عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:42
المحور:
الصحافة والاعلام
حول كتابة التاريخ الوطني2
..
إن مأساة الذاكرة الفنية للمغاربة, تكمن في كونها تسعى لإدراك تفاصيل دقيقة من تاريخ مصر وجزيرة العرب كما أنها تحاول جاهدة تحقيب فترات مهمة من تركة بلاد الأناضول, وإمبراطورية السوفيات المنهار. وبالمقابل, تتصرف في تجاهل , وتغافل شبه مقصود , لتفاعلها مع ذاتها , ولذاتها , فتظل بذلك بعيدة عن تفاعل حقيقي وايجابي مع التاريخ الوطني . فلا انتصارات جيش أنوال – معركة الزلاقة- ووادي المخازن... ثم ثورة الريف, لا شيء من ذلك أذكى حماسها، وحرك سواكن الإبداع لديها. لا بطولات الفدائي الرمز " علال بن عبد الله-أسد الريف ..بالمناسبة
ذاكرة فنية يعوزها قصور فادح في مقاربة حياة الأبطال الحقيقيين .لم يكتب مثلا عن عبد الكريم الخطابي كما يستحق ؛ وعلال بن عبدالله أيضًا ظُلم من هذه الوطن التي ارتضى أن يكون أحد فداييه ؛ وللأسف لم تلق بطولاته مشاريع تترجمها، وبقي صوته لازمة تاريخ يصف ويلتف دون أن يغوص !
الشهيد محمد الزرقطوني . أيضا يحتاج ..لإنصاف... ماءا لعينين..موحا وحمو ...والقائمة طويلة جدا.
كل هذه البطولات لم ترغم احدا على التأمل بعمق في صفحاتها المجيدة . إنها تنتظر توصية أممية أو قرارا دوليا في هذا الشأن. ولنتساءل، كم شريط يحكي ثورة التحرير بالجزائر بعد استقلالها ؟
وكم هو قيد الانجاز الآن ؟وماهو الحيز الزمني الذي تشغله المادة الفنية الوطنية في التلفزيون الألماني أو الدانمركي مثلا؟؟
أين دفاتر أحلامنا ..و أيامنا.. أين أنهارنا الخالدة ؟
..أين معاركنا وبطولاتنا التي أبدع الفدائيون في رسمها في ساحة المعارك , ولم يفلح رجالات الفن السابع في بنائها على الشاشة؟أين وأين ؟.
إن ما قدمته الشاشة عندنا كتغطية لهذا الكنز المجهول من تاريخ أمتنا لا يتعدى فقاقيع باهتة, تطفو هنا وهناك، في مدار نتن, مخرجون مغامرون, بأعمال هزيلة, مسلسلات فنية لا تنسجم في أغلبها ووعي الجمهور .مقدماتها طويلة, سقيمة ,وعقيمة –يغلب على معظمها الفجاجة و السوقية,وقلة الذوق الفني –أحداث متخلفة ، مفتعلة بلا منطق, , تبررها السرعة في الانجاز, والتهافت حول الأغلفة , خصوصا في رمضان,صور ومشاهد غير مستساغة , فنيا و جماليا , أحداث مبالغ فيها ، وغير قابلة للتصديق، يؤديها ممثلون مؤجرون, يفتقد معظمهم للتكوين والخبرة ، وينقصهم الحماس, والجرأة الفنية ،يرسمون مشاهد بليدة،في أغلب الأحيان يعجزون فيها عن إبراز انفعالاتهم وأدوارهم بصدق و حساسية. وباقتضاب شديد , انفعالات يقال عنها ,دراما فنية ,و تاريخية .لكنها تتلاشى, بتلاشي اللحظة التي أنجبتها .وبذلك تدمي القلب ،وتوجع تفاصيل الذاكرة.
عزيز باكوش2
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟