أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي














المزيد.....

الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على أحدٍ الجهود التي تبذلها أميركا للحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، والعمل على تحصينه ليصبح شرقًا أطلسيًا بامتياز دونما مشاركة من أحد في إطار محاولاتها للبقاء على عرش العالم في ظلّ الحرب الأوكرانية التي خلطت كثيرًا من الأوراق في الساحة المتوسطيّة.
في ضوء التداعيات السياسيّة للتحركات الأميركية في المنطقة جاء خطاب النَّصري في ذكرى ما يُسمى بالقادة الشهداء وعلى غير العادة فقد امتازت لغة الخطاب بالتوتر والعصبية والصراخ أحيانًا بما لا ينسجم مع لغة العقل والحكمة والتكليف الإلهي له بالدفاع عن لبنان حسب ما يدّعي، حيث توجّه نصرالله خلال كلمته للأميركيين بالقول" إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى فعليكم أن تنتظروا الفوضى في كل المنطقة وفي مقدّمتها ربيبتكم إسرائيل ".
الاستفاقة النّصرية لتهديد أميركا بضرب إسرائيل ونشر الفوضى في كل المنطقة ويقصد هنا الدول العربية جاءت في إطار استراتيجية الوعي الإيراني بعدم القدرة على محاربة أميركا أو إسرائيل مباشرة وأكد هذا النهج القول الشهير لقاسم سليماني " مجنون من يقاتل أميركا " لذا أطلقت ايران أيدي أذرعها في المنطقة للقيام بمهمة هدم الكيانية العربية ووحدتها.
المتغيرات المتلاحقة في إطار إعادة التموضع وترتيب الأوراق في المتوسط أطفى المسألة اللبنانية على السطح من جديد، خاصةً في ظلّ الفراغ الرئاسي والانهيار الاقتصادي، على إثر ذلك تداعى اللاعبون الأساسيون في الساحة اللبنانية للانعقاد حيث احتضنت فرنسا لقاء مسؤولي أجهزة المخابرات في كل من أميركا وبريطانيا والسعودية وقطر لمناقشة الوضع في لبنان وعلى رأسها انتخاب وبالأحرى تعيين رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.
موقف المملكة السعودية واضح وصريح من لبنان فهي لا يمكنها القبول برئيس موالٍ لحزب الله وايران كما ميشال عون في إشارة إلى تمسكها باستعادة لبنان إلى الأمة العربية، الموقف السعودي ارتبط بالتغيير الطارئ في موازين القوى في الشرق الأوسط، والنظرة السعودية الجديدة للعلاقات مع أميركا، وارتبط أيضًا بدخول روسيا والصين على خط الشرق الساخن ومحاولة إيجاد موطئًا لهما فيه. هذه الاعتبارات دفعت الولايات المتحدة للكشف عن حسابات حاكم المصرف المركزي اللبناني رياض سلامة حيث أفادت تلك الحسابات عن تصرف حاكم المصرف بأكثر من خمسة مليار دولار لصالح حزب الله وإيران من أصل اثني عشر مليار إجمالي الاحتياط النقدي للبنان، ممّا أوجب على أميركا إرسال فريق تحقيق فرنسي وآخر أممي للكشف عن الملابسات المصرفية للبنك المركزي وحاكمه.
التوجه الأميركي والأوروبي لمحاسبة وتجريم رياض سلامة الحليف الخفي لحزب الله وإيران جاء في سياق كشف المستور والمسكوت عنه أميركيًا استرضاءً للمملكة السعودية.
اتّسعت عملية الكشف عن المستور إلى باقي الدول التي تسيطر إيران على القرار فيها والتي تعاني من تردّي الأوضاع المالية فيها، حيث كشفت المعلومات الاستخباراتية الغربية والأميركية عن تزوير إيران للعملات الوطنية في كلٍ من لبنان وسوريا واليمن والعراق لسحب الدولار منها لمصلحة إيران ومواجهة لعبة الدولار الأميركية على حساب تلك الدول التي أضحت على شفا الانهيار الاقتصادي الكبير .
اللعبة الإيرانية الأميركية الغربية باتت مكشوفة وواضحة، فأميركا والدول الغربية تعرف وتَطّلع على كل الممارسات الإيرانية، والسكوت عنها يُلبّي مصلحة الطرفين الاستراتيجيّة في المنطقة بإضعاف الدول العربية وتفكيكها وإشعال الصّراعات الداخلية فيها.
لذا جاء التهديد النّصري لضرب إسرائيل جدّيًا إذا ما استمرّت هذه الضغوطات على إيران لكونها تساهم مساهمة كبيرة في انكشاف النظام الايراني.
آن الأوان عربيًا شعوبًا وحكومات لإعادة النظر في الخطاب النَّصري الإيرانوي لكي لا نكون ضحية أنفسنا وما اختمر في عقولنا من سمومٍ فكريّة غيّبت الأوطان كهويّة سياسيّة، فالتجربة الواقعية والتاريخية تقول بوضوح أنّ القوة الإيرانية تستهدف فقط الدول العربيّة وشعوبها، ولا ينال أميركا وإسرائيل سوى العبارات الرنانة.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلزال الاسكندرون وتداعياته السياسية
- فوضى خلاقة من سلوان إلى أصفهان
- الشّعب الفلسطيني يرفض الاحتلال بكلّ أشكالِه
- فيتو اسرائيلي
- مَنْ يُديرُ عجلةَ النارِ
- بن غفير لن ينتظر أحد
- القوة المشتركة 153 والسُعار الإيراني
- مَنْ يطلق الرصاصة الفضية
- معركة الأردنيين مع أسعار المحروقات شو هالكذبة
- حكومة الأغيار ماذا بعد ؟
- انتظار الموت على أبواب السلام
- اتفاقبة عاموس هوكستين
- أميركا على شفا الحرب الأهلية
- حرب النّفط تُشعل العالم
- مهسا أميني مؤامرة أم ثورة ؟
- الألفية الثالثة تشهد عودة الربيع الروسي
- خطبة الوداع يلزمها اتّفاق الضرورة
- خطاب الحسم
- 13 سبتمبر في الذاكرة الفلسطينية
- الحالة الفلسطينية بين الواقع والطموح


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الخطاب النَّصري في ميزان الشرق الأطلسي