهجير مجددا
فواد الكنجي
2023 / 10 / 29 - 09:45
فجر يوم السابع من تشرين الأول 2023 ؛ حققت (المقاومة الفلسطينية) انجازا تاريخا يؤرخ بكونه يوم النصر والانجاز العظيم في مسيرة (المقاومة الفلسطينية)، عبر عملية أسطورية سميت بـ(عملية طوفان الأقصى) نفذتها فصائل (المقاومة الفلسطينية) باجتياز الجدار الفاصل ونقاط مراقبة جيش العدو (الإسرائيلي) المحيط حول قطاع (غزة)، فقد تمكن حشد من المقاومين الأشاوس التابعين لفصائل (المقاومة الفلسطينية) في غضون اقل من أربعة وعشرون ساعة بالعبور والسيطرة الكاملة على المستوطنات والقواعد العسكرية (الإسرائيلية) الواقعة ضمن (غلاف غزة) وحتى بعض الأماكن البعيدة عنها نحو داخل الأراضي (الفلسطينية) المحتلة؛ عسكريا وميدانيا، وبخطة عسكرية مدروسة بعناية فائقة ومتقنة التنفيذ. وبحرفية عالية تم أسر عشرات (الصهاينة) من الجنود والمستوطنين هذه المناطق وشل الأنظمة الدفاعية (الصهيونية)، لتكون خطوتهم هذه خطوة جبارة قلبت موازين القوى وأعادت خلط الأوراق في تاريخ المنطقة؛ حيث سيحتفظ بهذا اليوم في سجل التاريخ؛ لأن ما حدث؛ حدث للمرة الأولى في تاريخ صراع (الأمة العربية) مع (الصهاينة)، بكون المقاومة (الفلسطينية) استطاعت تمريغ كبرياء العدو (الصهيوني) في الوحل وأصابه بالسعار ومن ورائه جيوش وسلاح (أمريكا) و(بريطانيا)؛ وقد قذف في قلوب (الصهاينة) وهؤلاء الداعمين له؛ الرعب وزلزل كيانهم؛ بعد إن باغتت المقاومة (الفلسطينية) العدو (الصهيوني) وأرعبته أيما إرعاب بالضربات نوعية؛ التي انهالت علي رؤوس المحتلين (الصهاينة) الجبناء بمعركة خاطفة خاضوها بالعز.. والكرامة.. وبشجاعة عالية بتحرير جزء من الأرض (الفلسطينية) المحتلة، وبذلك قلبت المقاومة (الفلسطينية) كل المعادلات التي بنيت على الزيف وعلى الادعاء الباطل بأن (جيش الكيان الصهيوني لا يمكن قهره) أو (أسطورة الجيش الذي لا يهزم) .
لتكشف عملية (طوفان الأقصى) بعد نجاح فصائل المقاومة في تحقيق جملة من المكاسب السياسية.. والأمنية.. واللوجستية؛ التي أذلت العقيدة القتالية لدى الجندي (الإسرائيلي)؛ وكشفت الصورة الحقيقية للجيش الذي لا يقهر؛ وهو الأمر الذي لم يخطر على بال (الكيان إسرائيلي) ولا في أحلامهم؛ بان يأتي اليوم ليشهدوا بأم أعينهم العوراء:
كيف تحترق آلياتهم......!
وكيف يهزم مستوطنوها ويحاولون كالفئران المذعورة يختبئون في حاويات النفايات.......!
و كيف يشاهدون روية مشهد الأسرى من الجنود والمستوطنين بلع أعدادهم بحدود ثلاثمائة أسير؛ لدرجة التي اليوم يساوم هذا الكيان المجرم بتبييض سجون احتلال – كما طالبت فصائل (المقاومة الفلسطينية) – مقابل الإفراج عن هؤلاء الأسرى (الإسرائيليين) الذين تحتجزهم فصائل (المقاومة الفلسطينية) ......!
وكيف يشاهدون مشهدا لهروب الجماعي لـ(لإسرائيليين).......!
وكيف يتم إخلاء (مستوطنات العدو) واحدة تلو أخرى والمتواجدة حول غلاف (غزة).......!
وكل هذه المشاهد شكلت إذلالا.. وجبنا.. وكسرا للكبرياء (الإسرائيلي) المتعجرف، وهذا أمر – لا محال – ستكون له تداعيات إستراتيجية كبرى على المدى القريب والمتوسط والبعيد تبدد ثقة (الإسرائيليين) بكيانهم المصطنع .
فعملية (طوفان الأقصى) – حقيقة – شكلت وسببت صدمة ليس فحسب في (إسرائيل) بل في (الدول الغربية) الاستعمارية وفي مقدمتهم (أمريكا) و(بريطانيا) وعلى جميع مستوياتها، بل إننا نجد بان حكومة (الإسرائيلية) التي يقودها اليوم المجرم (بنيامين نتنياهو) لم تستطع استيعاب ما حصل حتى بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع – لحين كتابة هذا المقال – وهو الأمر الذي تسبب لهم حالة من الهلع والهروب الكبير من المستوطنات القريبة من محيط (غلاف غزة) بل وحتى البعيدة نسبيا عن هذا الغلاف؛ والذي جاء نتيجة فشل أستخباراتي في جهاز المخابرات العسكرية (الإسرائيلية – آمان)، سواء كان ذلك على مستوى التوقع أو الرصد مثل هذا العبور (الفلسطيني)؛ وهذا الفشل ينسحب على إخفاق لجهاز الأمن (الشاباك) و(الموساد)، في المقابل يسجل هذا الإخفاق نجاحا وانتصارا للقدرة (الفلسطينية) على تمويه وإخفاء مخطط العبور عن أعين العدو (الإسرائيلي)، الأمر الذي شكل ضربة قاتلة لأجهزة المخابرات والرصد (الإسرائيلية – الأميركية)، وهي الأقسى في التاريخ منذ نشأة الكيان (الصهيوني) الغاصب لـ(فلسطين) في العام 1948.
فـ(المقاومة الفلسطينية) بإمكانياتها البسيطة نجحت في تحقيق نصر كاسح وهو نصر متميز في تاريخ الصراع (العربي – الصهيوني) بسبب سرعة ودقة الإنجاز والقدرة على تحرير الأرض؛ وهو حلم لم يتحقق منذ احتلال أرض (فلسطين)؛ لان مساحة التي تم تحريرها من العدو المحتل واكتساح قواعده العسكرية وثكنات العدو(الصهيوني) تبلغ مساحتها أضعاف (قطاع غزة)، وهذا الانجاز الذي حققته (المقاومة الفلسطينية) أذهل العالم كله وتحديدا (أمريكا) و(بريطانيا) وكذاك الأنظمة (العربية) جمعاء؛ وهذا ما استفزهم بعد إن وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها تحت أثر الصدمة، ليتم على الفور بإعلان (أمريكا) دعمها المطلق للكيان (الإسرائيلي) المحتل؛ فسرعان ما حركت (أمريكا) حاملات طائراتها نحو المنطقة بحجة دعم الكيان المحتل؛ بل وأسرع رئيسها إلى زيارة الأراضي المحتلة لتقديم كامل الدعم والمساعدة والإسناد (ولايات المتحدة الأمريكية) لها، بما يؤكد من جهة أخرى عجز (الكيان الصهيوني) عن حماية نفسه بنفسه وهو الأمر الذي تطلب تدخلا مباشرا من دولة عظمى، بمعنى لو كان للبلاد (العربية) إرادة حرة.. وعزم.. وشجاعة.. لأمكنهم من أمد بعيد تحرير كامل الأراضي (الفلسطينية)؛ وكنا تجنبنا ما وصلت أوضاع (الفلسطينيين) على ما هي عليه من تهجير.. وتشتيت.. والعيش في المخيمات النزوح.. والقتل.. والحرمان.. ومن ابسط مقومات الحياة الكريمة.. وعدم الاستقرار منذ 1948 والى يومنا هذا .
ليكون هذا التحرك (الأمريكي) باتجاه منطقة (الشرق الأوسط) ليحشد أساطيله.. وصواريخه البعيدة المدى.. وطيرانه الحربي بمثابة فتح المنطقة على كثير من الاحتمالات بتوسيع الصراع في المنطقة؛ وأي حرب تندلع في المنطقة ستكون تداعياتها خطيرة على الجميع بلدان (المنطقة العربية) لأنها ستؤدي إلى انفتاح دورة العنف بما لا يحمد عقباه .
إذًا نحن نواجه دولة إجرامية هي (إسرائيلية) ولكن في الأصل هي (أمريكية – غربية) بكل ما تملكه من آلة حربية متطّورة وفي نفس الوقت تنفرد بقراراتها وليس هناك من جهة تردعها أو تحاسبها؛ لأنها دولة فوق المحاسبة.. والقانون.. ولا يخشون من أي ملاحقة، كما لا يخشون من نضوب أسلحتهم لان (أميركا) و(المعسكر الغربي) يمدونها بشتى أنواع الأسلحة المدمرة؛ وهذا ما يجعلها على استعداد دائم للمضي قدوما في حملة إجرامية غير مسبوقة من قتل.. وتدمير كل شيء في مدينة (غزة) وباقي المدن (الفلسطينية) في (الضفة العربية) وتطبيق مبدأ (الأرض المحروقة) في القصف.. والتدمير، لان (الاحتلال الصهيوني) يصر على المضي في ذلك المسار الإجرامي دون الرضوخ أو الرجوع إلى الحوار والتفاوض و(حل الدولتين) كمخرج سليم لحل القضية (الفلسطينية) من جذورها دون إراقة الدماء في المنطقة لسبب كون الكيان (الإسرائيلي) المجرم تكبد في الـسابع من تشرين الأول 2023 خسائره فادحة وباهظة جدا مرغ فيه انف (إسرائيل) بالتراب ولا يمكن حفظ ماء وجهه القذر مهما فعل؛ حتى لو ذهب لاجتياحٍ بريٍ واسع النطاق على قطاع (غزة)؛ الذي أعلن عنه منذ اليوم التالي من (عملية طوفان الأقصى) ولكن لم يستطع فعل ذلك لكون معنويات جنود (الإسرائيليين) منهارة ودون مستوى المطلوب؛ إضافة إلى وجود انشقاقات وخلافات داخل بنية قوات الجيش؛ وبين قادة السياسيين و أحزاب السلطة في (إسرائيل) أنفسهم، ونحن شاهدنا خلال الأشهر السابقة تظاهرات حاشدة ولأكثر من مرة وفي كبرى مدن (إسرائيل المحتلة) ضد قرارات (نتنياهو) بما يتعلق بتعديلات قوانين العدل أو بحكومته التي شكلها من اليمين المتطرف .
ونسى أو تناسى هذا المحتل بان قيامة باجتياح (غزه) لن ولن تكون نزه؛ لان (المقاومة الفلسطينية) سترد بأقسى مما ردت في (الـسابع من تشرين الأول)، فحق المقاومة ضد المحتل وهو حق مشروع لكل الشعوب المضطهدة التي تناضل من اجل حق تقرير المصير.. وتحرر الوطن من الاحتلال، وما اتفاقية (لاهاي) عام 1907 التي تنظم عمل حركات المقاومة؛ أكبر اعتراف لحق تلك الكيانات في حماية شعبها بصورة علنية، بالإضافة إلى القرار ألأممي رقم 3236 الصادر بتاريخ 1974 الذي أعطى لـ(الشعب الفلسطيني) الحق في استخدام كافَّة الوسائل لنيل حريته؛ بما فيها الكفاح المسلَّح لعمل حركات المقاومة، والتي ضمن نصوصها مضمون يؤكد أن يكون لها رئيس.. وشعار.. وأن تحمل السلاح علنا.. وتتقيد بأعراف وقوانين الحرب، كما أن المادة (51) من ميثاق (الأُمم المتحدة) نصت على شرعية حق المقاومة للشعوب من اجل الدفاع عن نفْسها إذا داهمها عدو بقصد احتلال أراضيهم .
فما تمارسه (إسرائيل) بحق (الفلسطينيين) أصحاب الأرض من عمليات قتل يوميا بحق (الشعب الفلسطيني)؛ فان وفق كافَّة المواثيق.. والقوانين.. والأعراف الدولية، تعتبر جرائم إرهابية تمارس القتل الممنهج والعدوان على أبناء الشعب ( الفلسطيني) .
ومن هنا فان (المجتمع الدولي) مطالب باتِّخاذ مواقف جادة ومنها:
أولا .... رفع الحصانة من المحتل (الصهيوني) الذي يواصل ارتكاب جرائمه بحق (الشعب الفلسطيني) دون ردع.
ثانيا .... أعادة الحقوق (الفلسطينية) المسلوبة.
ثالثا .... اتخاذ مواقف لمواجهة جرائم.. وعدوان المحتل (الصهيوني).
رابعا .... أعادة الحقوق الفلسطينية إلى أهلها .
لان كل المؤشرات على ارض الواقع توحي بان المنطقة ستنفجر أجلا أو أجلا، ولمنع ذلك لابد من العمل الجاد؛ لان السلام.. والاستقرار في المنطقة والعالم لَن يكون دون منح كامل الحقوق (الفلسطينية) وفرض (حل الدولتين)، وتمكين (دولة فلسطين) ذات السيادة على كامل أراضيها وفق قرارات الدولية؛ ومحاسبة دولة الاحتلال على سجلّها الحافل بالجرائم والقتل؛ لان الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم .
ومعركة (طوفان الأقصى) التي شنها أبطال (المقاومة الفلسطينية) ضد الاحتلال؛ هي رد فعل طبيعي على جرائم الحرب التي تشنها (إسرائيل) بشكل متواصل على (الشعب الفلسطيني)؛ مستغلة الأوضاع (العربية) المتدهورة خاصة بعد احتلال (العراق) من قبل الاستعمار (الأمريكي) في عام 2003 والذي ما زال إلى يوما هذا جاثما بأغلاله فوق صدور (العراقيين) وهو يسرح ويمرح في أكثر من قاعدة عسكرية على ارض (العراق) يستغلها لتنفيذ مأربه ليس في (العراق) فحسب بل في عموم المنطقة، وكذلك الحال في تدهور الأوضاع المستمرة في كل من (سوريا) و(ليبيا) و(السودان) و(اليمن) و(لبنان) و(تونس)، ونتيجة لتمزق الصف (العربي – العربي) وانشغال (الأنظمة العربية) القائمة بأوضاعها الداخلية لاستبداد الأمن الداخلي لمعظم (الدول العربي)؛ استغلت (إسرائيل) هذه الأوضاع فشنت أكثر من حرب مدمرة على قطاع (غزة) و(الضفة الغربية) وكثفت من ممارساتها الوحشية من اجل تهويد مدينة (القدس) العربية واستمرارها في الاعتداء على (المسجد الأقصى) وتوغل الاستيطان في (الضفة الغربية) لتزداد حدة الاغتيالات.. والمداهمات.. والاعتقالات.. والإذلال المتعمد للشعب (الفلسطيني)، وكل هذه الجرائم ترتكبها (إسرائيل) هذا الكيان المجرم على مشهد ومرأى من العالم و(الأمم المتحدة)، والآن وفي هذا اليوم تحاصر مدينة (غزة) برا.. وبحرا.. وجوا؛ وتقصف بوحشية وتقتل الآلاف وتدمر كل شيء في المدينة ودون رد فعل (عربي) قبل (الأجنبي) على هذه السياسة (الإسرائيلية) المتوحشة.
ولهذا لم يكن إمام (الشعب الفلسطيني) الذي بقى لوحده في الساحة يواجه أسلحة الدمار الوحشية للإله الحربية (الإسرائيلية) سوى تقديم شكوى لـ(مجلس الأمن الدولي) و(الجمعية العامة للأمم المتحدة) و(جامعة الدول العربية) دون جدوى.. ودون أذان صاغية.. ودون دعم عربي.. لتحريك (القضية الفلسطينية) في المحافل الدولية .
وهذا ما جعل (الرئيس الفلسطيني – محمود عباس) يؤكد وفي أكثر من مناسبة بان ليس إمام شعبنا (الفلسطيني) سوى (المقاومة) باعتبار (المقاومة حق مشروع)؛ وهذا ما أكده بعد (عملية طوفان الأقصى) حين تمادى الجيش (الإسرائيلي) المجرم بقصف وحشي لقطاع (غزة) راح ضحية – لحين إعداد هذا المقال – اكثر من ثمانية آلاف شهيد نصفهم من الأطفال وأكثر من عشرة ألاف جريح، والعدد في تصاعد يومي؛ من دون وجود أية مبادرة إنسانية لوقف هذا النزيف ..........!
..........؟
فأكد سيادته في اتصال هاتفي مع (رئيسة المفوضية الأوروبية – أورسولا فون دير لاين)، تحدث خلاله بحث آخر التطورات على الساحة (الفلسطينية) وآخر مستجدات الجهود الجارية لوقف العدوان (الإسرائيلي) وتجنيب المدنيين ويلات الحرب، وأهمية إدخال المواد الإغاثة الطبية.. والغذائية.. وتوفير المياه.. والكهرباء بأسرع وقت ممكن.
وقال (الرئيس الفلسطيني – محمود عباس) إن القيادة (الفلسطينية) ضد قتل المدنيين من الجانبين، وضد استهداف المدنيين في المستشفيات والكنيسة (الأرثوذكسية) وهدم العمارات على رؤوس أصحابها، وهي جرائم وحشية لا يمكن السكوت عليها، مشددا على رفض (فلسطين) القاطع لتهجير (الفلسطينيين) من قطاع (غزة)، أو من (الضفة الغربية) أو من (القدس)، وأكد وجوب تنفيذ الحل السياسي القائم على الشرعية الدولية من أجل نيل (الشعب الفلسطيني) حريته.. واستقلاله.. وسيادته، وهو ما يضمن الأمن.. والاستقرار للجميع في المنطقة، وأعرب سيادته عن شكره لمواقف (الاتحاد الأوروبي) بدعم (حل الدولتين )على أساس (القانون الدولي)، مؤكدا تقديره لما يقدمه (الاتحاد الأوروبي) من مساعدات للشعب (الفلسطيني) لبناء مؤسساته، وكذلك المساعدات الإنسانية المقرر تقديمها. ومن جانبها، أكدت رئيسة (المفوضية الأوروبية) استمرار (( موقف (الاتحاد الأوروبي) لدعم (حل الدولتين)، وأنه سيتم زيادة المساعدات الإنسانية في هذه الظروف الصعبة)) .
وفي مناسبة أخرى طالب (الرئيس الفلسطيني – محمود عباس) بمحاسبة حكومة الاحتلال وتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، لافتا بان خمسة وسبعون عاما من المعاناة.. والانتهاكات.. والجرائم (الإسرائيلية) تواصل ضد الشعب (الفلسطيني)؛ والعالم في صمت مطبق، وأكد ((..لن نسمح بنكبة جديدة ولن نقبل أن يهجر شعبنا مرة أخرى والمخطط الإسرائيلي بالتهجير لن يمر وسنتصدى له بكل السبل)) .
بعد إن أخذت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) تروج لبداية هجوم البري على ( قطاع غزة) وتطالب سلطات الاحتلال من (جمهورية مصر العربية) فتح معبر (رفح) البري؛ الممر الوحيد المتاح أمام أهالي (غزة) للتحرك خارج القطاع للنجاة من هول ما سيحل بالقطاع .
ولهذا حذر الرئيس (محمود عباس) من مخطط التهجير الذي تعد إليه (إسرائيل) لتهجير (الفلسطينيين)، فبعد أكثر من سبعة عقود؛ اليوم تريد (إسرائيل) تكرر ما أقدمت عليه في أعقاب الإعلان عن نشأتها، من جرائم ومجازر بحق الشعب (لفلسطينيين) في مدنهم وقراهم، كمقدمة لإجبارهم على الرحيل عن وطنهم؛ ليتم في حينه تهجير أكثر من نصف (الشعب الفلسطيني)؛ ورفض – فيما بعد – الكيان (الصهيوني) المجرم من عودتهم مرة أخرى إلى أماكنهم في الوطن (فلسطين)، وكرر هذا الكيان (الإسرائيلي) الجائر ذات السيناريو في العام 1967 فاجبر ما يقرب من نصف مليون (فلسطيني) آخر للرحيل من قطاع (غزة) و(الضفة الغربية)، ولهذا فان مخطط الاحتلال (الصهيوني) اليوم هو رغبتهم بإعادة سيناريو ترحيل (الشعب الفلسطيني) من مدينة (غزة)؛ لان نوايا حكومة المجرم (بنيامين نتنياهو) من اقتحامه البري لقطاع (غزة) هو إفراغ القطاع من سكانه، لان الاحتلال طرح نواياه بشكل صريح في بداية هجومه الحالي بالطائرات والصواريخ على (غزة) تمهيدا لاجتياح بري لقطاع (غزة) وما دخول الجيش الاحتلال إلى قطاع (غزة) إلا من اجل تهجير سكان (غزة) إلى (سيناء المصرية) ففي التاسع من تشرين الأول طالب كبير المتحدثين في قوات الاحتلال (الإسرائيلي) المسمى بـ(ريتشارد هيشت) سكان (غزة) بالتوجه إلى (مصر)؛ كما طالبت منشورات ألقيت جواً من قبل قوات الاحتلال على سكان شمال قطاع (غزة بمغادرة مساكنهم والنزوح نحو الجنوب؛ ولهذا جاء الرد (المصري) بعد أقل من ساعتين على تصريحات المسئول (الإسرائيلي)؛ فأكدت مصادر أمنية (مصرية) بأن (إسرائيل) تخير سكان (غزة) ما بين الموت تحت القصف والنزوح لـ(مصر)، ورغم خروج عدد من السكان نحو الجنوب؛ واصل طيران الاحتلال قصف الجنوب وقتل النازحين في العديد من الغارات في ظل مخطط لإجبارهم على ترك قطاع (غزة)؛ وهذه التصرفات الحمقاء ما هي إلا مؤشرات حقيقية توحي بان هذا الكيان (الصهيوني) المجرم؛ لن يسمح بعودة أهالي (غزة) إلى أماكنهم مجددا .
وفكرة الكيان (الصهيوني) في تهجير (الفلسطينيين) طرح منذ خمسينيات القرن الماضي من قبل (الأمم المتحدة)، وأسقطها (الفلسطينيين) برفض حاسم؛ لتعود فكرة التهجير تطرح عام 1967 و عام 1968 وفي عام 1970 قامت سلطات الاحتلال بالقوة بطرد عددا من (الفلسطينيين) تحت ذريعة المقاومة؛ إلى (مصر)، وفي العام 2003 طالبت حكومة (إسرائيل) آنذاك من (مصر) التنازل عن أراض ملاصقة لقطاع (غزة) لتوطين (الفلسطينيين)، وفي العام 2008 أعيد طرح هذه الفكرة من قبل رئيس الوزراء (الإسرائيلي – أيهود أولمرت)، وفي عام 2017 طرح فكرة ذاتها من قبل (بنيامين نتنياهو)، إلا أن كل ذلك لم ينجح في تهجير سكان القطاع (غزة) .
ومن هنا نقول بان الذي يفكر في تهجير ثلاثة مليون (فلسطيني) من قطاع (غزة) لن يتهاون في تهجير مثيلهم من (الضفة الغربية) التي يعتبرها (الصهاينة) المجرمين خنجر في خاصرتهم؛ ويحاولون بشتى الوسائل القذرة تمزيق أوصال (الضفة الغربية) ببناء مستوطناتهم هنا وهناك؛ ليتم فصل مدن وقرى (الفلسطينية) عن بعضها البعض؛ في ظل إحكام سيطرة سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) أمنيا وعسكريا على (الضفة الغربية) وتسهيل انتقال (الفلسطينيين) إلى (الأردن) .
لذلك فان كل المؤشرات على (الساحة الفلسطينية) بصورة عامة توحي بخطورة الأوضاع، ولهذا السبب طالب (الرئيس الفلسطيني – محمود عباس) في مستهل اجتماع طارئ للقيادة (الفلسطينية) في مدينة (رام الله) بعد إحداث تشرين 2023 بضرورة محاسبة الحكومة (الإسرائيلية) على ما ترتكبه من جرائم وكان أخرها – وليس الآخر – جريمة قصف (مستشفى المعمداني) في حي (الزيتون) بمدينة (غزة) الذي راح ضحية أكثر من خمسمائة شهيد ومئات من جرحى في موقع واحد فحسب، لذلك طالب المجتمع الدولي بتوفير (حماية دولية للفلسطينيين)، واصفا اللحظة بأنها ((..مصيرية وخطيرة ولا يمكن أن تواجه إلا بوحدة والصمود في وجه العدوان الإسرائيلي..)).
وما يحدث في الساحة (الفلسطينية) يحتاج أمره إلى لحمة وطنية (فلسطينية – فلسطينية) والعمل الجاد من اجل التوافق الوطني واستيعاب الأخر باعتبار إن التنوع الوطني (الفلسطيني) حالة سليمة والتسليم بأن (فلسطين) لا يمكن احتكار قضيتها من قبل هذا الفصيل أو ذاك، ولا بد من إعادة الاعتبار للبيت الجامع للكل (الفلسطينيين) والمتمثل بـ(منظمة التحرير)؛ ولا بد من إعادة صياغة مفاهيمها.. وتنشيط مؤسساتها.. وإعادة رياديتها إلى الواجهة؛ وذلك بالاعتماد على وسائل الحوار.. والنقد.. والتفاعل البناء؛ لإيجاد توافق وطني (فلسطيني – فلسطيني)؛ لان الحكمة تتطلب الصبر وبناء المشروع الوطني (الفلسطيني) الموحد، ولابد من المصارحة والمصالحة والوحدة الوطنية؛ وعدا هذا الطريق فإننا ذاهبون نحو مضاعفة مأساة (الشعب الفلسطيني) .
لان الوضع (الفلسطيني) الراهن هو وضع خطير؛ وخطير جدا؛ لذلك يجب سد كل الثغرات من داخل البيت (الفلسطيني – الفلسطيني) لمنع منح الجانب (الإسرائيلي) الفرصة لجر الإخوة إلى ما يسمى بدائرة العنف؛ لذلك ثمة حاجة إلى التفكير في بناء الصف الوطني؛ لان قضية (فلسطين) هي قضية أرض ووطن محتل وسليب؛ وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وأن (المقاومة) هي السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق المسلوبة؛ فلا توجد أرض عبر التاريخ حررت بالشعارات والقصائد والمفاوضات نعم نقولها :
المقاومة أولا.. والمقاومة أخيرا .