أبناء الرب (٢)

علا مجد الدين

الحوار المتمدن-العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 19:43
المحور: الادب والفن
    

رحيل
بخطوات واسعه دؤوبه وبغطاء رأس يحجب وجهها إستطاعت المرور من بوابات القريه ، اصبحت حره مؤقتاً حتى إنفضاح امرها ، لم تكن تعلم إلى أين تذهب ولا كيف ستواجه اسرتها موعد دفع الضرائب ، من سيقتل منهم جراء هذا الفعل ، ومن سيبقى وكيف سيتدبرون امرهم فيم بعد ؟ ، لم تعد تشغلها الاجابات ، سؤالها الاهم كيف سأمضي وإلى اين ؟ وإلى أن تظهر إجابه كان عليها فقط متابعه السير .


الهروب ٢

أطلق لساقيه العنان ولم يلتفت ، فقط اصوات الحرس من خلفه كانت بوصلته لمسافة ابتعاده عنهم ، وبعد مطاردة طويلة إختفت الأصوات ، أبطأ قليلاً ملتقطاً انفاسه ، ولكن أذناه إلتقطت صوتاً آخر غير أصوات الحرس ، إقترب بحذر ورآه من خلف الأشجار ، إنه صديقه راع غنم الحاكم ، لم يجد حوله الحرس فأظهر نفسه و همس : انت ، هل معك احد ،
: أيها المخبول ، ماذا فعلت الجميع يبحث عنك ، انت في عداد الموتى
إقترب قائلاً : أريدك أنت تساعدني على الخروج من القرية ، سأعطيك ما تريد من المال .

ملاك وشيطان

إندست وسط المصلين في المعبد ، رأته يخرج من غرفته ، أسرعت إليه قائلة : أريدك في أمر هام لا يحتمل التأجيل .

خراف

إختفى وسط الخراف عابراً أسوار القرية ، كان السير على يديه وركبتيه أمراً مؤلماً ، ولكن سعادته بارسال نصف المال لاسرته قد انسته آلامه ، انتصب واقفاً وشكر منقذه الراعي وانطلق إلى الخلاء ، اضواء القريه من خلفه تتراقص مودعه متمنيه له التوفيق في رحلة فراره ، حيث لا مكان من حوله يصلح للاختباء .
وحدها انوار المعبد كانت من أمامه ، تابع السير وهو يفكر في خطة تجعله يمضي الليله هناك .

الصلاة
اعتلى منصة وسط المصلين و وضع صندوق العطايا عليها ، بدأ الصلاة بشكر الاله و حمده وتمجيده ، أخبرهم أن لله خطة تختلف عن خططتهم وأنه كلي القوة ، عظيم القدرة وانه يختبر صبرهم ، وانه إن أراد لهم الخلاص خلصهم إن صفت قلوبهم وتبعوا تعاليمه ، دعا المصلين إلى أن يطلبوا من الخالق بقلب واثق الحضور بينهم وأن يضع كل واحد فيهم درهماً واحداً في صندوق العطايا ، داعين من الخالق مضاعفته .
ركع في خشوع يناجي ربه ، ثم فتح الصندوق على مئات الدراهم .
تهلل المصلين باكين ومجدوا رب المعجزات ،
وتدافعوا يبقلون يده التي مدها في تواضع وثقة .

( تمت)

#علا_مجد_الدين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات