عقيل نعمة الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 00:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعود الايدولوجية الفوضوية إلى الأفكار الاشتراكية ،التي استخدمت العنف ومارسته عن طريق المحكومين - الشعب - ،اتجاه طبقة معينة ، في المجتمع ، اي انها تمارس من اسفل إلى أعلى ، وعلى الرغم من تشرذم المبادى والنظريات الفوضوية ،الا أنها في مرتكزاتها الأساسية هي : رفض السلطان بمختلف تعبيراته واشكاله ، كون ذلك السلطان يقيد الحرية الفردية ، وأن كانت هنالك ديمقراطية ،كون الفرد في الديمقراطية منقاد للمجموعة ، وهذا بدوره يمثل شكلا من أشكال السلطان المقيد لحرية الفرد تحتم الفوضوية في ضوء ما تقدم كسر ذلك السلطان .
فالفوضوية تعني التفكك الكامل للمجتمع ومن ثم العودة إلى بناء نظام جديد ومستقر وعقلاني . ولغرض تفكيك المجتمع لابد من استخدام العنف - هم يقولون وليس أنا - .
اما العدمية فهي صورة اكثر تطرفا من الفوضوية وهي تقوم على تحرير الذات من التقاليد والاعراف السائدة كون تلك الاعراف تقيد الحرية ، ويكون العدمي مستعد للتضحية بنفسه في سبيل حريته.
وفي كلاهما يستخدم العنف
من هنا تهاجم وتفكك المجتمعات ، ففي السابق مورس العنف والارهاب من اسفل إلى أعلى في الثورة الفرنسية اتجاه طبقة في المجتمع وهي التي تسمى بالبرجوازية في حينها ، اما اليوم فالهجوم يوجه اليوم للطبقة المثقفة والمتدينة والملتزمة اجتماعيا فضلا عن الرموز ، وذلك لنزع سلطتها - أن وجدت - ، وغالبا ما تروج هذه الطبقة إلى عادات وتقاليد ، تراها الطبقة السفلى بأنها تشكل قيود على حريتها ، لذلك يسعى من هم في هذه الطبقة إلى نزع تلك السلطة ، ومن ثم الترويج لعادات وتقاليد جديدة .
من هنا يروج للكل ما هو شاذ، وغير منطقي، ومنافي للاخلاق
و يتعارض مع الأديان السماوية ، فلا نستغرب من ظهور نوع جديد من الارهاب والعنف والجرائم ، التي تركتب لغرض تمكن تلك العادات والتقاليد الشاذة.
#عقيل_نعمة_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟