خُبزة الكادحين.. وخيبة أمل الطّامعين
حزب الكادحين
2023 / 6 / 19 - 10:42
أن تُصبح الغالبيّة العظمى من التونسيين والتونسيات تلهث من دكّان إلى آخر واقفة في صفوف طويلة أمام مخبزة كلٌّ ينتظر دوره لساعات طويلة عساه يحصل على خبزة أو خبزتين، فتلك صورة يراد منها التّأكيد على تردّي الاوضاع الاقتصاديّة ومستوى الشّقاء الذي أصبحت تعانيه الطّبقات الاجتماعية الشعبيّة التي أصبحت مهدّدة في أبسط مقوّمات غذائها اليومي.
ويقف وراء هذه الصّورة أولئك الذين لا يدّخرون جُهدا في الإقدام على استعمال مختلف الوسائل وأخطر الطّرق لصناعة الأزمات علّهم يهتدون من خلالها إلى زرع بذور الغضب والاحتقان بسبب توسيع آفة التجويع المصطنعة وبالتالي خلق حالة من الاضطرابات الاجتماعية قد تفتح الأبواب من جديد أمام هؤلاء الطامعين في العودة إلى الحكم خاصّة وأنّهم يعرفون العلاقة الوثيقة بين الخبزة والانتفاضات الشعبيّة. ولا يقلّ سلاح التجويع والتلاعب بقوت الشّعب أهميّة عن الأسلحة الأخرى التي يستعملها هؤلاء المتآمرون مثل التخطيط للانقلابات واعتماد العنف الرّجعي وبثّ أفكار الفتنة وحرب الأهلية وغيرها من الأسلحة.
لكن في كلّ مرّة تخيب آمال هؤلاء الطّامعين، فالشعب أصبح يدرك أنّ الأيادي التي تحاول قطع الخبز عنهم هي نفسها تلك الأيادي المشوّهة بالفساد والتفقير والتهميش وشتّى الجرائم التي مارستها في حقّ هذا الشعب.
وفي علاقة بهذا المسار ومتطلّباته، ينتظر الكثيرون ممّن يعبّرون عن دعمهم له أنّ رئيس الدّولة سيحقّق تطلّعاتهم بتغيير الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن كلّ الذين ينتظرون ذلك هم واهمون إذ يعتبرون أن الرئيس قادر على تحقيق كل ما تطمح إليه الطبقات الكادحة. وما على الثوريين سوى تحمل مسؤولياتهم لا بالإسناد فقط بل بالتحرك والدفع إلى الأمام لإحراز ولو بعض الإنتصارات الجزئية فالمعركة الحالية هي معركتها في الدفاع عن مصالح الجماهير الشعبية عبر مزيد تنظيمها والدفع بها في خضم المعارك اليومية والتصدي لكل مخططات القوى اليمينية والإصلاحية المرتبطة بالدوائر الإستعمارية والصهيونية وألرجعية العربية.
-----------------------------------------------------------------------------------
جريدة طريق الثورة، العدد 73، افريل - ماي 2023