عبير سويكت
الحوار المتمدن-العدد: 7624 - 2023 / 5 / 27 - 17:34
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ضجت الأوساط السودانية بانطلاق دعوات فى مختلف الوسائط الاجتماعية تدعو مختلف مكونات الشعب السودانى المدنية لحمل السلاح و تسليح نفسها مبررين ذلك بالدفاع عن النفس، العرض، الممتلكات، المال، و عن الكرامة. كما كانت هناك دعوات أيضا مشابهة لإقحام الحركات المسلحة فى هذه الحرب.
السؤال الذى يطرح نفسه : لمصلحة من هذه الدعاوى الاقتتالية؟ و العمل على تصعيد الحرب؟ ماذا يستفيد السودان عندما تدخل جميع مكوناته المجتمعية فى حروبات و إقتتال و فتن قبلية تقسم السودانيين و تفرقهم؟ هل يعقل ان تكون بعض الجماعات التى كانت تدعى خوفها على السودان من مخططات أجنبية لتقسيمه لدويلات!!! بينما نجدها اليوم فى الصفوف الاولى تطلق ندءات التجيش لإقحام الشعب فى هذه الحرب و إلحاق الحركات المسلحة أيضا حتى تدخل البلد فى حرب كاملة و تتقاتل فيما بينها ! هل يعقل ذلك ! أليس هذا هو تنفيذ واضح لمخطط تقسيم السودان بإشعال نار الفتنة التى ستدمر الوطن و المواطن ؟ و على اى شرع تستند تلك الدعوات لاقحام المواطنين في هذه الحرب ؟ اذا كانت جميع الديانات السماوية تنبذ الحرب و تدعو للسلام و بما فيها الإسلام الذى يشير بكل وضوح الى انه اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول منهما فى النار. و عراب الجبهة الاسلامية كان يعلم ذلك إلا انه عندما وجد نفسه خارج السلطة أشعل آنذاك حرب قبلية في السودان و هيج الوجدان الدارفوري و استخدم فى ذلك الغرض أدوات مختلفة منها ذاك الكتاب الأسود .
ان تطورات الازمة السودانية و تباين الأحداث فيها يدعو لإعادة قراءة المشهد السودانى من جديد و الأخذ بعين الاعتبار هذه التطورات ، لإعادة قراءة المشهد و تحليله، مما لا شك فيه ان قوى قحت المركزية فى فترة من الفترات حاولت ان تجعل من الدعم السريع جناحًا عسكريًا لها للوصول للسلطة، لكن تطورات الاحداث الان تكشف عن ان هناك قوى سياسية حزبية اخرى أيضًا مستفيدة من هذا المشهد العبثى و من اقتتال الجيش و الدعم السريع فى آن واحد، و من مصلحتها هذه الوقيعة بينهم و ان أدعت عكس ذلك، و للآسف بعد المراقبة المهنية بدقة تطور المشهد السودانى يكشف عن ان هناك "بعض" من مكونات الجبهة الاسلامية من مختلف شقيها الوطنى و الشعبى إنتهجت نهج اقبح من نهج قحت بهدف الوصول للسلطة، بل و كما حاولت قحت المركزية اختراق الدعم السريع و الاستعانة به فى المقابل حاولت بعض مكونات الجبهة الإسلامية اختراق الجيش و التحكم به و بقرارته و ممارسات ضغوطات عليه، و يتضح لنا جليًا من خلال قراءة المشهد ان جميع هذه القوى السياسية لا يهمها لا الوطن و لا المواطن بقدر ما همها الرجوع للسلطة . و السودان لا بواكى له.
نواصل للحديث بقية
#عبير_سويكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟