لغزة اعتذاري الخجل - اعلق الكتابة لشهرين
أمين أحمد ثابت
2023 / 10 / 25 - 10:29
تصنما – لما لا يقل عن 14 ساعة على مدار كل يوم - اتابع مختلف الفضائيات الإخبارية العربية والأجنبية – بما يجرى طوال زمن كل يوم – من الاحداث البشعة والجدل العبثي حول الحرب النازية الصهيونية على غزة بتدمير شامل وبمجازر إبادة بشرية لمجتمع غزة وبانتهاك عنصري إرهابي لفلسطينيي الضفة الغربية – وجدتني كغيري متحملا لمسؤليتي القيمية والأخلاقية في المشاركة – بما نقدر عليه – الكتابة المتواصلة للوقوف ضد الة ( المغالطات ) الغربية والمعتمدة ( ترويج الأكاذيب ) و ( تمرير التبريرات المخادعة ) بلي للقوانين الدولية وميثاق الامم المتحدة . . وفق طابعها المعهود ب . . ( الكيل بمكيالين ) – مشاركة لفضح ( الزيف المدول ) البديل عن حقيقة ما يجري والتغطية عليها لمنح الآلة الحربية الصهيونية النازية المتوحشة المعاصرة لما يرضيها من انتقام الكراهية العنصري الدموي والتدميري الكامل و . . بما يطفئ مشاعر جرح كرامتها يوم 7 أكتوبر 2023م.
كان الغل يملأني – الى البارحة 23/10/2023م. – ولكنه كان يشدني اكثر قوة لممارسة دوري دون توقف . . ل ( رفع صوت العقل ) العلمي الحر لردم طابعه النخبوي العربي ( القاصر وبدقة الضعيف ) المعمم على الفضائيات ووسائل الاعلام العربية المختلفة – والمتمثلة بأصوات انتقائية محدودة تتعامل معها كمحللين او عارضين للرأي او الدخول في حوار نقاشي – وذات العيب المنكشف عربيا في الممثلين السياسيين الدبلوماسيين لأنظمتنا الحاكمة ، الفاقدين للذكاء والمهارة السياسية والمقدرة في إدارة منافسة الصراع مع النظام الصهيوني الاليجارشي ومحور الشر الغربي للفاشية الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية – حيث كنا نعتقد ب ( ربما ) يكون لعطاء الصادقين النوعيين من النخب العربية . . أن يمثل رافدا – بدلا عن تجاهله دائما . . كما اعتدنا عليه البلدان العربية – حتى دون تسليط الضوء على أي واحد منهم ، ولكن بأمل أن تحظى ( طروحاتهم ورؤاهم ) ولو بقليل من الاهتمام بما يعزز قوة الموقف العربي الواضح وغير المظلل – كاصطفاف مقاوم يشارك فيه كل صاحب فكر وعلم وبضمير قيمي - أمام الهجمة الدولية الفاشية الغربية لتصفية القضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني والاباحة لأفعال مجازر الإبادة الجماعية علنا وبوقاحة قذرة ، والتي لا تمثل سوى بداية لمشروع تغيير الخارطة الإقليمية ونظامية الحكم العربي ( التابع ) ضمن آلية منظومة موحدة تتحكم فيها أمريكا بما يعرف ب ( الشرق الأوسط الجديد القادم ) – لكن يبدو ما كنا وما نزال نؤمل فيه ( طوال حياتنا ) أن يكون لعطائنا ولو جزءا يسيرا يؤخذ منه لخدمة اوطاننا وشعوبنا وانساننا . . يبدو أنه ما زال ذات ( الوهم ) الذي نراهن عليه – على الأقل عند الظروف الاستثنائية ، حين ينكشف الوعي ( السياسي والثقافي ) عاجزا أن يقوم بدوره المناط به .
واليوم 24/10/2023. – بعد تنامي الغل من خلال ما اشاهده واسمعه ( بما يظهرنا جنسا بشريا منتقصا يجاز ابادته والتحكم القهري به لكون حقيقته العبودية الطوعية الانقيادية هي طبيعة وجوده ) – ما أن وقفت امام اجتماع مجلس الامن في يومنا هذا ، صدمت بعنف قاتل للخطاب الإسرائيلي والامريكي واذياله الأوروبية ، في مقابل الخطاب العربي – صاحب الحقيقة الواقعية والأخلاقية – ضعيفا بما يمثل متكرر هزائمنا المنكرة عبر التاريخ الحديث والراهن ، والذي لا يخرج عن حقيقة الموقف ( المادي ) المسلكي الواقعي لوقف العدوان على غزة ووقف حرب الإبادة الجماعية للمدنيين بذريعة حماس التي لا تستطيع اذرعهم الحاقدة من الوصول اليها ، هذا غير احباط المشروع المخفي وراء هذه الحرب ، والساعي لفرض واقع ( التبعية المطلقة ) للسيد النازي الأبيض الأمريكي – الغربي بإرثه الغرب أوروبي ، ولوكيله الصهيوني في المنطقة كعصا غليظة إقليميا و . . على رقبة الانسان العربي تحديدا .
تبرير تعليق الكتابة . . خجلا :
كإعلان اشهره اعتراضا – بخجل لغزة وأهلها العظيم – على الضعف النخبوي ادنى من حدود المطلوب – الرسمي الدبلوماسي لأنظمتنا الحاكمة والفكري الثقافي الظاهر والمعمم على مشهد ( صراع الارادات ) – المعطي مؤشرات الفشل ( غير المؤهل ) المسبق في إعطاء صراع المواجهة حقها ، والكاشف عن ( الدونية ) التخوفية والخنوع لإملاءات السيد الأمريكي وفق ما يقرره ( عقله الخرف ) ممثلا بالرئيس المومياء للولايات المتحدة الامريكية . وهو اعتراض اعتذار لغزة بأن أكون مشاركا لتسويق ( الرخاوة العربية الرسمية وغير الرسمية ) ، المتذرعة بدفاعها المستميت لإنقاذ أبرياء غزة المغرقين بدماء مجازر القصف المراق يوميا ، هذا غير الموقف الدفاعي المبدئي عن القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني العيش في وطنه المستقل على حدود 1967م. – والذي لم يعد هذه الصحو إلا بتكشف النوايا الإسرائيلية – وفق المعتقد عربيا ، كما لو انها لم تكن ضمن سيناريو للأجندة الامريكية - وراء إعلانها لتهجير الفلسطينيين عن غزة و . . اخراج قوى المقاومة الإسلامية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي الى الشتات – والذي يمثل تهديدا لكل من مصر والأردن كتنفيذ آلي عن الحرب الدائرة لجعل ( صفقة القرن ) حقيقة واقعة بعد استكمال الحرب على غزة أولا والضفة ثانيا تحت ذريعة التيقن الإسرائيلي باجتثاث مطلق للمقاومة الفلسطينية من القطاعين ، طالما والسلطة الفلسطينية القائمة في الضفة متعايشة مع طابع الاحتلال الصهيوني المتحكم واقعا على الضفة الغربية .
ومن البواعث وراء موقفي لتعليق الكتابة المشاركة والنشر . . خصيصا من وراء جلسة وزراء الخارجية مجلس الامن التي انعقدت اليوم ، والدالة على التهافت العربي المستصغر ب ( ضعف القدرة وقلة الحيلة ) لأنظمتنا العربية بكلماتهم المعبرة عن مواقف دولهم . . ومنها :
1 – لم يعدوا كلمات مواقفهم بدراسة ممحصة لكلمات الموقف الاسرائيل ولمحور الشر الغربي . . استباقا ، والتي قد عرفت ملموسيا خلال ما يعلنوه دائما خلال أيام هذه الحرب ، والتي كشفت بوضوح سافر بالتنسيقية الواحدية الموقف المستثني حق الفلسطيني المدني في الوجود والعيش المستقل دون انتهاك فاشي او عنصري – اللاأخلاقي والمنافي للأعراف والمواثيق الدولية – فتكرار اطرافهم حكوية الاستعطاف المخادع لما عاناه ويعانيه الانسان الإسرائيلي من ترويع واسر و . . منهم الأطفال والنساء من إرهاب حماس والجهاد الإسلامي – وفي المقابل العاجز عدم استحضار جانب السلطة الفلسطينية والعربية استدلالات محصلة تفصيلية يومية بالأرقام والمشاهد من الأفعال الاجرامية للآلة الحربية الصهيونية العنصرية و . . التسجيلات الصورية المتكلمة للقيادات الإسرائيلية العنصرية المحرضة والموجهة على الكراهية والانتقام بالقتل الابادي الجماعي بدم بارد .
2 - لم ترق المجموعة العربية لكشف المغالطات والذرائع وراء أكاذيب مفبركة – براءة الذئب من دم فريسته – حكوية غيبية مختلقة على أفعال حماس المنافية لكل شيء كذبح اعناق الأطفال واغتصاب أجساد النساء ومنهن القاصرات والتنكيل بالاسرى – غير مواجهتها بالادلة لأكثر من 25الف مدني – الى اليوم فقط - من اهل غزة بين قتلى ومصابين باصابات خطرة مهددين بتحول المستشفيات المسعفة لهم الى ثلاجات للموتى او الموت تحت قصفها ، ويمثل الأطفال والنساء ما يصل الى ثلاثة ارباع العدد ، هذا غير مئات الالاف المهجرين للموت بمنع الغذاء والماء والكهرباء عنهم و . . وجودهم هدفا للقصف أينما يوجدون .
3 – أية قوانين تحمي دماء المدنيين وانتهاك وجودهم بتمييز عرقي .
4 – أية مقارنة يقبل فيها إجازة فعل وحشي ابادي تطهيري لدولة بطش كعقاب جماعي على فعل ما قامت به حماس .
5 – لماذا الخوف المتواطئ لإدانة أفعال إسرائيل المنكرة مطلقا بإسقاط الذرائع الواهية المانحة لها الاجازة الدولية للدفاع لتبرير إبادة مجتمع مدني كامل مستضعف تحت الاحتلال ، بعدم خلط الأوراق بتوصيف حماس قوة إرهابية من خلال فعلها ، والذي لم يكن غير ايعاز إيراني – فحماس والجهاد الإسلامي وغيرهما امر داخلي فلسطيني ، وفعلها لم يكن فعلها إلا فعلا مقاوما وطنيا ضد احتلال وفي نطاق مناطق محتلة مرفوضة وفق القرارات الأممية ، وهو فعل مجاز وفق القانون الدولي بالمقاومة الشرعية ضد الاحتلال ، ولا علاقة حقيقية يمكن مناقشتها بتشبيه حماس بالقاعدة وداعش من حيث فعلها – والذي يسقط ايضا وهن المغالطة الامريكية والغربية الأوروبي بتوصيف عمل حماس كوكيل حرب بالنيابة عن ايران ضد إسرائيل ، بينما الحقيقة التي كان يجب تعريتها بوضوح وقوة حقيقة الوجود الصهيوني باسم دولة إسرائيل بأنها ليست سوى ( وكيل حرب اغتصابي ) بالنيابة عن أمريكا وذيولها الغرب أوروبي في المنطقة العربية والشرق أوسط ، وهو المدلل عليه بتزويد الالة الحربية الصهيونية اعتى الأسلحة والذخائر المفرطة التدمير والابادة الجماعية ، والتي كل أنواعها المستخدمة محرمة دوليا ، هذا غير استقدام الاساطيل والبوارج الحربية المستخدمة في الحروب الاستراتيجية بين القوى الكبرى – أي عقل يتقبل الذريعة الامريكية بحضور آلة حربها الفتاكة لمنع توسع جبهات القتال ضد إسرائيل وحصرها بغزة ، بينما الحقيقة المغايرة لهذه الكذبة التبريرية أن أمريكا وحلفائها الغرب أوروبيين النازيين الجدد ، تضع واقعا إرهابيا للمنطقة العربية والشرق أوسطية لمن – سيتخطى تسيدها وارادتها – ومن سيقف ضد الإرهاب الاسرائيلي الوحشي المتغطرس في انهاء غايته ويشبع انتقامه لهدر كرامته الأسطورية المروجة توهيما ، وتحديدا في ابادته البشرية بالقصف والتجويع والموت ظمأ ومرضا بالجراثيم القاتلة بفعل تلوث البيئة بالجثث الميتة المتحللة تحت الأنقاض والشوارع وفي المستشفيات المعطلة قدرتها . . هذا الى جانب سياسة التهجير الجماعي لانهاء القضية الفلسطينية
وهناك الكثير والكثير مما يجعل الغل فينا يضغط علينا لدرجة ما وصل اليه موقفنا الاعتراضي – بدلا من استمرارنا بلغة منفعلة وتشي بردود الفعل العاطفي . . المضعف لموقفنا ، خاصة وأن حرب غزة الوحشية والمخطط الاستراتيجي للفاشية الامبريالية لمحور الشر الخماسي الغربي . . ليس من الحكمة أن نخلق صراعا وجدلا واتهامات بيننا ، بينما انسان فلسطين ومستقبل المنطقة العربية على ( كف عفريت ) ، فلا نحتاج لفكفكة وحدة الموقف العربي القيمي والعاطفي ( مهما كان ظهوره ) .
أما اخر ملاحظة ، فتكمن في كيفية انتقاء كلماتنا الموقفية الدبلوماسية المهادنة والعاطفية الرومانسية ومنها استجدائيا في مقابل لغة الخطاب الإسرائيلي المتغطرس والامريكي والغربي اوروبي المخادع التهديدي العدائي الارهابي والعنصري التمييزي العلني والانتقاص وعدم الاعتراف بالقرارات الأممية وميثاق الأمم المتحدة – هذا التعالي بآلة التخويف الحربي النازي . . كان يلزم لنا حضور كلمات في المحافل الدولية بما يظهرنا قيمة إنسانية عالية لا يمكن الاستهانة بها او تحقير شأنها ، وينبغي لكي نراجع احترامنا لانفسنا وتاريخنا العريق بشريا أن نذهب عربيا نحو الفعل الملموس المقابل لآخر معلن الموقف الإسرائيلي المتعنت غير الإنساني والموقف الأمريكي وذيوله الغرب أوروبي الفاشي الى جانب كندا ، باتخاذ المواقف الفعلية التي اوردناها في مقالنا الأخير من سلسلة الموضوع عن غزة تحت عنوان : ( المناورات السياس . . لا تنقذ أهل غزة ) ، المنشور في الحوار المتمدن ، عدد 7773 بتاريخ 23/10/2023م.