أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !














المزيد.....

كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7448 - 2022 / 11 / 30 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يبدو الحديث عن اقليم كردستان العراق امرا هيّنا حتى لمن عاش لأكثر من خمسين عاما مع مواطنين اكراد داخل وخارج العراق، الى درجة أنهم كانوا يسمّونني كاكه محمد حمه لصداقتي ومعاشرتي اليومية لهم . واذكر أنني عندما تزوجت في الخارج قبل كذا من السنين، أقاموا لي حفلة صغيرة في بيت الصديق كاميران، وكنت العربي الوحيد بينهم. على كل حال تلك أزمنة لن تتكرّر ابدا.
والآن دعونا ندخل في صلب الموضوع.
ان الكثير من الأمور في الاقليم يتم الحديث عنها بشكل عابر. وبالتالي يصعب على المتابع الحصول على فكرة واضحة عمّا يجري هناك. وكيفية ادارة شؤون وامور الناس اليومية من قبل السلطات العائلية الحاكمة، التي حوّلت الاقليم الى ما يشبه "الامارة" المنقسمة الى شطرين بين اربيل والسليمانية. مع كل تبعات هذا الانقسام من سيطرة وهيمنة واستحواذ على خيرات وثروات ومقدرات الاقليم.
لا شك ان الشعب الكردي ،شان الشعوب المجاورة له، يعيش في واد سحيق من الفقر والعوز والبطالة وفقدان الأمل في مستقبل افضل. وحكومته الموقرة تعيش في جنات عدن تجري من تحتها انهار الدولارات والخيرات والنفط والامتيازات التي تشمل فقط ذوي القربى ومن هم اقرب من ذلك. وكان بإمكان هذا الإقليم أن يصبح افضل منطقة في الشرق، على الأقل من الناحية الاقتصادية، لو توفر شيء من العدالة والمساواة وقبل كل شيء نظام ديمقراطي منتخب من فبل الشعب وليس مفروضا بالوراثة. فلا يوجد إقليم في اية منطقة في العالم، عدا إقليم كردستان العراق، تحكمه عوائل !
ومن المحزن جدا أن ترى الشباب الكرد يغامرون ويخاطرون بحياتهم هربا من "جنة" الافلبم. فالبعض يموت غرقا في البحار والبعض يموت اختناقا في حافلات المهرّبين. بعد أن فقدوا كل ما وفروا من اموال وآمال. أما المتقاعد فيعرض نفسه لخطر الموت ارهاقا. وسبق ان حصلت أكثر من حادثة وفاة، في طابور طويل من أجل الحصول على راتبه التقاعدي. وهو حقّه المشروع بلا منازع، ولم ياتِ لطلب الحسنات من هذه الجهة أو تلك !
بينما تحاول حكومة الاقليم بشتى الطرق أن تدفع تلك الرواتب وكأنها هِبة أو هديّة أو اكرامية، مما يزيد من شعور المواطن بالاذلال والاحتقار والمهانة. ناهيك عن عمليات التأخير في الدفع والاستقطاعات التي تحصل دون سند قانوني أو دستوري.
في اوروبا مثلا، يعتبر راتب الشخص جزءا أساسيا من خصوصياته. لا يمكن المساس به ابدا. ولا يسمح حتى للزوجة باستلام راتب زوحها دون اذن مكتوب من قبله. فعلى اي اساس تقوم حكومة الاقليم باستلام رواتب الموظفين والمتفاعدين، خصوصا وان هؤلاء يعملون في دوائر تابعة للحكومة المركزية في بغداد. وينبغي ان تكون علاقتهم
مباشرة مع وزارة المالية الانحادية. وليس عبر طرف آخر.
لقد دأب حكام الاقليم على المبالغة والتضخيم والتأويل ونفخ الارقام. فالخمسة تصبح عندهم خمسين والمئة تصبح الف وهكذا دواليك. خصوصا عندما يتعلق الأمر بالاموال كالموازنة والرواتب...الخ. يتحدثون دائما عن " حقوق دستورية لشعب كوردستان". طيب. بالنسبة لشعب كردستان فعلى عيني وعلى راسي. اما الحقوق الدستورية فلا تقابلها في الواقع واجبات دستورية تذكر. لقد استخدموا وبشكل كبير جدا شعار حقوق الشعب الكردي من أجل الحصول على المزيد من الأموال والمكاسب والامتيازات. ولو سألت اي مواطن من دهوك الى حلبجة: "هل وصلك شيء من حقوقك الدستورية؟" . سوف يجيبك بكل بساطة " لا...لم ار منها الّا القشور".
يحصل في بداية كل حكومة جديدة في بغداد ان تقوم حكومة إقليم كردستان بارسال وفد على الفور إلى العاصمة بغداد، (لم يمضِ نصف نهار على استلام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لمنصبه الجديد) حتى سارعت حكومة الاقليم بارسال وفد بغية التفاوض حول المسائل العالقة. وهي عالقة منذ سنوات طويلة. وتقوم وسائل الإعلام التابعة للأحزاب الحاكمة في الاقليم بوصف الوفد بانه
"وفد رفيع المستوى". عجيب غريب ! حقيقة أن هذا الوصف فيه الكثير من المبالغة ا فالانظمة الفدرالية وما شابهها تقول مايلي: أن جميع حكام الأقاليم والمقاطعات والكانتونات والولايات، كالولايات الأمريكية مثلا. ليسوا أكثر من موظفين لدى الدولة الاتحادية والحكومة المركزية. وهذا الأمر ينطبق على السادة رئيس الاقليم والحكومة وجميع الموظفين الآخرين هناك. هل سمعتم مثلا أن وفد أحد المقاطعات الألمانية سافر إلى العاصمة برلين ووصف بوسائل الإعلام بانه "وفد رفيع المستوى؟". طبعا لا.
ان الجميع في رأيي بحاجة الى شيء من التواضع، إلى شيء من الشفافية، إلى شيء من الانتماء للعراق. إلى شيء من النزاهة والصدق في العلاقات السياسية. خصوصا فيما يتعلّق بالمال العام. ومن المؤسف حقا ان تكون علاقة الاقليم بالعراق والعراقيين محصورة بالمال فقط وبالمسائل العالقة. ولا شيء غير ذلك ! وكأنه لا توجد روابط اخوة اجتماعية وإنسانية وشراكة في الوطن وشراكة في العملية السياسية وادارة الدولة ايضا. لا شيء يربط حكومة الافليم بالعراق غير الخلافات حول الموازنة والرواتب والمكاسب والمناصب..
يا للحزن !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور
- استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!
- دولة الكويت، لا خبر لا چفيّة لا حامض حلو لا شربت !
- خيرسون...ليست هزيمةً لروسيا ولا انتصاراً لأوكرانيا
- ديمقراطيةُ قومِِ عند قومِِ مصائبُ
- عنتريات زيلينسكي بن شداد الأوكراني
- يااولي الألباب...هل اتاكم حديث المجتمع الدولي؟
- امريكا: ثلاثة عصافير بحجر واحد
- كلمات للنسيان... قبل أفول القمر
- الفساد في العراق... قاعدة بلا استثناء
- بقايا ذكريات على جدار من رخام متأكل
- مقتدى الصدر...هدوء ما بعد العاصفة؟
- يا زيلينسكي ان لم يعجبك الاستسلام... فحاول التفاوض
- اسال روحك...ماذا فعلتْ بروحي مؤخرا؟
- ما اصعب اللحاق بالركبِ على ظهر سلحفاة !
- اكره الخبر العاجل !
- لم اجد آذانا صاغية لصمتي المطبق...


المزيد.....




- تظاهرات ضد حكومة نتنياهو بمدن عدة
- مصر.. رفض بقاء إسرائيل بالمعبر والمحور
- -فيفا- يؤجل البت في طلب استبعاد إسرائيل من المنافسات الدولية ...
- إعلان عراقي يخص استثمارات أميركية في مجال الغاز
- إيطاليا تدرس فرض ضرائب سياحية جديدة مع تنامي الاحتجاجات المن ...
- بعرض عسكري مهيب في بوتراجايا.. ماليزيا تحتفل بالذكرى الـ67 ل ...
- ما سبب رفض أوروبا قصف كييف لعمق روسيا؟
- حزب فرنسا الأبية يدعو المجموعات البرلمانية إلى عزل الرئيس إي ...
- هاريس تدعو ترامب لمناظرة مع تشغيل الميكروفون طوال الوقت
- صحف عالمية: وقف الحرب ضرورة لبقاء إسرائيل ونتنياهو مستبد وغي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !