أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - الإغتراب و الموت و المنفى














المزيد.....

الإغتراب و الموت و المنفى


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


إلإغتراب والموت في المنفى

بعدما تيقنتُ اننى متجهاً الى الهلاك
فسألتُ الطبيب الحكيم المداوى
عن نصيحة تنفعنى اذا ما كان الموت عنيفاً ..
أقربُ من كوابيس متعلثمة ..
فقال .. أن كنت ملحداً فسوف تُحرق ويُذرى بقاياك كسباً للبحر ..
فتلتهمك اسماك مُسننة مضغاً وبلعاً ..
وتلك مُحرمة للإنسان .
اما إن عشت يهودياً ..
فلا تستغل مرضك وتركب السيارة في يوم السبت
باحثاً عن حاخام او كنيس لردمك على عجل ..
كما يُفعلُ بالموتى الأضلاء..
اما اذا كنت نصرانياً .. فحاسب مُقلِلاً !؟.
من معاقرة الخمرة ..
لكى لا تُثقِلُ علينا ترنيماً لا نبغى تكراره ..
على بعضاً من مُحبيك ..
اما اذا كُنت مسلماً .. فالويل لك والثبور ..
من عذابات القبور ..
على ما إقترفتهُ من معاصى ..
بين إختيارك تفضيلاً مذهبا ً شيعياً
او إنتسابكَ لأل هاشم طوعياً ..
حتى موعظة سلفية !؟.
لا تعطيك حق الموائمة لدى اخيار اهل السنة والجماعة ..
كُل ما إقتربتُ من سماعة الهاتف
حتى أحاكي على الجهة الأخرى ..
مُخاطباً مُهاتفاً بصوتٍ يُلزِمُ ردهات صامتة
على إجترار الكلام إغتصاباً ..
حول إخضاعي مُخبرياً
اذا ما سوف أنقل عبر الإسعاف
او أوضعُ في ثلاجة الموتى ..
وأنا ما زِلتُ مُحدِقاً حولى ..
قبل وخزي بأبرٍ تتكحل معها
مسامات لون جلدي ..
فتراها ليلكية.. بعد زمان طويل ..
وكحلية تغزو شراييني و أوردتي ..
التي تنفرُ من البقاء ..
وصولاً الى اخر موعد للفناء ..
وحيداً .. يُشارُ عليَّ بعلامة مميزة
تتدلى من اصبع قدمي البارز عارياً ..
يُكتبُ عليها أسمي .. ورقمى الخاص .
وإثباتاً مؤجل الى حين .. اصلي وفصلي و بلدي ..
إذا ما كانت دقيقة و صادقة ..
أم مزورة قبل وبعد رحلة الضياع ..
في إدارات التسجيل ..
لِمَن حان نهاية مطافهم عبر ..
حشرجة ضيق التنفس ..
وحيداً دون مشاركة الهواء ولا الخلاء .
في غرفة الوداع الكئيبة
لحظة كَمرِ و تطويق و عزل رأسي بشرشفٍ ..
إعتاد على تكرار إسدال ستارة ..
تَقَّدم أو تأخر ترحالها ..
تأتي أخر مَنْ تُعلِنُ سحب
الأنابيب .. لا تعتذرُ منى
بل يُداخِلها سؤال بلا تردد ..
وحيدا ً وصل الينا ..
ووحيداً اعطانا فتحات مجاري الدماء ..
مع إستنشاق ضئيلاً للهواء .
لكى نمسح الأسم والرقم ..
ونُصرِحُ بتركهِ حراً لخيار مسار الدفن ..
في بواطن ربما هناك ..
المكان المُعَّنون لديه في سره ِ المُعلن
الوطن الموجوع ..
المجبول من أركانٍ طينية تُرابية
تتلو آيات وترانيم وطقوس ..
على كُل الموتى ساعة الردف ..
للتراب .. ولأشعة الشمس ..
قبل الغروب في النهارات المُضيئة
نوراً ثقيلاً يُخاطبُ عند إقتلاع
قفازات التوابيت المسافرة
التي حملتني كغيرى..
ممن يرووَّن سيرهم بعد غياب ازلي ..
عنوانهُ الموت دون خيار ..
انهُ وقت الإنبعاث الى مدافن بعيدة
هناك في وطني
و هنا في منفاي .. بعد جدال الدفن ..
والسؤال اين تُريدُ .. معانقة التراب ..
قبل تمددي في صندوق ضيق ..
يُطلقُ عليه اوصاف متمردة
تابوت يعبرهُ كُل من يبكى وحيداً ..
وكل من لا تُغمضُ عينيه عن تيه ..


عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في / 17 آب - اغسطس / 2023 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كادت أن تقع لولا محاذير سابقة الحرب الأهلية اللبنانية
- خبز الصاج وباسبور محمود درويش
- المخيم المُطِلُ على بوابة الجنوب والمقاومة
- الإنفجار الذي أغضب مرفأ أسطوري
- شيطنة القضية اللبنانية في عقول منقسمة على نفسها
- الحُسين برتبة شهيد يوم عاشوراء
- هل إسرائيل دولة كبرى -- أم صهيونية --
- سفاح أوسلو وكراهيتهِ المقصودة ضد المهاجرين
- أردوغان فائض قيمة بِلا تأثير يُذكَر
- ذكرى -- 12 - تموز -- وحرارتها الدائمة حرباً
- إحتجاجات غاضبة .. فرنسا تُراقب .. و تُعاقب ..
- -- عزيزي -- الإستاذ حبيب صادق الراحل
- مهمة جان إيف لو دوريان في لبنان المُعطَّل
- الأمبراطور و الميليشيا
- الذئب المتوحش الصهيوني يفتك بالشعب الفلسطيني
- الأرض تلفظ الفقراء لكن البحر أرحم
- البحر مَقبرة الفقراء حينما يبحثون عن حماية
- أيُها اللبناني بدك تترَّوى شوَّى
- جلسة الرابع عشر من حزيران متوارثة مغلوبة على أمرها
- النفط السعودي والتحريض الأمريكي والإنفراج الفينزولي


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - الإغتراب و الموت و المنفى