أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - يتباهون بسلخ جلودنا














المزيد.....

يتباهون بسلخ جلودنا


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين نسمع أو نقرأ عن سلخ جلد يتم في مهرجانات المال ، تصاب نوافذ الدهشة بالاستغراب إلى هذا الحد وصل الانسان ؟؟ سابقاً باع الانسان أو تبرع بقطع من جسده ، ولكن سلخ جلد الانسان وبيعه على صورة محفظة جلدية أو حذاء فهذا الوصول إلى حافة المجهول وماذا سيبيع هذا الانسان في المستقبل ؟ وهل وصلنا إلى عناق الوحشية حتى ممارستها على أرواحنا التي تبدو أنها ترتدي كمامات الاستخفاف.
عبر أحد مواقع الشركات البريطانية التي تعرض مختلف المنتجات ، نسقط في الهاوية هناك منتجات مصنوعة من جلد الانسان حيث يصل الحذاء إلى ( 18 الف يورو ) والمحفظة الجلدية ( 9 الآف يورو والحزام الرجالي 10 ألاف و 500 الف يورو )، فهناك من يبيع جلده بعد الموت وأن عملية البيع قانونية ويقبض الثمن ، أو الورثة يقبضون الثمن ، وأن هناك دباغة للجلد أيضاً حيث يتحول جلد الانسان إلى أي لون يليق بالحذاء أو الحقيبة التي سيصنع منها ، ويتباهى المشتري بأنه يرتدي حذاءً من جلد الانسان مائة بالمائة ، ولم تعد جلود التماسيح والحيوانات تتصدر واجهات اهتمام الجمعيات وبعض الذين كانوا يقفون في تظاهرات رحمة بالحيوانات ، ففي ظل بيع جلد الانسان كل شيء مباح .
تخيلت الانسان يذهب إلى قبره دون جلد ، فقد خلعه كما يخلع القفاز ، صورة اقتحمت شاشة التلصص على أخبار العالم ..!! وأخذت أتساءل .. هل فرغت بطاريات الإنسانية حتى يبيع الانسان جلده ؟؟ وماذا يبقى له ؟؟
هناك من يطل ويستخف بأنفاسي التي تحمل رائحة السذاجة وتلعب لعبة " الغميضة " ألم تسمعي يومياً عبارة " سلخ الجلد " ؟؟؟ .
وأعترف كثيراً ما كانت أمي تهددني حين أقوم بعمل لا يعجبها بسلخ جلدي ، بالطبع كانت لا تسلخ جلدي ويذهب التهديد في فضاء الأمومة ، وفي المدرسة غالباً ما كان يردد المدير أو أحد الأساتذة عبارات سلخ الجلد وترك العظم للأهالي ، ولكن أقصى ما كنا نجده العصا حين تنهال على الأيدي، وتبقى ذكريات الكلمات العابرة داخل امتلاء حقول الروح التي تشتاق أحياناً لتلك العبارات .
بوسع عبارة " سلخ الجلد " أن تعود إلى الواجهة و نتلفع بأوراق دفاتر الحزن ونطلق أجنحة التاريخ على صور التعذيب و سلخ الجلود التي قام الانسان القوي بممارستها عن سابق إصرار وترصد ، مستغلاً ضعف الشعوب وعدم مقاومتهم ، والأدهى أن هذا الانسان كتب مدافعا عن نظرياته الوحشية في سلخ الجلود والأوطان .
ولكن اعترافنا تحت وميض فلاشات التصوير والكاميرات ، أن سلخ جلودنا يتم يومياً من خلال ممارسة الاحتلال لقوانينه وخناجره وطعناته واقتحاماته وعجرفته وحقائبه التاريخية التي يفتحها فتغرق الأيام بفيض من الأكاذيب والصور التي ينفخونها كبالونات ملونة نسعى وراءها بإبر مصنوعة من عظامنا وعظام جدودنا .
يجب أن تذكر المواقع البريطانية التي تبيع جلود البشر أن حكوماتها قامت بسلخ جلود الشعوب ، وما زالت جلودنا حتى اليوم يتم سلخها في كل مكان تتبعثر فيه الحكاية الفلسطينية ، ويتم سلخ الشهقات وصدى الحنين وكرنفالات الغناء والدبكات والأكلات والثياب ومسامات تأشيرات الاحلام .
أما حين تركض السنوات في السجون الإسرائيلية وتلتصق الآهات بتنفس جدران الزنزانات وتنضم القضبان إلى مدارس القمع وتسلخ الجلود سنة بعد سنة ، ويتوهم الجلاد أن الضوء قد هرب وانطفأ ومات ، وما أن يخلع حذاءه الجلدي ليرقص رقصة الزهو والسيطرة وتمزيق الإرادة ، يكتشف أن الجلود ما زالت تحمل القدرة على التنهد وتغطية الوجع بابتسامة الانتصار .
بين طقوس سلخ الجلد البشري وتحويله الى أحذية وحقائب وأحزمة وبيعه في الأسواق نظرت إلى عظامنا المكسوة بجلد التحدي ، أليست المفاوضات والتطبيع والتنازلات واللقاءات بيع جلودنا في الأسواق أيضاً .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع شهيد
- لماذا أكتب ؟
- الفلسطيني وفأر حوارة قلع الجزرة
- بين الصبر والصبر حقولاً من الصبر
- أم كلثوم صلعاء في متحف الجماجم
- اليوم العالمي للمرأة يقع في برج النفاق
- أم الشهيد كعامود النار وليست امرأة شاذة يا محافظ نابلس
- العربي باطما كاتب الالم
- الطالبة نيرة واعترافات الضابط الاسرائيلي
- القوي عايب برقية إلى روح شيرين أبو عاقلة
- كانت الجزائر تنام على كتف الاستقلال
- تتحدث فتاة النابالم فترد عليها المرأة الفلسطينية
- سلوى الفلسطينية في مهب الريح في الخليل
- في ذكرى النكبة
- يوم استقلالهم يوم نكبتنا
- عندما تكون - عهدية - المرأة البحرانية عمياء صماء
- وجه امرأة على طابع بريد
- مراسيم الزواج الفلسطيني حسب المزاج السياسي الاسرائيلي
- ماذا بقي للمرأة الفلسطينية في 8 آذار
- الشيخ جراحوالمرأة التي لم تجد أمام الجنود إلا إشهار الحذاء


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - يتباهون بسلخ جلودنا