المناورات السياسية . . لا تنقذ أهل غزة
أمين أحمد ثابت
2023 / 10 / 23 - 00:14
رغم انفضاح المخطط الأمريكي والغرب الاوروبي – الإسرائيلي لإنهاء القضية الفلسطينية وحقيقة الوجود للوطن الفلسطيني بفعل الصفعة الاستباقية لمقاومة غزة الوطنية الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023م. ، وتحول السيناريو عن طبيعته النظرية لإخفاء مدير اللعبة ( الأمريكي ) كمساند للجانب الإسرائيلي حقه في الدفاع عن امنه – كغطاء كامل – يجيز الأفعال الوحشية لآلة الحرب الصهيونية الفاشية بانهاء تام لأية صفة للحياة في موطن غزة ، ويجيز أفعال الإبادة النازية العنصرية للعرق العربي لأهل غزة المدنيين في معرف ( حرب العقاب الجمعي المجتمعي ) عن قوى حماس التي زلزلة الكيان الصهيوني واهدرت كرامته باسقاط قناع اسطورته الحربية والاستخباراتية . . التي لا تقهر – تحول معدل للسيناريو المتحرك واقعا ، يظهر بوضوح تام أن جوهر حقيقة ما يجري أنها ( حرب الشرق اوسطية الأمريكية وذيولها الغرب أوروبية ) ، بما ظاهرها الشكلي ( حرب إسرائيلية ضد حماس ) ، بتذرع قذر منافي للاخلاق والقوانين الدولة لتبرير إبادة المدنيين تحت القصف المروع الشامل لقطاع غزة وقتل عشرات الالاف من الهاربين من القصف بالموت الوحشي جوعا وظمأ وعذابا للمصابين حتى الموت بانهاء التطبيب الاسعافي والجراحي والعلاجي . . غير موت المصابين تحت الأنقاض ولم يفارق منهم بعد الحياة ، وتهجير من تبقى عند الحدود في هروب قادم جديد من القصف الى سيناء وبعدها من في الضفة الغربية الى الأردن .
نعم . . كخطوة ابتدائية أولية للتحرر العربي عن واقعيتهم المستلبة – في حدود زمني ضيق لنفترض من بعد ( اتفاقية السلام العربية – الإسرائيلية ) ، وبامتداد بعد ( اتفاقية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين واعتراف الطرفين ببعضهما وقيام سلطة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع ، وتكون فتح هي المعبر الشرعي عنها . . وصولا الى الآن قبل 7 أكتوبر – حين لم يعد ممكنا التجاهل العربي لما وراء اعلان إسرائيل الحرب على حماس ، فما تقوم به وضح تماما بتصفية القضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني بما يناهض صلفا القرارات الأممية وحماية القانون الدولي للشعوب ، خاصة في مسألة التهجير لمواطني غزة نحو مصر و . . سيأتي لتهجير سكان الضفة الغربية نحو الأردن .
لذا فالمواقف الثابتة والواضحة برفض الرئيس المصري والأردني ما تنزع إليه إسرائيل هو التهجير للفلسطينيين وضم غزة والضفة ملحقة تحت سلطة الدولة الصهيونية الفاشية العنصرية – وبموقف سعودي وتركي كامل التشارك مع مصر والأردن . . قاد نحو بعث الموقف العربي والإسلامي والعالمي الإنساني – الرسمي للحكم والشعبي – لعودة القضية الفلسطينية الى صدارة مباديء الوجود ، التي كاد العرب والعالم ينسونها لإشغالهم في أوهام التوجهات ( العولمية ) والصراعات المفرخة بالوكالة فيها – بمتحكم خارجي غربي – والصراعات فيما بينها بموهمات التسابق عبر إرضاء السيد الأبيض الأمريكي وبدرجة ثانية الأوروبي الغربي ك – بريطانيا ، فرنسا ، المانيا وإيطاليا بصورة ادنى .
نعم ، فصحوة المجابهة العربية والضمير العربي . . قد لعبت اهم خطوة أولية لا تنكر ، أولا للتصدي نحو فضح التدويل الفاشي المزيف لحقائق تفجر الصراع بما يظهر إسرائيل ضحية وشعبها معتدى عليهما بحيوانية الفلسطيني بصورة حماس ، وفضح المغالطات والفبركات التوهيمية لعدالة الوقوف مع شعب إسرائيل ( الديمقراطي الراقي ) ، الى جانب الموقف المجابه للخداع الأمريكي – الغرب أوروبي الفاشي ولترهيبه الواقعي الملموس باستحضار قواهم الحربية المفرطة للإبادة البشرية والتدميرية الشاملة لأرض العيش البشري وبيئاتها الطبيعية للاحياء – وكان بما لا يدعو للشك وحدة الموقف العربي – التركي بقيادة التصدي الصلب لكل من السيسي وولي العهد السعودي واردوغان . . الى جانب المساندة المطلقة لبقية الأنظمة العربية والإسلامية والعالمية وكامل الشعوب العربية والإسلامية والعالمية الحرة – هو ما مثل ك ( خطوة ناجحة ) افسدت تمرير الملعوب والتبرير المغالط لآلة القتل الصهيونية والتدمير الشامل بكراهية عنصرية مطلقا - وهذا على الصعيد اللوجستي -–هذا الى جانب دخول جبهة جنوب لبنان استحياء في الحرب كجبهة اخرى تفتح ضد اسرائيل - بصورة مناوشات تسري وفق مسمى ( قواعد الحرب ) ، حين يرشق طرفا الطرف الاخر . . يرد عليه الطرف الاخر بقوة نارية مقابلة لقوة الرشق من الطرف الاول - وبتصاعد خطابات التهديد لمحور الشر الغربي الخماسي والسلوك التهديدي الارهابي الامريكي والبريطاني والخطاب المضاد الايراني وحزب الله . . المهدد بتوسيع الحرب على جبهات متعددة لمعرف ( محور وحدة الساحات المقاومة لاسرائيل ) ، مع اطلاق رسائل حربية بصواريخ ومسيرات باتجاه القواعد الامريكية واساطيلها في المنطقة -–كل ما تقدم فرض واقعا لنجاح الخطوة كممارسة ضغط على الجانب الامريكي لادخال المساعدات الى غزة - وفق ارادة اسرائيل الى الجنوب فقط وبشكل محدود ضئيل -–اعاد محور الشر الغربي الامبريالي الفاشي لتبييض وجهه القبيح بخطابه الكاذب مع حل الدولتين ، وحق الفلسطينيين العيش في وطن مستقل يخصهم ، ومشاعرهم المتألمة مع مصاب اهل غزة ودعوتهم الخادعة لنظام الفصل العنصري الصهيوني تجنب المدنيين الابرياء واستهداف البنى التحتية ، بينما يلغى كامل خطاب الزيف بالوقوف المطلق مع اسرائيل في حربها الجارية ، واجازة كل افعالها المنافية للإنسانية النازية . . حتى تنهي حماس وقوى المقاومة الفلسطينية ، وتحميل هذه الأخيرة ما يجري من إبادة وتدمير مطلق لغزة وأهلها – أما إسرائيل وإن كانت هل صاحبة الفعل فلكونها تمارس حقها في الدفاع عن امنها وتحمي شعبها .
إذا . . ماذا بعد ؟ ، فالالة الحربية الصهيونية تشتد قذارة في لعبتها الابادية والتدميرية الشاملة وفرض واقع التهجير ، خاصة وأن الموقف الأمريكي والغرب أوروبي الاستعماري عطل وسيظل يعطل أي قرار في مجلس الامن يفرض على ( إيقاف الحرب ) ، وإدخال المساعدات دون قيد او شرط الى قطاع غزة . . حتى لو لم تتم عملية ادانة لآلة الحرب الإسرائيلية لما ارتكبته وترتكبه من الأفعال المنافية للقوانين الدولية والأخلاق الإنسانية العامة – وما ظهر علنا من احتقار وعداء سافر للعرب من قبل بايدن ووزيري خارجيته ودفاعه ، والرئيس الفرنسي ، وأخيرا عدم الخجل حتى في لقاء القاهرة حول السلام في ادخال المساعدات وانهاء التوجه الإسرائيلي لتهجير سكان غزة ووضع توجهات للوصول اليه دون ذكر لوقف الحرب – كانت كلمات التعالي المتباهي لوزيرة الخارجية الألمانية بالوقوف الى جانب إسرائيل وبتضمين غير مصرح لا معنى لكل ما طرحته الوفود العربية والإسلامية والعالمية ضد حرب الإبادة والتهجير العنصري – باتفاق سري غربي لتصدر الخطاب وقتها المانيا ، ليتبع بقية ممثلي هذا المحور مساندة ذات الموقف – وهو سلوك من القبح لا يراعي حتى أصول الضيافة في انتقاء الخطاب و . . إن اعتمد طابع المغالطة ، كتخفيف مراعي لمشاعر الاخرين وموقفهم المهادن – أما اخر تحقير للفعل الأمريكي لبلدان العالم بما فيها قطبي روسيا والصين في طرح مشروعها المهين بإدانة حماس وعدم الإشارة لافعال إسرائيل المنافية للقانون الدولي والقرارات الأممية او وقف الحرب ، ليمارس دور الاستهبال للحصول على الموافقة بصدور قرار مجلس الامن على مشروعها بذكر حل الدولتين – الذي هو صادر بقرار سابق لمجلس الامن وبقرارات أخرى مؤكدة عليه .
وعلى ما تقدم ، فإن خطابات المواقف السياسية – عربية وإسلامية وعالمية – وخطابات التهديد الإيراني ومحور مقاومة الساحات بفتح عدد من الجبهات بتوسيع نطاق المعركة ضد إسرائيل . . لن تثني النظام الصهيوني – المجروحة كرامته – من الانتقام العنصري الماحي المطلق للإنسان الفلسطيني . . الموجود سمة هويته للوطن الفلسطيني .
وعليه ، فوحدة الموقف العربي والتركي والإسلامي والعالمي – حكوميا تحت فعل شعبي ضاغط على أنظمة حكمها - ينبغي أن يتحرك الى ( الطور الثاني ) من حيث ( قوة الموقف والفعل ) ، ومنها على سبيل المثال :
1 – المطالبة الشعبية الهادرة بقطع العلاقات مع إسرائيل وغلق سفارتها في البلدان العربية المطبعة معها .
2 – الضغط الشعبي لاغلاق سفارات بلدان محور الشر الغربي ، ورفع القواعد الامريكية والغرب أوروبية وحلف الأطلسي من البلدان المتواجدة فيها .
3 - إيقاف التبادلات السلعية والتجارية مع بلدان هذا المحور .
4 – تصفية المصالح التجارية وطرد شركاتها العاملة – بما فيها الخاصة – من البلدان العربية والإسلامية ، هذه الأخيرة إن كان ممكنا .
أما على الصعيد العربي بصفة أنظمة الحكم . . تبدأ التلويح بحزم متتابعة من التهديد لمصالح بلدان محور الشر الغربي النازي ، منها :
أولا : التلويح بقطع صادرات الطاقة عنها بكل أنواعها .
ثانيا : التلويح بقطع العلاقة للبلدان المطبعة مع إسرائيل وطرد سفيرها وغلق سفاراتها .
ثالثا : التلويح بتعليق العلاقات الدبلوماسية وغلق سفارات بلدان محور الشر الغربي الخماسي .
رابعا : استقدام كل من الصين وروسيا في حضور عربي اكثر قوة وفاعلية واقعا – باتجاهات متروكة لكل بلد عربي وفق خصوصية وضعه وظروفه – ولكنها تعمل بتوافق تناسقي كتلي زمني ، على الصعيد الاقتصادي والتجاري الى الأمني .
خامسا : التحرك العربي المتوالي للدخول في عضوية التكتل الاقتصادي العالمي الجديد البركس .
دون ما سبق أعلاه ، فإن القفز على الحبال بظاهرة صوتية والبقاء في طوق العبودية الاختيارية التابعة لمشيئة السيد الأمريكي الفاشي ، فالالة الحربية المتوحشة العنصرية والإبادة الكاملة والتدمير الشامل لغزة لن تتوقف ، وستتبعها ذات اللعبة على الضفة ، وستنتهك لبنان والأردن وسوريا و . . حتى مصر فيما بعد مؤخرا ، بينما ستثبت أمريكا وذيولها الغرب أوروبيين صورة الخارطة الجديدة المغيرة للشرق الأوسط – بما فيها أولا ايران وبعدها تركيا – والتي ستكون وفق منظومة عملها المتحكم بها وفق المشيئة الامريكية أولا وثانيا رباعية الغرب الأوروبي الاستعماري الفاشي .