سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7510 - 2023 / 2 / 2 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن شعر النظام الايراني بشئ من الامن والاطمئنان على أثر التصريح الذي أدلى به جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي، بخصوص إحالة موضوع إدراج الحرس الثوري الى القضاء الاوربي لکي يبت فيه، حيث تصور هذا النڤام بأن الموضوع سيتم عرقلته وإرجائه وعدم البت فيه ولاسيما من جانب بوريل الذي يتبع مسارا إسترضائيا مهادنا للنظام الايراني، فإنه سرعان ماأفاد تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، من إن الاتحاد الأوروبي الخيارات القانونية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني بوصفه منظمة إرهابية.
وقد جاء في التقرير بأن هذه الخطوة تأتي ردا على تزويد إيران روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وعلى حملة السلطات الإيرانية العنيفة على الاحتجاجات المحلية. وبهذا الصدد، فقد أعربت فرنسا وألمانيا عن دعمهما هذا الإجراء، خلال اجتماع لوزراء الخارجية، الأسبوع الماضي، وفق ما قاله 4 مسؤولين على دراية بالمناقشات، للصحيفة البريطانية.
ومن المٶمل أن تقوم الدائرة القانونية بالاتحاد الأوروبي بصياغة رأي الدول الأعضاء، البالغ عددها 27، بشأن شرعية الإجراء في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة. والملفت للنظر إن بوريل ذاته الذي أطلق ذلك التصريح المضاد الذي قلل من مصادقة البرلمان الاوربي على قرار بإدراج الحرس الثوري في قائمة الارهاب وجابه ردود فعل عنيفة من جانب أعضاء البرلمان الاوربي وشخصيات سياسية وتشريعة أوربية أخرى، قد عاد بنفسه ليصرح: "نعم، بعض الدول الأعضاء تدعم هذا الاقتراح. ونتوقع أن يوافق عليه الكثيرون"، وهذا مايعني للنظام الايراني بأن الموضوع لايزال ساخنا وإنه لم يتم تعليقه أو إرجائه بل إنه ماض قدما في مساره الصحيح.
تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهاب، هو بالاساس مطلب دعت إليه المقاومة الايرانية وشددت عليه بقوة وحتى إنها قد قدمت الکثير من الادلة والقرائن التي تثبت وتٶيد دعوتها، فإن تحقيقه الذي يبدو إنه ليس ببعيد، سيحرج النظام الايراني أکثر أمام الشعب الايراني بشکل خاص وأمام أذرعه في المنطقة بشکل عام، خصوصا وإنه يٶکد دائما على إن المقاومة الايرانية ليس لها من أي دور وتأثير من حيث مواجهته والوقوف ضده، لکن الانتفاضة الشعبية التي إعترف قادة النظام بأنفسهم بدور وتأثير المقاومة الايرانية فيها من خلال وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، فإن إقرار القضاء الاوربي بإحالة وإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب، يعني تلقي النظام لضربة سياسية بالغة العنف على الصعيد الدولي من جانب المقاومة الايرانية، وهو أمر من شأنه أن يسبب له ليس الاحراج فقط وإنما حتى وضعه في زاوية ضيقن جدا بحيث تقل فيه خياراته وتصبح الضربات الموجهة له أکثر تأثيرا من السابق وحتى تدفعه للترنح.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟