أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - -آيس هارت فى العالم الآخر- رواية تراهن على المجاز الشعري














المزيد.....

-آيس هارت فى العالم الآخر- رواية تراهن على المجاز الشعري


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7560 - 2023 / 3 / 24 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


فى روايته «آيس هارت فى العالم الآخر» الصادرة مؤخرا عن دار «إبييدى»، يراهن الروائى محمد بركة على المجاز الشعرى فى رسم خريطة سردية للعالم الآخر أمام عين قارئه بلغة اتسعت بالإيحاء والإيهام والتخييل حتى أخرجت عنصرا مهما فى البناء السردى للرواية بشكل عام من المعادلة ألا وهو المكان.
وباختيار الكاتب ضمير المتكلم فى سرد أحداث الرواية، أو بالأحرى رحلة ما بعد الموت لبطلها، ضاقت المسافة بين مروان الفنان التشكيلى بطله الطليق فى أكثر العوالم غموضا على الإطلاق، وبين قارئ يرى بعينيه ويتوحد معه، رغم ما يبديه بطل الحكاية من سلبية فى اتجاه الآخر مستثنيا حبيبته كريستين طبعا.
وفى منتصف صفحة بيضاء، يصدر الكاتب هذه الآية الكريمة من القرآن «فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم» ليستدعى ما تخبئه الآية خلفها من قصة شهيرة يتكئ عليها الكاتب ليروى قصته الخاصة.
قبل الانتقال
منذ قليل، احترق مرسمه الكائن فى حى الحسين، وأكلت النار لوحاته كلها وتفحمت قطته الشيرازى ثلجية اللون والملمس «آيس هارت» وفى أحشائها شباريقها، يقول «مروان» على لسان أحد الجيران: «لو كان يرقعها، ما كان أصابه مس من الجنون»، ويؤكد على نفاقهم بقوله: «يتحولون إلى حرباء طيبة تقف على شجرة الأخلاق الحميدة وهم يرحبون بى: أهلا بالفنان، يمنحوننى اللقب من باب التمويه، خطة خداع استراتيجى تناسب لؤم فلاحين».
الحدث الذى يكشف خلاله «بركة»، الجهل الدينى والنفاق الاجتماعى المحيط به هنا فى القاهرة القديمة، ويوازيه ما هرب منه قبل ذلك، وأحاطه فى مسقط رأسه بمدينة الإسماعيلية، حينما رفض أن ينفذ أوامر والده بدخول كلية تؤهله ليدير أعماله مع أخيه المتشدد دينيا، والأقل حظا من التعليم، لكنه اختار أن يكون فنانا تشكيليا كما ينبغى أن يكونه.
الانتقال
على غير المتوقع يخلع «مروان» ملابسه قطعة قطعة أمام «كريستين» فى جناحه العلوى بمنزل أبيه الذى يغسله الآن أحد أقاربه ـ يعمل فى السلخانة ـ ويلتف حوله رجال العائلة وأخوه الأكبر، حامل ملامح الغيظ منذ أن رأى الصليب ينتصف صدر «كريستين» فى لقائه الأول بها، ويعالجها «بركة» بسرده: «واضح إنك اتجننت فعلا، طيب على الأقل نؤجلها لما ترجع من الدفن؟ يمكن للحب أن ينتظر، أما الغضب فلا».
فى اللحظات الأولى من انسلاخ الروح، الكيان الإنسانى من الجسد، تتدفق تساؤلات وجودية على لسان "مروان" وهو ينظر إلى جسده الذى فشلت معه كل محاولات «كريستين» لإنقاذه بإسعافات تدربت عليها من قبل، ولكن لولا توقف عضلة قلبه ما كان لنا أن نرى بعين «مروان» هذا الفضاء السردى، الذى اعتمده الكاتب بديلا لـ«المكان» مستخدما فيه حيلا سردية انبثقت منها لغة بصرية شديدة الخصوصية شحنت مشاهد رحلة البطل بين الكواكب وحديثه معها واخترق نواة الشمس، حتى أنه تصالح - فى إحدى جولاته بين الماضى والحاضر - مع أبيه الذى سبقه إلى عالم ما وراء الموت منذ ساعات معدودة.
يقول «بركة»: أطمع فى المزيد، السفر إلى ما بعد النهاية، هناك حيث يصبح كوننا مجرد قوقعة صغيرة على شاطئ لا متناهٍ يضم مليارات القواقع الأخرى، شاطئ الوجود.
ومع هذا الإبهار اللغوى البصرى يمحو الكاتب محمد بركة، أو يناقش - على خلفية رحلة بطله لعالم ما بعد الموت - فكرة عذاب القبر، التى لم تذكرها الكتب السماوية الأربعة بشكل واضح، وتلك الملاحظة جديرة بالتأمل والنقاش، وما يمكن ملاحظته أيضا هو عدم توفيق الكاتب فى اختيار عنوان روايته ـ فى تقديرى المتواضع ـ وذلك يؤكده دور القطة الهامشى جدا فى السياق السردى للرواية، ويشاركه عدم التوفيق غلاف الرواية الذى تظهر فيه «آيس هارت» فى إحدى المقابر ليلا، وكأن الرواية مصنفة على أنها رواية رعب وهى أعمق من هذا التصنيف الضيق.
البوابة نيوز



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طارق سعيد أحمد يحاور د.شهرت محمود أمين العالم
- «فى الثقافة المصرية».. ما بين الأدب القديم والتقدمى.. كتاب ه ...
- طارق سعيد أحمد يحاور الدكتورة شهرت العالم
- طارق سعيد أحمد يحاور الفنان التشكيلي العالمي -محمد عبلة-
- غنوه.. بتقولي إيه
- عالم
- -عمار علي حسن- وهو ينظر من -ألف نافذة لغرفة واحدة-
- لا وجود لرؤية دون استقلال فكري مطلق دعا إلى تأسيس ثقافة المر ...
- السعيد عبد الغني يكتب: الأكوان الفلسفية في ديوان - تساليزم إ ...
- حكايات الحب الأول-.. ليست للجميع
- -صاحب السر- رواية لا تأمن لها ثالوث (الحياة - الإنسان– الموت ...
- محمد الكفراوي يكتب: «تسيالزم.. إخناتون يقول».. ديوان بالعامي ...
- تأويله
- دراسة سيميائية د.هدى توفيق تكتب: - تسيالزم إخناتون يقول-.. ل ...
- بالتزامن مع التطبيع العربي.. طارق سعيد أحمد يطالب بتغيير اسم ...
- غيبه
- تسيالزم اخناتون يقول.. الجنون بعينه
- لقاء
- عجائز البلدة- .. الأدب كتاب واسع لمعرفة تاريخ الريف المصري
- سرقة القرن.. المدعوة رامونا يحي تسطو على أكثر من 20 قصيدة من ...


المزيد.....




- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق سعيد أحمد - -آيس هارت فى العالم الآخر- رواية تراهن على المجاز الشعري