أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي السامق جلال باباي..-أنا مريض..أنا كئيب-














المزيد.....

قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي السامق جلال باباي..-أنا مريض..أنا كئيب-


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7613 - 2023 / 5 / 16 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


حين يمرض الشاعر..تتوجّع القصيدة


قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي السامق جلال باباي.."أنا مريض..أنا كئيب"

(الأسى..وقود القصيدة)


تصدير : في الشعر الحديث،الحزن ظاهرة معنوية،تدخل في بنية العديد من القصائد،وقد استفاضت نغمة الحزن،حتى صارت تلفت النظر،بل يمكن أن يقال إن الحزن صار محوراً أساسياً في معظم ما يكتبه الشعراء المعاصرون،وحاول بعض النقاد العرب البحث في أسباب وجود ظاهرة الحزن في الشعر العربي.

«كل شيء يولد صغيراً،ثم يكبر،إلا الحزن فإنه يولد كبيراً،ثم يصغر»،هذه إحدى الجمل الشائعة عن الحزن،الذي يعد ظاهرة في الأدب العربي القديم والحديث،ويرتبط أكثر ما يرتبط بالشعر، الحزن في الأدب قديم قدم الإنسان المبدع،نقع على بعض مظاهره في الملاحم والأساطير،وقد أشار العديد من النقاد إلى الحساسية الخاصة،التي تميز المبدع عن سائر أبناء عصره، ولاحظوا أن الفرق بين الشعراء وغيرهم يتجلى في التكوين النفسي للشاعر،وعلى الرغم من أن البشر جميعهم يشعرون بالألم،فإنهم يعانون الحزن بنسب متفاوتة،ولأسباب متعددة،فإن هناك فرقاً بين أن يعاني الإنسان الحزن،وأن يجعل من الحزن فلسفة،ويجسّد تلك الفلسفة في الأدب.
لم تعد ظاهرة الحزن ترتبط بأسباب عرضية،أو بحدث يهم الشاعر،ويدفعه إلى الحزن،كما كانت الحال في الشعر العربي القديم،فمن بين بواعث الحزن ومظاهره في الشعر،أن يفقد الشاعر أخاً أو حبيبة،فيدعوه هذا إلى رثاء الفقيد بقصائد تمتلئ حزناً،مثل الخنساء في رثاء أخيها، وأبو ذؤيب الهذلي في رثاء أبنائه،وجرير في رثاء زوجته،وهناك من يشعر بقرب الموت فيرثي نفسه،كما فعل مالك بن الريب،وقد يعاني الشاعر مرضاً،فيعبر عن ألمه.كاللوحة الفنية التالية التي رسمها الشاعر التونسي السامق جلال باباي بريشة الوجع..وجع لم يدفع -بجلال-إلى الخروج عن مألوف الرجال وجميل صبرهم.
فصبرا..يا جلال..


أنا مريض..أنا كئيب
الإهداء..إلى " لارا فابيان"*صوت ملائكي يقتحم صمت الليل.

لم ادخن ..
لم اتجرٌع نبيذا مذ غادرت التاريخ
لم يعد يروق لي شيء لما أعلنت الرحيل
بات فراشي رصيفا لمحطة القطارات
حين تركتني لوحدتي بتٌ مفردا أنا جدٌ كئيب..
أنا مريض لمٌا اطبقت أمٌي بوٌابة صدرها البلٌورية
تركتني فريسة لليل والنسيان
عامين مرٌوا وجسدي مازال متكلٌسا
أهملني الرفاق وحلٌ باليسار الشقاق
كانت حبيبتي جلمود صخر ..
قلب متيبٌس همت بنبيذي وسجائري ورقائق المواعيد
علقت قدماي بآخر السفن
ولم أكن أفقه وجهتي
أنا مريض..أنا كئيب..
أنا جدٌ مريض..
أتطاير بأحلام اليقظة
جمرا في أحراش البادية
أنا مريض..أنا كئيب
أفقت من إغماءة حولين أفتٌش لي عن حبيب
فداهمني بالحلول شرخ ذاكرتي المفقود أن أكون...
أو ..أغيب!!!


جلال باباي

تعقيب :
ظاهرة الحزن في الشعر العربي المعاصر،مالبثت تزداد إنتشارا أفقيا ورأسيا،أفقيا منذ نازك الملائكة وحتى اليوم وفي جميع أجيال الشعراء،شبابا وكهولا،ورأسيا في تنوع تناولها من حيث الصورة الفنية والتجربة الشعورية وزاوية التناول .
والسؤال الذي ينبت على حواشي الواقع:
هل يعود ذلك إلى واقعنا العربي الذي يزداد سوءا،ظلما”و ظلاما،ومواجع تنخر جسد المبدعين..ولا معين..؟!
ما أيد أن أقول تصريحا وليس تلميحا..؟
كما تتنقّل راقصات الباليه بخفّة ولطف على أنغام «كسّارة البندق»،للمؤلّف الموسيقي الرّوسي «تشيكوفسكي»،كذلك يتنقّل الشّاعر التونسي القدير جلال باباي برقّة وعذوبة في قصيدته«أنا مريض..أنا كئيب»،على أنغام موسيقاها الشّعريّة الكامنة في عمقها الإنسانيّ.أبيات شعريّة منسوجة بالحزن والاشتياق والحنين والألم والغضب و الوجَع،تعكس لنا مكنونات شخصيّة الشّاعر وهو يواجه معاناته بصبر الأنبياء،وتدخلنا إلى عالمه بسلاسة،فيطيب لنا أن نقرأ السّطور وما بينها.
يطارد الحزن الشاعر جلال باباي في قصيدته"أنا مريض..أنا كئيب" حتى يشكل إطارا كليا يحتويه لا يغادره إلا قليلا..فيغدو أسلوبا لشاعريته يؤطرها نسقا مبثوثاً في المشاعر والتصوير والتدفق..وهذا النسق يمنح قصيدته وجهها ووجهتها وحيويتها.
فأي بحر يغسل عن الشاعر القدير جلال باباي الآلام..وأي يَم سيقذف به إلي زمن جميل لن يمنح فرصة واحدة للمواجع..؟
ويظل..السؤال حافيا،عاريا،ينخر شفيف الرّوح..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -خلف مدينتك- للشاعرة التونسية القديرة نعيمة مناعي..صور ...
- من لا يعرف الروائي التونسي الكبير عامر بشة..أقول
- تمظهرات التناص..روعة البناء الفني وتمثلات الوجع الإنساني في ...
- الكاتب الصحفي الدولي-محمد المحسن-يثمّن رجالا ما هادنوا الدهر ...
- الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.. يرثي الشهيدة-شيرين أبوعاق ...
- قراءة في قصيدة (لست صالحة للرسكلة) للشاعرة التونسية المتميزة ...
- تمظهرات البعد الفلسفي..في قصيدة الشاعرة التونسية القديرة نعي ...
- تجليات الذاتِ الأنثوية..في أفق قصيدة النثر النسوية العربية و ...
- تجليات الخيال الإبداعي..وتمظهرات قوة البصيرة الفكرية لدى الش ...
- الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود:- الأدب النسوي يحمل ف ...
- على هامش يوم العمال العالمي *: الإتحاد العام التونسي للشغل.. ...
- قراءة-متعجلة-في قصيدة مذهلة للشاعر التونسي الكبير جلال باباي ...
- قراءة سيميائية أنتروبولوجية* لقصيدة الشاعر التونسي الكبير د- ...
- على هامش يوم الأسير الفلسطيني : قصيدة الشاعر التونسي القدير ...
- قراءة فنية في قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود ...
- حين يرسم الشاعر التونسي القدير جلال باباي بالكلمات لوحاته ال ...
- قصائد الشاعر التونسي المدهش-د-طاهر مشي-تلج عتباتها المزدحمة ...
- الشاعر التونسي القدير جلال باباي : شاعرٌ يشبه شعاع الشمس الذ ...
- قراءة في قصيدة (” هذا الهوى..يطربني”) للشاعر التونسي القدير: ...
- حين ترتقي الكاتبة/الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود بخط ...


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي السامق جلال باباي..-أنا مريض..أنا كئيب-