أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المناضل-ة - الثورة الشاملة والعميقة بمنطقتنا ضرورةٌ موضوعية لأجل خلاص شُعوبنا














المزيد.....

الثورة الشاملة والعميقة بمنطقتنا ضرورةٌ موضوعية لأجل خلاص شُعوبنا


المناضل-ة

الحوار المتمدن-العدد: 7536 - 2023 / 2 / 28 - 11:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



مضت اثنتا عشرة سنة على انطلاق شرارة السيرورة الثورية التي زعزعت أركان أنظمة الحكم الاستبدادي التابع للإمبريالية بمنطقتنا. تجاهل الاعلام الرأسمالي الحدث، مبرزا الربيع الموعود كخراب ومأساة تستحق النسيان. وهو ما تريد الطبقات المسيطرة أن تستخلصه شعوبنا من تجرئها على تحدي مضطهديها. لكن تحت السطح، تستمر التناقضات في الاختمار بشكل أكثر حدة، وتتهيأ لتستأنف زلزلتها لبنية غير قابلة للاستمرار إلا بمفاقمة تناقضاتها وتقوية الانفجار الآتي.

استغل النظام المصري مسيرات 30 يونيو 2013 الشعبية الناقمة على حكم الإخوان، العاجز عن تلبية مطالب ثورة 25 يناير 2011، ليدبر انقلابا عسكريا ضدهم، بحجة نيله تفويضا شعبيا من تلك المسيرات. جرى التنكيل بالإخوان المسلمين المعترضين على تنحيتهم بقمع دموي لاسيما عند تفكيك اعتصامي رابعة والنهضة. كما دُفعت الثورة السورية نحو مزيد من العسكرة، وتراجع طابعها المدني الجماهيري، وظهرت ميليشيات مسلحة دينية معارضة وأخرى داعمة للنظام، ودخل الجيش الروسي في 30 شتنبر2015 الحرب بجانب نظام بشار الأسد فاتحا الباب امام كابوس دموي مرعب.

دخلنا حينها ليل الثورة المضادة الدامس، وتراجعت السيرورة الثورية التي أوحلت في حروب أهلية مدمرة ببعض البلدان: اليمن، وليبيا، وسوريا. استعملت فواجع الثورة المضادة لترهيب سائر الشعوب، سمحت أنظمة عديدة بِخُبث لأُسر سورية لاَجِئة بالتسول في الطرقات لجعلها عبرة.

صعدت موجة ثانية من السيرورة الثورية سنة 2019، في كل من السودان والعراق ولبنان والجزائر. اتبع النظامان في السودان والجزائر تكتيك التخلص من رأس النظام، مقرونا بإجراءات قمع وافتعال أزمات لتشتيت الكتلة المنتفضة، مع تنازلات جزئية لإضعاف الهجوم الشعبي. وكان لجائحة كوفيد-19 دور في إضعاف الدينامية، خصوصا بالجزائر. في حين ساهمت الخصائص الطائفية، وغياب تنظيمات نقابية وسياسية عابرة للطوائف، في حرمان الانتفاضة العراقية (ولبنان إلى حد ما) رغم تضحياتها الجسام وإقدام الثوار الاستثنائي، من ظهر اسناد وعمود فقري صلبْ لمواجهة نظام ديكتاتوري فاسد مدعم من نظام ملالي إيران.

بعد 12 سنة، ازداد تدهور الأوضاع الاقتصادية نتيجة تضافر أزمات عالمية، من جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية الخطيرة، وارتفاع الأسعار العالمي، لاسيما الغذاء والمحروقات، وأخيرا جاءت الحرب الروسية على أوكرانيا لتدفع الغلاء إلى أقصاه وتفاقم كل الأوضاع الاقتصادية لبلدان هشة أصلا. فباستثناء البلدان المصدرة للمحروقات التي حققت عائدات مالية هامة بسبب ارتفاع أسعارها، تغوص أغلب بلدان المنطقة في أزمة اقتصادية ومالية، وانهيار مفتوح للعملات الوطنية، وارتفاع سريع للمديونية، وبات التضخم طيارا. إنها على شفا الإفلاس، وباتت الشعوب تعاني للحصول على لقمة عيش أو دواء للعلاج.

لازالت جذوة الثورة متقدة في السودان بوجه الثورة المضادة التي يمثل جنرالات الجيش رأس رمحها. واهتز نظام ديكتاتورية رجال الدين في إيران بانتفاضة جديدة أعمق وأوسع سنة 2022، وكان للنساء والشباب والقوميات المضطهدة دور رئيس، لم يتردد الحكام القتلة في إسقاط مئات القتلى استمرارا لجرائمهم، المباشرة أو عبر وكلائهم، ضد المنتفضين في العراق وسوريا ولبنان واليمن. ليست الديكتاتورية الإيرانية وتوابعها معسكر ممانعة بل ركنا أساسيا للثورة المضادة بمنطقتنا.

انهزمت الموجة السابقة للسيرورة الثورية رغم شجاعتها وتضحياتها، انهزمت بمقياس أنها لم تَبْنِ نظاماً بديلاً يُطبق شعارات الثوار ويكون قاعدة إسناد للثورات المشتعلة بباقي البلدان. أجل انتصرت الثورة المُضادة، واعادت ترميم أنظمتها على ركام الجثث وصبغتها بدماء الشهداء. لكنها لم تنتج، بعد عقد من ديكتاتورية قاسية، إلا فشلا ذريعا في حل الأسباب الموضوعية المفجرة للسيرورة الثورية. لقد ساءت أكثر أوضاع الشعوب المادية، وتمت خيانة قضاياها الحيوية بتبعية للإمبريالية أشد إذلالا، وبالتمادي في الخنوع أمام الكيان الصهيوني، وطعن قضيتها القومية، وتخطَّى النهب والفساد كلّ حدود، ما يدفع الشباب للفرار على دروب الهجرة بكل الوسائل.

السيرورة الثورية الشاملة في منطقتنا ضرورة موضوعية وفيها خلاص شعوبنا. هي ليست أمنية حالمين، بل خيار شقته الملايين في ساحات الاعتصامات ومظاهرات الشوارع وحواجز الاضراب ولجان المقاومة بالأحياء الشعبية.

السيرورة الثورية مُعطى موضوعي قائم، ستتواتر حلقاتها باستمرار تناقضات التنمية المعاقة في التفجر. والخيار الوحيد لتفادي تفسخ منطقتنا وللخروج من مستنقع الانحطاط الشامل والتفكك الذي تقودنا اليه أنظمة رجعية عميلة للإمبريالية، هو الإعداد الجدي للقادم من اندفاعات ثورية. إنها واجبات أنصار التحرر الشامل والعميق لعموم منطقتنا، منطلقين من استخلاص دروس جولات للسيرورة الثورية السابقة، والعمل بإصرار لعلاج أزمة العامل الذاتي (نقابات مستقلة-جمعيات جماهرية منغرسة-تنظيمات سياسية جذرية-اعلام اشتراكي) بروح نقدية منفتحة تتجاوز الانغلاق القطري الضيق.





#المناضل-ة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشغيلة و20 فبراير: درسٌ لمُستقبل النضال العُمالي
- الدلالة التاريخية لاتفاق الاستسلام الاجتماعي ليوم 30 أبريل 2 ...
- غلاءُ المعيشة: الصفُوف المُشتتة لن تُوقف العُدوان البُرجوازي
- لا لاستهداف مُناضلي- ات تنسيقية التعاقد المفرُوض، لا لقمع ال ...
- راهن النضال لأجل الحُقوق الأمازيغية وما العمل لفرضها؟
- التضخم قضية صراع طبقي بين الرأسمال والعمل
- اتفاق 14 يناير 2023: قنبلةٌ ناسفةٌ للعمل النقابي
- مدونة الأسرة أغلالٌ لن يكسرها غير كفاح النّساء الجَماهيري
- عامٌ جديدٌ … في حقبةٍ جديدة
- شركة فيلدس Feldts Maroc : قهر الأجراء بالاستغلال المفرط تحت ...
- “الهجرة القسرية”: وجه آخر للمأساة الاجتماعية المتفاقمة
- عاملات وعمال النظافة والحراسة: لا منقذ من القهر والاستغلال س ...
- تمتين التحالف بين الكيان الصهيوني والنظام المغربي وواجبات من ...
- لا رهان على توحيد اليسار الإصلاحي البرجوازي: البديل يسار عما ...
- تألق المغاربة في كأس العالم بقطر: من أجل أن يكون الابتهاج ال ...
- من أجل تعبئة شعبية لإلغاء الديون
- جميعا إلى مسيرة 04 دجنبر2022 بالبرباط
- الصين، تمرد عمالي في فوكسكون*: آلاف العمال المضربين يواجهون ...
- النضال من أجل ضريبة تصاعدية على الأغنياء إحدى سبلنا لوقف تفق ...
- أممية مايك ديفيس Mike Davis


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المناضل-ة - الثورة الشاملة والعميقة بمنطقتنا ضرورةٌ موضوعية لأجل خلاص شُعوبنا