|
هل سيكون السيد جلال الطلباني آخر رئيس لجمهورية العراق الموحد؟ إذا لم
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 10:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حملت لنا وسائل الإعلام المختلفة قرار مفاجئ أعلنته الحكومة العراقية لحظر التجول لمدة 30 ساعة من يوم السبت المصادف 30 / 9 / 2006 وحتى صباح يوم الأحد 1 / 10 / 2006 كما لوحظ في الوقت ذاته وجود أجواء توتر وطوق امني محكم حول المنطقة الخضراء وتصاعد مضطرد للاضطراب الأمني في العاصمة وفي العديد من المحافظات الأخرى ما عدا إقليم كردستان وقدر لهذا الانفلات الأمني وبهذا الشكل الغريب دلالة على أن هناك ضعفاً في الشرطة والجيش الذي يقدر عددهما حسب تصريحات بعض المسؤولين بـ ( 500 ألف ) وقوات متعددة الجنسيات من تحقيق أي تقدم نوعي على ارض الواقع يكفل امن المواطنين ويحافظ على حياتهم وعموم القضايا التي تهم البلاد وبخاصة الاقتصادية والمعيشية، وجرت إشارات حول إمكانية حدوث انقلاب عسكري سريع أو بطيء باعتباره الحل الأكثر واقعية لعدم تقسيم العراق الذي هو مقسم على ارض الواقع فكل جهة تمتلك الميلشيات الخاصة بها تحتكر مناطقها وتطبق قوانينها حسبما تريد.. تضاربت التصريحات حول النقطة الأخيرة فقد أكد الائتلاف العراقي على لسان النائب عن الكتلة الصدرية بهاء الاعرجي بأن المعلومات المتداولة حول الانقلاب فرض أثرها حظر للتجول لها أساس من الصحة وهي رسالة واضحة بان البعثيين والتكفيريين مازالوا في أجهزة الدولة والمؤسسات الأمنية وبهذا الاتهام محاولة لإعادة الصورة القديمة للانقلابات التي حدثت سابقاً إلا أن العميد قاسم الموسوي الناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة نفى اكتشاف خطة للانقلاب على حكومة المالكي تستهدف المنطقة الخضراء كما نفى موفق الربيعي وجود محاولة الانقلابية واعتبره مجرد " ضجيج إعلامي يهدف إلى زرع عدم الاستقرار" وقد تكون العملية برمتها إشاعة يراد منها استغلال الفرص وزيادة البلبلة وحدة الصراع بين بعض الكتل في البرلمان وتبدو أيضا أن العملية السياسية متعثرة يرافقها انهيار الثقة في الشارع العراقي فيما يقال عن الخطط وإنجازاتها وبخاصة الوضع الأمني، إلا أن الأخبار التي تسربت بعد ذلك أشارت إلى تسلل ارهابين بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وإمكانيات تؤمن لهم قيام عمليات التفجير في المنطقة الخضراء هي اقرب للتصديق من الانقلاب المزعوم.. من خلف كل ذلك وما يحدث على ارض الواقع من تداعيات أمنية خطيرة جعل المواطنين يعيشون حالة من الخوف والرعب والتربص وهم يلزمون منازلهم وحتى هذه الأخيرة لم تعد توقيهم من زركات ممن يدعون أنهم شرطة أو من وزارة الداخلية أو جماعات مسلحة بمسميات مختلفة ومن قنابل الهاون آو بعض الصواريخ لتسقط على رؤوسهم وعائلاتهم مما جعل الكثير منهم وبخاصة الذين لديهم إمكانيات مادية الانتقال إلى إقليم كردستان أو إلى خارج البلاد، فضلاً عن تعقيد الظروف الاقتصادية والمعيشية جعلت من الحياة جحيماً وبخاصة عند الأكثرية من أبناء شعبنا، ثم نرى السعي الحثيث في طرح مشاريع تهدف ليس للاستقرار بل لزيادة الاختلافات والتطاحن والصراع بين كتل سياسية طائفية لكنها ظاهرياً تدعي بأنها ضد الطائفية إضافة إلى القتل على الهوية وفرق الموت وبقايا النظام السابق والتكفيريين وجيش المهدي والمليشيات المسلحة والعصابات المنظمة. أمام هذه الحالة والفوضى التي تغرق فيها البلاد وانتشار الفساد في أكثرية مرافقها فان قضية تقسيم العراق إلى فيدراليات طائفية ورقة رابحة بيد الساعين لهذه الفكرة ولا يخفون نواياهم بحجة حماية الشيعة أو عدم تكرار عودة الدكتاتورية وراحت بعض الأصوات تعلنها صراحة بضرورة انفصال الجنوب والوسط وهم يحرضون على ذلك ضاربين المثال في إقليم كردستان وأمانه وتطوره مغيبين الحقيقة باختلاف الوضع والمكان والزمان بين هذه القضيتين المهمتين فالكرد لهم تاريخ طويل في صراعهم مع كافة الحكومات التي تعاقبت على العراق وتطورت مطالبهم القومية المشروعة من الحكم الذاتي ثم مطلب الفيدرالية لخصوصية هذا الشعب وباعتباره القومية الثانية في العراق.. قد يكون الوضع الأمني المضطرب والسيارات المفخخة والصراع بين المليشيات المسلحة والتكفيريين والبعثصدامي وقضايا أخرى دعت الحكومة إلى فرض حضر للتجول وقد تكون الأخبار حول الانقلاب لها علاقة بمخططات السيطرة على بعض المناطق في بغداد والمنطقة الخضراء لكن الانقلاب قد يكون صعباً بوجود هذا الكم الهائل من الجيش والشرطة العراقية وقوات متعددة الجنسيات لكن مجمل الوضع يبدو خطيراً للغاية وقد يطرح سؤال مباشر وواضح : هل سيكون مام جلال الطلباني آخر رئيس لجمهورية العراق الموحد؟ مثلما حدث لآخر رئيس جمهورية الاتحاد السوفيتي قرباجوف وهي مأساة دفع ثمنها شعوب الاتحاد السوفيتي كما نشاهده ونسمعه في الوقت الراهن . السؤال محيّر ومؤلم كما أن الجواب أكثر صعوبة وأكثر تقيداً ويتطلب تدقيقه ملايين المرات، لكن مثلما حدث في أماكن أخرى قد يحدث ذلك بغمضة عين. إذا لم يجر تدارك الأمور وتصحيح الأوضاع وتحقيق الأمن للمواطنين ومحاسبة المسؤولين الذين تثبت إدانتهم في أعمال الفساد المالي والإداري أو أعمال العنف المختلفة ومن كافة الأطراف والضرب بيد من حديد على أيدي اللصوص والحرامية، إذا لم تجر تغيرات جذرية على بنية المؤسسات الأمنية لتكن عراقية خالصة لا تميل لأية جهة حزبية دينية أو طائفية أو سياسية وان تكون الوزارات ودوائر الدولة لكل المواطنين العراقيين بدون تمييز أو احتكار ومهما كان انتماء الوزير أو المدراء والموظفين فيها. إذا لم تجر معالجات سريعة لحل مشاكل الجماهير الكادحة في العمل وتحسين الخدمات ومنها الماء والكهرباء والمشتقات النفطية ... الخ. إذا لم يجر حل المليشيات المسلحة التي تعيث فساداً ودماراً وتتصرف وكأنها فوق القوانين. إذا لم تتفق القوى التي تقود العملية السياسية على الإسراع في استكمال بناء الجيش والشرطة والأدوات الأخرى ووضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من البلاد. إذا لم تردم الهوة وعدم الثقة والتخلص من الاستئثار والتفرد ويضع الجميع مصلحة العراق فوق أية مصلحة أخرى سوف تحدث الكارثة كما حدثت لدول أخرى يعرفها الجميع وقد يخسر الجميع متساوين بنتائج الخسران المقيت.. والبقية أكثر إذا لم.....!
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لم تكن محاولة تفجير مقر الشيوعيين العراقيين مفاجأة
-
حانة الموتى ستظهر في جلاء
-
متى ستتوقف التجاوزات التركية وتدخلاتها في الشأن العراقي؟
-
هدف القتلة من القتل المبرمج بث الرعب وإرهاب الشعب العراقي
-
نعم لقد نطق القاضي عبد الله العامري بجملة حق على الرغم من إن
...
-
الفيدرالية من البصرة الى الموصل هي الأفضل والأصلح للوحدة
-
هدفنا نسف الأمن الداخلي في العراق
-
العلم وغيرة البعض واعتراض أمريكا وخليل زاده
-
مرة أخرى حول محاكمة الأنفال وضحاياها من شعبنا الكردي
-
الطريق الصحيح لحل الصراع العربي الإسرائيلي
-
قارعات القتل على الهوية
-
استغلال المشاعر والشعائر في المناسبات الدينية سياسيأ وطائفيا
...
-
المحاكمة الثانية لصدام حسين وجريمة الأنفال البشعة
-
هل انكفأت العقلية العدوانية بعد أن وضعت الحرب أوزارها؟
-
الدعوة إلى تشكيل اللجان الشعبية هذه المرة لحل معضلة الاضطراب
...
-
نزيف العقول العلمية العراقية وخسارة العراق
-
لنتفق ولكن أولاً على عدوانية حكام إسرائيل وأطماعهم التوسعية
-
الفدرالية الطائفية طريقاً يؤدي للحرب الأهلية وتقسيم العراق
-
تساؤلات عن انجلاء الموقف والمواقف قبل وبعد مجزرة قانا الثاني
...
-
العدالة الاجتماعية في برنامج الحزب الشيوعي العراقي ارتباطاً
...
المزيد.....
-
زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح
...
-
الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد
...
-
طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
-
موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
-
بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
-
تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
-
هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه
...
-
حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما
...
-
هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
-
زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|