عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 7637 - 2023 / 6 / 9 - 12:54
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حول ضرورة محاربة الخرافة والأفكار الخاطئة وسط الطبقة العاملة
*******************************************
" - أقدم النظريات وأشدها غموضا هي النظرية الدينية اللاهوتية. فهي ترى في حياة المجتمعات المادية انعكاساً للفكرة الإلهية وتحقيقاً لمخطط وضعته العناية الالهية. فالنظام الاجتماعي صادر عن الإرادة الآلهية. ولما كانت الطبيعة والعقل البشري لا يتغيران فكل تغيير في المجتمع كفر والحاد وهو من عمل الشيطان لأنه مس لارادة الله، ولهذا كانت كل فكرة تدعو للتغيير آثمة. وقد تولد عن هذه النظرة النزعة الأكليركية التي تقول بأن الأكليروس، وهو المؤتمن على اسرار الله، يمكنه أن يضمن النظام "الاجتماعي"
- فالأفكار قوى فعالة. ولهذا يسيء الثوري الذي يهمل محاربة وجهات النظر الخاطئة المنتشرة بين العمال إلى مجموع الحركة، فهو يسير على طريق النزعة المادية الساذجة السيء. ولا يسير عن طريق النزعة المادية الجدلية الصلبة، وهي أساس الاشتراكية العلمية النظرية. مثال: أن ترك الصحافة البرجوازية، ومنها جريدة "الفرانك تيرور" تؤثر في العمال يعني ترك هؤلاء العمال فريسة للأفكار القديمة التي تعيق التقدم الاجتماعي.
- ولقد غرس لينين عام 1900 بواسطة جريدته الأسكرا بذور الأفكار الجديدة في وعي العمال. ونمت هذه البذور وترعرعت. وتبنى الثوريون هذه الأفكار فتولد عنها الحزب الذي قاد الثورة الاشتراكية فيما بعد. فنضال الأفكار مظهر ضروري من مظاهر النضال الطبقي. ولهذا فأن عدم محاربة الأفكار المفيدة لسيطرة البرجوازية يعني تقييد البروليتاريا.
ـ فالوجود الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي، ولكن الوعي الاجتماعي يؤثر بدوره على المجتمع. وليس هذا التأثير ضرورياً فقط لتحقيق التغييرات المادية بل أن الفكرة في بعض الأحيان، هي التي تقوم بدور خطير. ويكون صدق الشعارات حينئذ حاسماً."
مقتطفات من "أصول الفلسفة الماركسية" لجورج بوليتزر
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟