محمد ساجت قاطع
الحوار المتمدن-العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 04:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
((مجالس السُرّاق والفاسدين 2))
ذات يوم في بداية شهر (محرم) جلستُ صدفةً في الصالة، ساعتها أدرت وجهي إلى التلفاز ، فكان على قناة (الفرات) التابعة إلى السيد عمار الحكيم ، رئيس الحزب السياسي (الحكمة).
أدهشني وقتها ما رأيت من تحضيرات السيد وقناته الفضائية لأيام عاشوراء، شاهدت الكثير من الكليبات الإنشادية التي تنعى الإمام الحسين، والكثير من البرامج التي تتحدث عن ملحمة عاشوراء، وغيرها من الفعاليات والتغطيات الإعلامية لشعائر وطقوس محرم، بالإضافة إلى هذا علمت أن الرادود الحسيني المعروف (باسم الكربلائي) سوف يقرأ في المجلس الذي يقيمه "السيد" هذا العام!!
عموماً أنا على دراية تامه، وأغلب الشعب العراقي يعلم أيضاً أن هذه الأموال التي ينفقها السيد وفضائيته على ما يسمى شعائر الحسين وعاشوراء ، الجميع يعلم أن هذه الأموال هي أموال اليتامى والأرامل والمحرومين والمعدمين من الشعب العراقي، هؤلاء الذين من أجلهم وبسببهم خرج الحسين بثورته العظيمة، وقدم كل ما يملك من أموال وعيال (أهل بيته) وأصحاب في سبيل المطالبة في حقوقهم التي تحولت الى دراهم ودنانير في خزائن الأمراء، ومن أجل الوقوف في وجه الظلم والاستبداد ، ولمحاربة الذلة والاستعباد ، عن طريق الاستشهاد.
فلو أُنفقت كل أموال هذه الدنيا في سبيل (شعائر الحسين)، فما الفائدة وأن الذي ينفقها يقتل الحسين بأفعاله ومبادئه وسياسته؟
الحسين فكرة إنسانية عصماء، ستبقى خالدة في نفوس جميع الأحرار ، والرافضين لكل ظلم واستبداد، فكرة الحسين خالدة ، وتستمد خلودها من الافكار والمضامين والقيم الإنسانية التي حملتها ثورته، ولا تستمد بقاءها وخلودها من شعائر وطقوس معينة، خصوصا إذا كانت هذه الشعائر والطقوس يتم تمويلها ويُنفق عليها من حقوق اليتامى والأرامل وأبناء الشهداء.!! أو من مصادر أخرى لا يتناسب ذكرها ، ونحن تطرقنا لذكر الحسين في حديثنا!!
دعونا نتأمل قليلا في الحسين وقضيته ، قبل أن نلطم على الصدور عليه ، وقبل أن نطبخ القيمة والزردة!!
فالحسين حي يرزق لا يحتاج لمن يبكيه ، بل يحتاج لمن يسير على دربه كما يقول شريعتي.
#محمد_ساجت_قاطع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟