أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!















المزيد.....

إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 04:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن شعار اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في الفترة بين 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر لهذا العام هو (اتحدوا! النضال لإنهاء العنف ضد المرأة)، ولقد صرح الأمين العام للأمم المتحدة (انطونيو غويتريش) في كل (11) دقيقة تقتل امرأة او فتاة علي يد شريك او أحد افراد الاسرة، وفي ساحتنا السودانية تخصيصا، يضاف الي ذلك عنف الدولة، مع غياب تام للعدالة، وحقوق الانسان، وانعدام للأمن، تحت ظل دولة بلا حكومة لأكثر من عام، يتشيطن فيها العسكر والمدنيون حول لعبة كراسي السلطة. وتتصدر أجهزة القمع الأمني، إدارة دفة العنف الممنهج ضد المتظاهرين السلميين. والشاهد ان شعار حملة ال 16 يوم لإيقاف العنف، في أصله يعني معركة النضال من اجل الحكم المدني، ففي ظل الحكم المدني تتاح السبل للمجتمع لتنمية الوعي، وتطوير مقدرات افراده بأهمية حقوق المواطنة المتساوية، وإزالة التمييز بين الرجال والنساء، وحفظ كرامتهن، واحترام حريتهن، عن طريق التعليم، وورش العمل الميداني وسط عامة الشعب في الأرياف والمدن، وإطلاق الحريات العامة لخلق رأى عام مستنير يعين على ايقاف العنف ضد المرأة، وبالحد من الإرهاب الديني المسنود بكهنوت رجال الدين، الذي يفرض سلطات تشريعية علي نظام الدولة، فتعنف بهن بسبب مخالفة الزي، وحجج قوانين مخالفة الآداب العامة، التي تُركت طوال فترة حكم الإسلامويين لتقديرات وأهواء رجال الشرطة، وقصور الفقهاء، تحت شعار تطبيق (قوانين الشريعة الإسلامية) التي لا تساوي بين الرجال والنساء، وفيها مطلق رجل هو وصي علي مطلق امرأة، وبحسب تجارب تطبيقها في دساتير الدول الإسلامية، لم تتعد حد الاجماع علي (قوانين الأحوال الشخصية) المجحفة والمجهضة لحقوق المرأة، والتي تصادم التطور الإنساني لحاضر المرأة، بعضد من عنف مرتكز على سلطة ذكورية، داخل انظمة مجتمعات قبلية عشائرية عجزت عن مواكبة مكتسبات المرأة المعاصرة.
لقد قمت بعمل ترجمة خاصة لمقابلة ادارتها سارا سيدنر كبيرة المذيعين بقناة (سي ان ان) الامريكية، مع سيدات معروفات عالمياً نلن حظاً عظيماً من الشهرة والتعليم والثراء، ولايزلن يناضلن من اجل تمكين النساء في الارض، ورد حديث سارا عن نفسها: (يتملكني شعور معذب الا وهو التشكيك في ذاتي، وهو شعور ليس بمستوطن، لكنني قد تعبت منه، فهو يتسلل أحيانا كثيرة، كحشائش الطفيليات، فيخنق فيّ الابداع والاصالة، والأفكار الخلاقة، والاهم من ذلك جميعا الثقة في نفسي! إحساس قاسي ومجحف، يهمس في دواخلي انني بغير انتماء، وبلا إنجاز، بل انا مسخ لا يعترف بالإنجازات، يخبرني ان الذي حققته هو ليس ملكي، بل هو ضربة حظ، او ملكاً لشخص اخر مبدع). وواصلت المذيعة المخضرمة قولها (وحين يهزمني ذلك الشعور حد العدم، اختفي في الغياب، وثمة شي ما بداخلي يقفز بي الي الأعلى، لأقاتله واقف بشراسة الجحيم ضده. هذا هو الشيء الذي حررني من قبضته. لقد خدعت نفسي حتى اَمنت انني وحيدة في هذا الصراع، لكن يبدو ان الاخرين كذلك يعانون)..
وهكذا التقت بكل من ميشيل أوباما، ميلاندا غيتس وامل كلوني، للإجابة عن سؤال هل سبق ان تم التشكيك في قدراتكن! او استضعافكن؟ السؤال في حد ذاته استراق سمع قراني (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) المرأة هي أكبر من استضعف على وجه هذي الأرض، لذا فإن المحاربات من اجل قضيتهن هن اولى بالاتحاد من اجل انهاء العنف ضدهن، اين كن وكيفما وُلي وتُسلط عليهن. لذا يهدى هذا الوعد القرآني وهذا الحديث من بعض قائدات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية الى شابة (كنداكة) وقفت وحيدة بملوكية، ووجه شامخ، مشرئب من على درع ابيض تحمله بيدها، وترتدي ألوان الحرية، وثقة مطلقة في تحقيق المطالب، يخيل اليك انها تقود خلفها آلاف الجيوش، وقفت حذرة باطمئنان في مواجهة بطش جيوش العسكر واللجنة الأمنية اللئام في حكومة الجنرال البرهان، صبيحة تظاهرات 30 يونيو 2022.. لست وحدك!
علقت ميشيل أوباما المحامية خريجة هارفارد (ان المجتمع يعمد الي فعل ذلك عن قصد بالنساء والفتيات، وذلك يبدا في سن مبكرة جداً، فنشكك في ذواتنا وقيمتنا، ونتساءل كيف نبدو، كيف نتحدث، من اين قدمنا، ان هنالك أناس يمتلكون السلطة، يحرصون على ان نظل صغاراً، يحرصون على ان نظل في حالة شكوك، وبالتالي ثقافتنا ذاتها تعمل على الاستحقار والتعالي علينا). وتابعت (وصيتي للشابات ان يستيقنن جيداً ان ما يشعرن به هي مشاعر حقيقية وليست جنون، لقد تم تطبيعها فينا جميعاً ونحملها معنا طوال حياتنا. ولا يهمني الي أي مدى نبلغ في حياتنا، وان ذهبت للبيت الأبيض، ستظل تقاوم باستمرار تلك الرسائل السالبة التي تقول بانك ليس كافياً! نعم انا اواجه ذلك ايضاً)..
وجاء تعليق ميلاندا فرينش غيتس (في تقديري من المهم ان نقول لجميع الفتيات بإمكانكن ان تكن أي شي ترغبن فيه، بإمكانكن ان تصرن أمهات، او أمهات عاملات، او امرأة عاملة وليست أم، او تفضل ان تكون أم في المنزل.. جميع تلك الخيارات لا بأس بها). ثم ذكرت تجربتها في تذكير نفسها البالغة من العمر 25 عاماً حينذاك (إنك كنت تعلمين نفسك جيدا حين كنت في المرحلة الثانوية، ثم تخليتي عن الكثير من تلك المعرفة، لأسباب عدة، منها مواقف، الكلية، اشخاص حولك، انت تدركين من كنت! وبمجرد ان تتعلمي كيف تعودين لتكوني تلك الفتاة بالمدرسة الثانوية، حينها سوف تصبحين تلك المرأة الكاملة). كما تحدثت عن حملات التشكيل في مقدرات المرأة، امال كلوني اللبنانية الأصل التي هاجرت الي أمريكا ابان الحرب الاهلية بعمر 15 عاماً، واختارت طريق العدالة، لتصبح محامية شهيرة في قضايا الابادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، واشتهرت بملاحقتها الجناة بنفسها. (اود ان أقول تعريفي للفشل هو عدم المحاولة، لان النهوض الحقيقي من اجل الأشياء، حتى لو ادي الي سقوطك مستوياً علي وجهك، هو امر جيد، لأنها تُحسب تجربة عملية سوف تجعلك اقوى، اما اذا لم تقم بالمحاولة، او تسعى لتحقيق احلامك، او حتي الاعتراف بها، والمضي قدماً في تنفيذها، فهذا شي سوف يحيك في نفسك.. انتهي). ان أمر الوحدة للقضاء على العنف ضد المرأة، هو واجب الرجال والنساء معاً، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة التعقيد في جميع أنحاء العالم اليوم، لذلك لا يعقل ان تستمر الدول في تشريع قوانين في دساتيرها، من اجل تعويق التنمية والرخاء والعيش الكريم، باستعداء نصف سكان العالم (النساء).



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقاط العمامة من إيران للسودان!
- بيان الشرطة! أي كذب زار بالأمس خيالي
- الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب
- زوجة المخلوع.. (يا عزيزي كلنا لصوص)
- لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم)
- سرطان شهوة الفساد!
- الهوس الديني وجحيم الفوضى!
- وفد (السفارة) بين الاخلاق والسياسة!
- قادة حركات ولؤم طباع!
- البرهان وتجديد وصاية المحتل!
- انهم يغتالون الاخلاق!
- مالك عقار ومصيدة الانقلاب!!
- (9) طويلة (الجريمة والعقاب)!
- يا ويل المساكين.. من جمعية القراَن الكريم!
- البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!
- كبر.. والتكبير فوق أشلاء المساكين!
- قصور المواثيق ام ذكورية القائمين عليها!
- لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم!
- طوى حمدوك عباءته.. فلنواجه خفافيش الظلام
- الاغتصاب في حكومة حمدوك!


المزيد.....




- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!