أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥١















المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥١


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥١
وَللهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَلَقَد وَصَّينَا الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَإيّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِن تَكفُروا فَإِنَّ للهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَكانَ اللهُ غَنِيًّا حَميدًا (١٣١) وَللهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَكَفى بِاللهِ وَكيلًا (١٣٢)
هذه الآية إذا أخذت بمنأى عن بقية الآيات، يمكن اعتبارها من الآيات الخالية من القسوة التي اتسمت بها أكثر الآيات التي تتناول الكافرين، أي غير المؤمنين، وغير المؤمنين بالإسلام تحديدا، مع إن مصطلح الكفر يعني إنكار ما تبين للمنكر أنه الحقيقة، ولكن القرآن اعتبر كل من لم يؤمن كافرا، وهذا بحد ذاته يعد منهجا تكفيريا لا يقبله العقلاء، ولكن لا بد من التنبيه بأن الفعل كفر يكفر كفرا، إذا جاء متعديا إلى مفعول به، لا يكون بنفس المعنى، عندما يأتي كفعل لازم مقترن بجار ومجرور. ونفس يقال عن الفعل آمن يؤمن إيمانا، حيث يكون الفعل المتعدي إلى مفعول به على معنى آخر غيره عندما يأتي كفعل لازم، مقترن بجار ومجرور. فـ(يكفر الشيءَ) غير معنى (يكفر به)، كما إن (يؤمن شخصا) غير معنى يؤمن به. فيكفر الشيء يعني يطمره ويخفيه، بينما يكفر بالشيء، يعني ينكره أو لا يؤمن به. وهكذا أن يؤمن شخص ما شخصا آخر، يعني أن يعطيه الأمان، بينما أن يؤمن بشيء أو بشخص، يعني أن يعتقد أو يثق به.
إِن يَّشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرين وَّكانَ اللهُ عَلى ذالِكَ قَديرًا (١٣٣)
الناس ينقسمون على النحو العام فيما يتعلق بالله تألقت آيات جماله، ما بين مؤمن به، وغير مؤمن، ومن هو غير حاسم موقفه معرفيا بين الإيمان وعدم الإيمان. فالذين لا يؤمنون به، أو الذين لا يدرون أكائن هو أم عدم، بالأساس لا يعنيهم هذا الخطاب المشتمل على نوع من التهديد بإبادتهم واستبدالهم بغيرهم، والمؤمن بالله يعلم إن الله على كل شيء قدير، ولا حاجة له - تنزه عن ذلك - أن يبرز عضلاته له. ثم الذين يؤمنون والذين لا يؤمنون بالله على حد سواء، كلهم يعلمون أنهم آئلون إلى الفناء، وأنه سيأتي بعدهم أناس آخرون. والمؤمنون بالله منقسمون بين من يعتقد إن هذا فعل الله، ومنهم من يعتقد أن ذلك من حتمية قوانين الطبيعة، تماما كما هم الماديون. إلا إذا عنت الآية التهديد بإبادة شعب ما، ليأتي شعب آخر يتخذ من أرضه وطنا. ويبقى السؤال، هل هذا من فعل الناس، أم من فعل الله، أم من كلاهما، وبتعبير آخر، أهو جبر، أم تفويض، أم أمر بين أمرين.
مَّن كانَ يُريدُ ثَوابَ الدُّنيا فَعِندَ اللهِ ثَوابُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَكانَ اللهُ سَميعًا بَصيرًا (١٣٤)
فهم الكثير من الفقهاء ومفسري القرآن وعلماء الكلام أي اللاهوتيين إن الناس الذين يعملون الخير، ثلاثة أنواع لا ثالث لهم، إما من يريد ثواب الدنيا، من مال، أو جاه، أو شهرة، أو سمعة، أو مديح، فيعطيه الله ما أراد، ويحرمه من ثواب الآخرة، وإذا كان غير مؤمن به، أو مؤمن به، لكنه غير مؤمن بما يفترضه القرآن الدين الحق، فمصيره رغم خدماته الجليلة للبشرية نار جهنم خالدا فيها أبدا. وإما من أراد كلا الثوابين الدنيوي والأخروي، فيعطيهما الله إياه، طبعا بشرط الإيمان به وبدينه المفترض. أما القسم الثالث فهو الذي لا يريد إلا ثواب الآخرة، ولذا يعطيه أعلى الدرجات من ذلك الثواب، في جنات تجري من تحتها الأنهار. طبعا يستثنى من هذا الفهم المؤمنون التنويريون التأويليون. في كل الأحوال التقسيم الذي ذكر آنفا للناس، تقسيم ساذج وسطحي، ويتنافى مع العدل الإلهي حسب الرؤية الفلسفية وليس الدينية، لأن الله يتعالى عن أن يعاقب على عدم القدرة على الاقتناع بشيء، ثم هو يثيب الذين يحسنون عملا، سواء آمنوا به أو لم يؤمنوا.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ للهِ وَلَو عَلى أَنفُسِكُم أَوِ الوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ إِن يَّكُن غَنِيًّا أَو فَقيرًا فَاللهُ أَولى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الهَوى أَن تَعدِلوا وَإِن تَلووا أَو تُعرِضوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا (١٣٥)
هذه الآية تمثل إحدى تألقات القرآن الذي لا يخلو منها، وإن قلت. فلو قام الناس بالقسط، ولم ينحازوا بسبب قرب الأفراد أو المجموعات أو بعدهم، نسبا، أو دينا، أو مذهبا، أو عشيرة، أو قومية، أو فكرا، فلا يتبعون الأهواء فيبتعدوا عن موازين القسط والعدل والإنصاف، لكانت البشرية بألف خير، سواء آمن من آمن منهم بما آمن به، أو لم يؤمن من لم يؤمن منهم بما لم يؤمن به.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا آمِنوا بِاللهِ وَرَسولِهِ وَالكِتابِ الَّذي نَزَّلَ عَلى رَسولِهِ وَالكِتابِ الَّذي أَنزَلَ مِن قَبلُ وَمَن يَّكفُر بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا بَعيدًا (١٣٦)
واضح هنا، كما في الكثير من آيات القرآن مثل هذه، إنها تمثل رغبة مؤلف القرآن ومؤسس الإسلام. على أي حال النداء موجه للذين آمنوا، وكما علمنا إن هذا المصطلح القرآني يعني المسلمين، والذي يفترض بهم أنهم مؤمنون بما ذكر، ولكن يمكن أن يقال أن الآية تخاطب الذين لم يتجذر الإيمان بكل ذلك في عقولهم وقلوبهم، ولذا فالمتحدث عن لسان الله يريد من أتباعه أن يؤمنوا به رسولا حق الإيمان بلا أدنى شك، ويؤمنوا بقرآنه كتابا أنزله الله إليه، والكتاب الذي نزله من قبل، ولا ندري لم لم يقل هنا الكتب جمعا، باعتبار أن القرآن يحدثنا عن أكثر من كتاب، هي التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم. لكننا لا ندري كيف يجب الإيمان بكتب مفترضة، لأن الإسلام لا يعترف بالكتب التي بين أيدي أتباع الديانات من قبله، لأنه يعتبرها محرفة، ولم يدلنا على الكتب الأصلية قبل التحريف المفترض. لكن الآية بعدما تبدأ بالدعوة إلى الإيمان بالكتاب (وليس الكتب) المنزل قبل القرآن، يتدارك في ذيل الآية بذكر كتبه أي كتب الله جمعا، والذي جاءت الدعوة بالإيمان بها، متوسطة بين دعوتي الإيمان بملائكته والإيمان برسله، ثم يختمها بالدعوة للإيمان باليوم الآخر. ومن لم يؤمن بأي من ذلك فتحكم عليه الآية أنه في ضلال بعيد. ثم تخبرنا آيات مستفيضة أخرى في القرآن أن مصير من كان في ضلال بعيد أو في ضلال مبين هو جهنم خالدا فيها.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥٠
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٤٩
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٤٨
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 147
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 146
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 145
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 144
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 143
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 142
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 141
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 140
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 139
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 138
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٣٧
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 1/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 4/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 3/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 2/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 1/5
- مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 3/3


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٥١