أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عمار السواد - الشهيد صدام حسين














المزيد.....

الشهيد صدام حسين


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 04:29
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


هل سيكون صدام، في لحظة ما، شهيدا؟
مرة اخرى انشق العراقيون. ليس سبب الشقاق، هذه المرة، الفدرالية او اجتثاث البعث او كركوك او المليشيات او المقاومة او الارهاب او الانتخابات او الدستور. سبب الشقاق الان اخطر واسوأ، لانه يستحضر كل الكوامن العدائية الغبية وروح الثأر العمياء. الحكم على صدام شق العراقيين من جديد، وعمق من روح العداء الدائر وسيعمق منه. ولو ان الحكم لم يصدر او صدر بعقوبة ادنى من الاعدام فانه سيكون ايضا سببا في الشقاق والخلاف بل سيصبح اكثر خطورة والما.
هناك روحان تتحكمان بالموقف من صدام، روح تدافع عنه وتجعله بمصاف الانبياء او بمصاف ابطال التاريخ العربي، واكثر اولئك الابطال من الذباحين طبعا، وتنتشي عندما تتذكره كانها تتذكر عصرا ذهبيا قد زال، وروح تعيش اسى ظلم صدام واهداره الدماء لتستحضر بذلك ظلما طويلا وقع عليها منذ مئات السنين. كلتا الروحين شريرة، الاولى تحتضن في داخلها القمع وحب التسلط على رقاب الاخرين وعدم رحمتهم، والثانية تلوح بالانتقام ومحاولة اخذ الثأر. لست هنا اقلل من حجم الجراح وثخنها، بل هي حاضرة كرماد يشير الى استعار النيران في لحظة ما.
لنعترف ان موقف الكثير من المعادين لصدام ينطلق من خلال رؤى ايدلوجية او طائفية او قومية دفع باتجاهها ظلم الطاغية للشيعة والكرد، الاسلاميين والشيوعيين والليبراليين، وليس من خلال الشعور بشدة قسوته وظلمه واضطهاده واجرامه بمعزل عمن ظلمهم او قسى عليهم او ابادهم. فعلى الرغم من ان صدام شخصية تختزل بداخلها كل مواصفات الطاغية المجرم، الا ان عملية رفضه واتخاذ المواقف تجاهه اخذت طابعا ايدلوجيا وطائفيا وقوميا في الكثير من الاحيان، ما يجعل الحصانة عن ارتكاب اشياء مماثلة اقل من حالات الذي يتخذون موقفا غير ايدلوجي من النظام.
فلا توجد حساسية من الظلم كحالة شاذة ولا انسانية، بل توجد حساسية من الظلم الواقع علي او على جماعتي او امتي. ومن يرفض الظلم هكذا يمكن ان يصبح ظالما لسواه.
وفي المقابل تناسى السنة، وكأن صدام هو نهاية الطريق بالنسبة اليهم، ان صدام مجرم، وهو احد اهم اسباب ما وصل العراق اليه من تفكك وانهيارات خلقية واجتماعية كبرى. ما جعلهم
مركونين في الزاوية نفسها الذي يقف فيها هذا الطاغية، ولهذا فان وقوفهم معه يتناقض وكل روح حب السلام وارادة التعايش مع الاخر. وهو ما يجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة على طبيعة موقف السنة من التسلط بالطريقة ذاتها التي كانت في عقود الظلام.
فهذه القوى لم تسع الى اعلان براءتها من طغيان عهد صدام، ولم تسع الى تقديم نماذجها النضالية ضد الاستبداد السابق، ولديها ما يمكن ان تقوله، فهناك من السنة من قضى على يد النظام، كالشيخ عبد العزيز البدري من الاسلاميين، والضابط محمد مظلوم الدليمي كشخص غير منتم، والكثير من الشيوعيين والبعثيين السنة الذين قضى عليهم صدام. فشهداء هذه القوى الذين تسمى باسمائهم الطرق والجوامع والمحافل هم ممن قضي عليه في عهدي الملك وقاسم، ولا نجد اي ارادة لاستحضار من قضي عليهم لاحقا.
وكأن قوى السنة في هذا السلوك تريد ان تنأى بنفسها بعيدا عن اي مواجهة مع صدام ولو كان هذا الرجل قد اصبح جزء من الماضي. واكثر من ذلك السعي الدؤوب لهذه القوى لاستحضار الصور البطولية لطاغية مستبد.
التساؤل الاكبر الان، هل ستبدل القوى السنية، التمسك بالتضحيات ضد طاغية كصدام بالدفاع عن نظامه؟
بل هل سيذهب احرار الحركة الوطنية والدينية السنية، الذين راحوا ضحية حريتهم على يد نظام البعث، في عالم نسيان يفرضه تصور سني جديد عن شهيد اكبر هو صدام حسين؟.
ان ردود الفعل التي صدرت عن العديد من الشخصيات السنية الاسلامية والعلمانية تشير الى عدم وجود موقف جريئ ومشرف يؤشر على اهمية تجاوز مرحلة صدام والدخول في تفاهمات وتفصيلات جديدة لتجاوز جروح الماضي. ومن يدري قد ينبري رجال كصالح المطلك وخلف العليان وطارق الهاشمي وعدنان الدليمي...، وهم ممن يزعمون انفسهم شخصيات وطنية تتجاوز الحس الطائفي، ليعتبروا صدام شهيدا كبيرا. وبذلك فانها تعمق من رؤية طائفية عدائية ضد الشيعة والاكراد. فعدم رفض سلوك صدام الواضح الاجرام يدخل في خانة العنصرية او الطائفية او الغباء المفرط.
لا ياسادتي صدام ليس شهيد حركة وطنية، او نضال مستعر للدفاع عن شرف محدد، بل هو ضحية لجرائم ارتكبها بيده. وليس صدام مجرما لانه قلتنا واهلنا وامتنا، صدام مجرم لانه قتل وتجاوز كل القيم. انه مجرم لانه لم يجر على هذا البلد وجيرانه سوى الويلات.
انه اهم سبب لالم العراقيين الحالي، والقتلة يوم كانوا في الحكم في عقود مضت، اضحوا اليوم، الى جانب اخرين، قتلة ايضا، والافضل ان اقول ان القتلة مازالوا كما كانوا.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمرار الصورة وانقطاع الصوت
- علاقات هامسة.. فوضى الجنس السري في مجتمع التحريم
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! .. الحلقة الأخيرة: في ال ...
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! ..الحلقة السادسة.. الدول ...
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! ..الحلقة الخامسة
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم! ..الحلقة الرابعة
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم..الحلقة الثالثة
- جميعهم لوث التاريخ والقيم!.. الحلقة الثانية
- جميعهم لوث الانسان والتاريخ والقيم!.. الحلقة الاولى
- شروع بالقتل..شبكة الاعلام بانتظار العلاج او الموت
- ارتدادات الاعلام العراقي..عودة وزير الاعلام
- تبعيث الليبرالية.. قراءة في بوادر خطاب ليبرالي مقلق
- شيعة العراق بين ايران وامريكا والعرب.. العودة الى العام 91


المزيد.....




- أول وزير خزانة مثلي الجنس.. ماذا نعلم عن الملياردير سكوت بيس ...
- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عمار السواد - الشهيد صدام حسين