أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - حكاوي الجوائزِ














المزيد.....

حكاوي الجوائزِ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 7677 - 2023 / 7 / 19 - 02:32
المحور: المجتمع المدني
    


الجوائزُ هي التقديرُ للمُجتهدِ وفقًا لقواعدٍ تُحققُ العدالةَ، اِحترامًا للجهةِ المانحةِ، دولةٌ كانت أو جامعةٌ وللحاصلين عليها. عدالةُ الجائزةِ هي عنوانٌ للدولةِ كلِها. حديثُ الجوائزِ أغلَبُه شجونٍ، فهو يثيرُ أسىً يتناسبُ مع ما تحمِلُه الجوائزُ في أحيانٍ من غيابٍ للشفافيةِ والموضوعيةِ.

بدايةً، مبروك للفائزين بجوائزٍ. اللافتُ أنَه كثيرًا ما يحصلُ عليها مسؤولون سابقون وإداراتٌ جامعيةٌ ومُقَرَبون بصورةٍ أو بأخرى من دوائرِ المجلسِ الأعلى للجامعاتِ ووزارةِ التعليمِ العالي وأكاديميةِ البحثِ العلمي والمجلسِ الأعلى للثقافة.

يبدأُ طريقُ جوائزِ الدولةِ العُليا سواء النيل أو التقديرية بترشيحٍ من جهةٍ ما، وهو ما يتطلبُ علاقاتٍ مُتشعبةٍ لراغبِ التَرَشُحِ ومباركةً من الإدارةِ. من المُمكنِ ِ أن يستمرَ ترشيحُ أشخاصٍ بعينِهم لسنواتٍ وسنواتٍ حتى تكون الجائزةُ أخيرًا من نصيبِهم!! البعضُ يرون أنه للتَرَشحُُِ لابدَ من لفتِ الأنظارِ ليس فقط بإنتاجِهم العلمي إنما بالظهورِ في المناسباتِ ومواقعِ التواصلِ باِستظرافٍ وبعدمِ إبداءِ آراءٍ واضحةٍ، وهو ما يتأبى عنه كثيرون. وهناك طريقٌ آخر، ألا يُرشَحُ البعضُ بسيفِ الحياءِ لسابقِ شغلِهم كراسي عليا؟ فإذا ما نالَ الساعي للجائزةِ ترشيحًا تبدأُ مشاويرٌ شاقةٌ لاستكمالِ الملفِ مابين توقيعاتٍ واِستماراتٍ وشهاداتٍ، وهو طريقٌ مُجهِدٌ نفسيًا وليس مُعَبدًا لكلِ مُرَشحِ.

الترشيحاتُ للجوائزِ لابُدَ أن تنآى عن التربيطاتِ. جوائزٌ بمئاتِ الآلافِ من الجنيهات لكل شخصٍ لا يجوزُ أن تكونَ محصورةٌ داخلَ دائرةٍ محدودةٍ؛ جوائزٌ بالملايين من ميزانية الدولةِ لابد لها من رقيبٍ. هل مَنحُ الجوائزِ من أعمالِ السيادةِ؟ هل سنشهدُ يومًا تخضعُ فيه الجوائزُ للرقابةِ القضائيةِ؟ ‏أليست اِنعكاسًا لصورةِ الدولةِ؟ أليست مالًا عامًا؟

أما جوائزُ الجامعات فحدوتةٌ، قواعدُ منحِها مُتَغَيِّرةٌ؛ لسنواتٍ تكونُ لمن هم على رأسِ العملِ ، ليسوا في إعارةٍ أيًا كانت، وتكونُ للمتفرغين كتتويجٍ لمسيرتِهم، ثم فجأةً تختفي الشروطُ!! أما بابُ التقدمِ لها فيكونُ مواربًا في انتظارِ البعض، قد يكونون من شاغلي كراسي على مستوى الدولة أو إداراتِ الجامعاتِ!! أهي جوائزُ ولاءٍ ورضا؟ ولاءٌ لمن يأخذُ قرارَ الترشيحِ والمنحِ ورضا منه عن الحاصلِ على الجائزةِ؟! في الجامعاتِ تنغلقُ قنواتُ الحوارِ في ما يخصُ أوجاعِ أعضاءِ هيئاتِ التدريسِ وتنفتِحُ لما يشكو الطلابُ!! ألا ينعدمُ الرأيُ لدرجةِ أن بعضَ رؤساءِ مجالسِ الأقسامِ يؤدون وكأنهم تلاميذٌ في أولى اِبتدائي عليهم فقط طاعةُ الإدارةِ؟! واقِعُ الحالِ، اِنكفاءُ أعضاءُ هيئةِ التدريسِ على أنفسِهم وتباعُدُهم عن الإدارةٍ.

عددُ الرسائلُ العلميةُ التي عليها أِسمُ المُرَشَحِ أحدُ معاييرِ التَمَيُّزِ في جوائزِ الدولةِ والجامعاتِ، وهو معيارٌ بلا مصداقيةٍ في ظلِ شِلَلِيةِ الاِستحواذِ على الإشرافِ وغيابِ خُطَطِ البحثِ العلمي، مع تهافتِ الطلابِ على المشرفِ الذي يَمنحُ الدرجةَ سريعًا. أيضًا تُخَصَصُ درجاتٌ إضافيةٌ لتَمييزِ من شَغَلَ مناصبًا قياديةً؛ في جوائزِ الجامعاتِ من الواردِ أن تتلاشى معاييرِ التمييزِ بين المُرشحين أمام حائزي الكراسي.

إذا كان من اللازمِ حجزُ جوائزٍ لمن شَغلوا كراسي فلماذا لا تُخصصُ لهم جوائزُهم؟! ثم هل فعلًا تخضعُ ملفاتُهم للتحكيم؟ ألا تَكفي مزايا المنصبِ؟ وهل حصولُهم على جائزةِ الجامعةِ يكونُ عن عملِهم خارجَها؟ إحساسٌ مريرٌ لَما تكونُ المنافعُ للبعضِ.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَنافُرُ الأجيالِ
- المُتَصَيِّدون
- يَطفَشون
- نحن والذَكاءُ الاصطناعي
- التَوابِع …
- لا يَختَفون
- الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه
- التَنَمُر كمان وكمان
- روبوت الدردشةِ الذي حازَ الترِند .. بالتفصيل
- روبوت الدردشةِ الذي حازَ الترِند
- بطاقاتُ حُضورٍ
- السَلعَنة
- ما خابَ ولا ندَّمَ
- الغُربة
- التجربةُ القطرية
- حكوميةٌ وخاصةٌ وأهليةٌ ثم معاهد
- الفَنكَشة
- مجتمعٌ تعبان
- إداراتٌ فوقَ الشجرة
- ‏أخلاقياتُ التعليمِ الإلكتروني


المزيد.....




- أردني محرر من سجون سوريا يروي معاناة 26 عامًا من الاعتقال وي ...
- هآرتس: وفاة 4 فلسطينيين تحت التعذيب بإسرائيل منذ أكتوبر 2023 ...
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب بإعادة اللاجئين السوريين ...
- كاتس: هناك فرصة لإتمام صفقة جديدة لتبادل جميع الأسرى مع حركة ...
- سوريا.. إدارة العمليات العسكرية تُعلن إلغاء حظر التجول في دم ...
- مونديال السعودية 2034.. سجل حقوق الإنسان يطارد المملكة
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب إعادة اللاجئين السوريين ...
- مطالب بالكشف عن مصير المعتقلين الأردنيين في سجون الأسد
- كيف تؤثر عودة اللاجئين السوريين على اقتصاد تركيا؟
- الجولاني يكشف مصير المتورطين في التعذيب داخل السجون السورية ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسام محمود فهمي - حكاوي الجوائزِ