أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا














المزيد.....

ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 7631 - 2023 / 6 / 3 - 02:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول عامة الناس ما تجود به النفس ، ونحن نقول ما يجود به اللاشعور، هو في الحقيقة لا يجود، هو اختنق بما لا يستطيع ان يحمله ، فاض وكادت النفس ان تغرق في عواصف واعاصير لا يمكن تحملها، اين يذهب بها وهو يحمل ثقلها ، يحمل آنينها، يسمعه ولا يسمع إلا حينما طفح الكيل وأنبأه انه يرزح تحت حمل لا يطيقه، خزنه ولا يدري أنه يحمل هذا المخزون الذي أثقل كاهله ، ظهر في هفوة، في زلة لسان، في شيء اضاعه في مكتبه ولا يراه، وهو أمامه، في حلم أقض مضجعه، إذن لهذا اللاشعور لغة يتكلم بها، يذهب به بعيدًا بصور متداخلة من زمن بعيد وقريب، أين الهروب من نفسٍ ضاقت بنفسها، هل يمكنه ان يجود وهو لا يستطيع، فتكون في نهاية المطاف ان النفس تنوء بحملها ، كما يدرك صاحبنا الشاعر أو الاديب أو القاص بعد ثقل تفكيره بما تولد فيه من صور وأفكار ، لابد ان يطرحها أو تجعله كما لدى اصدقائنا ممن أُثقل دماغه بما لا يطيق وبدأ يتحدث مع نفسه لنفسه، جعل العالم بما فيه في داخل دماغه، فتوسع مجرى التفكير، يهذي فلسفة ، هذا الهذيان له دلالة ومعنى، له لغة خاصة، ولكن ضعفت الذاكرة المحيطة، لأنه غادر الواقع المعاش وبنى لنفسه عالم خاص به، وصارت لغته هلاوسه، ولسانه ينطق بخيالاته ، لا يختلف عنا كثيرًا ، نحن تحصنا بما نحمل من عصاب " أعصبة" قلق مرضي، وساوس ، مخاوف غير مبررة ، سيكوسوماتيك "اعراض نفسجسمية" أتعبنا نفسنا فأهلكنا المعدة بآلام نفسنا فكانت قرحت المعدة ذات الأصول المنشأ النفسي ، أو أكتئاب نفسي خفيف نعترف بوجوده، تداهمنا نوباته ونحاول أن .. عدة مداخل له ومنها العزلة والإنطواء ، منا من يعيشه فيفرك يومه ويعيش التعاسة فينطوي على نفسه، والآخر منا يحقق له مكاسب آخرى يتعايش بها ومعها.
يقول "فرويد.. فإن اعترض معترض بأن اللاشعور " اللاوعي" ليس له وجود واقعي بالمعنى العلمي، وما هو إلا مجرد قول نتخلص به من مأزق حرج، أعرضنا عنه نهز أكتافنا وأغضينا عن هذا الاعتراض غير المفهوم: أيصح في الأذهان أن يتمخض شيء غير واقعي عن شيء واقعي ملموس كالفعل الحوازي - الوسواسي؟ "فرويد، محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي، ص 308" أما بعضنا الذي أستطاع إفراغ الانفعالات التي تحاول أن تؤدي إلى الاختلال المرضي بطريقة تحفظ لصاحبها اتزانه، فقد نجح في تحويل ما يجول في فكره إلى لغة وأدب، فأنتج أجمل ما نقرأه وهو ما نطلق عليه الإبداع الفني والأدبي ، وأطلق لسانه إلى شعر عظيم نابع من اللاشعور " كما يقول العامة ما تجود به النفس والقريحة" ، والمسرحي حيث يتيح له تفريغًا يكسبه جمال الإنتاج حقًا اجتماعيًا ، فضلا عما يتيحه من مشاركة الآخرين للفنان في معالجة الانفعالات على نحو مقبول كما يقول العلامة "مصطفى زيور" ثم إلى حركات تنسجم بايقاعات يتقبلها المشاهد في المسرح ، أو نحن نشاهدها على الشاشة الصغيرة- السينما، حيث يبهرنا بأداءه ، أو تلك الموسيقى التي تزحزح ثقل وجودنا المادي فتهتز معها أطرافنا وأرجلنا ، أو تهز بعضنا إيقاعات الرقص الديني عند البعض ممن يتناغم لاشعورهم مع الإيقاعات الدينية بالحركة، أو باللحن المؤثر في النفس ، أو الحركات الجسدية في مناسبات نراها مقدسه لإنها تحرك ما بداخلنا من مشاعر واحساسيس نرغبها ولكن نذهب في حالة توحد "تجلي" معها ويقول قارع ومحرك المشاعر من يدير جلسة الايقاعات الخارجية من لم يهتز في مجالسنا ؟؟!! أو من لا يحركه الايقاع فما في لاشعوره أعمق من ان تثيره هذه الايقاعات ، ولكن يحرك سلوكه لاشعوره وهو في حالة اليقظة، لا يدري أن ما نعمله أو نفعله هو من ما خزن في دواخلنا، وعاد بشكل محرف ومختلف على غير ما خزن .. أنه اللاشعور – اللاوعي ، هو يحركنا ونتحدث بما يمليه علينا ، نعزل غير المقبول – المستهجن ، ونطرح المنمق – الجميل الذي يرغبه من يسمعنا ونجمل كلماتنا بلسان حلو ، وما أَمرهُ "مر" وأخشنه ، وأتعسه في اللاشعور، نشعر به حينما يوقظنا من حلم تَحول إلى كابوس ، ونختم قولنا بما تركه لنا "مصطفى زيور": تبينا أنَّ الأحلام والأمراض العقلية أو النفسية والاساطير والفكاهة والإنتاج الفني ، فضلًا عن بعض ما يقع لنا في حياتنا اليومية مثل الهفوات وما إليها، تصدر جميعًا عن منطق لاشعوري – لاواعي يختلف عن منطقنا العادي بل يكاد يناقضه، ونقول أن كل ما نفعله ، أو نفكر فيه، أو نسلكه كتصرفات يومية هي مخزونة في اللاشعور – اللاوعي ومنذ زمن بعيد. ويقول سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسي فاللاشعور " اللاوعي" هو الواقع النفسي الحقيقي وهو في طبيعته الباطنة مجهول منا، ونجهله قدر جهلنا بحقيقة العالم الخارجي ، كما أنه لا يمثل لنا بوساطة معطيات الشعور " الوعي" إلا مثولًا ناقصًا على نحو ما يمثل العالم الخارجي بوساطة وسائل أعضائنا الحسية" فرويد، تفسير الأحلام ، ص 595" ويضيف "فرويد" بأن اللاشعور هو المنطقة الأوسع التي تضم بين جوانبها منطقة الشعور الأضيق نطاقًا، فكل ما هو شعوري له مرحلة تمهيدية لاشعورية" لاواعية" ، بينما يظل اللاشعوري على هذه المرحلة ولا يفقد مع ذلك حقه في أن نسلم له بكل قيمة العملية النفسية.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ندرس التحليل النفسي ؟
- ما لا يمكن قوله.. سَيُبكيّ !!
- شيء من الأحلام في التحليل النفسي
- مداخل في التحليل النفسي .. ما نتعلمه من التحليل النفسي
- ما نتعلمه من التحليل النفسي
- آفة التحضر .. المثلية!! هو مَن هو؟
- الأبناء والبناء القيمي في عالم آخر متخيل
- الإنسان ودينامية الوجود -حتمية السلوك والأفعال-
- التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- عرض لبعض أفكار -مصطفى صفوان- من كتاب ما بعد الحضارة الأوديبي ...
- النرجسية -عشق الذات- والأنانية والحب.. شيء من التحليل النفسي
- الإضطرابات النفسجسمية- السيكوسوماتية Psychosomatic
- آليات الدفاع- الحيل الدفاعية شيء من التحليل النفسي
- رؤية في الإضطرابات العصابية والحالات الحدية.. شيء من التحليل ...
- الكبت .. وتكوين الأعصبة والأذهنة .. شيء من التحليل النفسي
- بين الأنا والآخر .. صراع أم وفاق شيء من التحليل النفسي
- الكبت Repression والتفريغ- التنفيس- شيء من التحليل النفسي
- أسم الأب وبراءة الطفل رؤية في تشكل الشخصية – شيء من التحليل ...


المزيد.....




- موزة ملصقة على حائط.. تُحقّق 6.24 مليون دولار في مزاد
- تقارير عن معارك عنيفة بجنوب لبنان.. ومصدر أمني ينفي وجود قاد ...
- قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها ف ...
- إسرائيل تهاجم يوتيوبر مصري شهير وتوجه له اتهامات خطيرة.. وال ...
- بوليتيكو: الصين تتجاوز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في ...
- وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشار ...
- غرابة الزمن وتآكل الذاكرة في أعمال عبد الله السعدي
- فوائده كثيرة .. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ!
- الناطق باسم -القسام- أبو عبيدة يعلن مقتل إحدى الأسيرات الإسر ...
- -تحليق مسيرة ولحظة سقوط صواريخ-.. حزب الله يعرض مشاهد استهدا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - ما يجود به اللاشعور -اللاوعي- هو سلوكنا