|
مطلوب من حكومة اشتيه ترسيخ مفهوم المقاومة الشعبية
علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 14:35
المحور:
القضية الفلسطينية
مطلوب من حكومة اشتيه ترسيخ مفهوم المقاومة الشعبية المحامي علي ابوحبله زيارة رئيس الوزراء محمد اشتبه لمخيم جنين لتقديم واجب العزاء بشهداء جنين تحمل دلالات مهمة ببعدين بعد تنظيمي وبعد سياسي ، بصفة محمد اشتبه عضو لجنة مركزية لحركة فتح ويشغل في الوقت نفسه منصب رئيس الوزراء وعليه تحمل زيارة مخيم جنين وتقديم واجب العزاء دلالات يجب البناء عليها إذا كانت الزيارة تحمل تغيير استراتيجي تنظيمي ومؤسسي في مستجدات الأحداث التي تشهدها الساحة الفلسطينية. تلقف الإعلام الإسرائيلي باهتمام بالغ زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتيه، لمدينة ومخيم جنين ، ربما يفوق ما تناوله الإعلام الفلسطيني رغم ما تحمله الزيارة فلسطينيا وتنظيميا من دلالة عدها المراقبين مهمة بانتظار المستجدات لكيفية البناء عليها واستثمار مستجدات الأحداث لإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية حتى تعود لتتصدر أولى الأولويات عربيا ودوليا وإقليميا . القضية الفلسطينية والوضعية الفلسطينية ببعدها التاريخي وبأهميتها السياسية تتطلب تغيير النمط بالتعامل مع الاحتلال ، حيث أن الطريق الذي سلكته منظمة التحرير وقبولها لمبدأ التفاوض وبعد أكثر من تسعة وعشرون عاما من التفاوض العبثي على قاعدة اتفاقية اسلوا واتفاقية باريس ألاقتصاديه وكل الاتفاقات التي انبثقت عن اوسلوا جميعها أصبحت من الماضي ولا تصلح منطلقا لإعادة المفاوضات مع إسرائيل خاصة وان أمريكا الراعي لعملية التفاوض أصبحت تفتقد للمصداقية وارتباطها بإسرائيل ارتباط استراتيجي وهي تتبنى موقف إسرائيل وعلى كافة الصعد إن حالة الاحتقان العامة في الضفة الغربية المحتلة، واشتداد قوة الحاضنة الشعبية لعناصر المقاومة، وازدياد المواجهة الفعلية للاقتحامات الإسرائيلية المتكررة، تنذر ببدء توفر شروط موضوعية لانفجار شعبي عارم، يتجاوز التقسيم ألفصائلي ويعيد هذا الأمر الأوضاع الفلسطينية إلى انتفاضة جديدة تمزج بين مواصفات الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 والانتفاضة الثانية عام 2000 ويضع الاحتلال أمام معادلة جديدة، تفرض على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير التخلي نهائيًا عن التنسيق الأمني والمسار الدبلوماسي المترتب عليها، والعودة لخيار التحرير المبني على المقاومة الشعبية كأداة أساسية لمواجهة دولة الاحتلال. ظهور اشتيه في ساحة كبيرة في مخيم جنين وإلى جواره فتحي خازم، والد الشهيدين والمطارد الأول في مخيم جنين، ومحاطا بالمقاتلين الملثمين من كتيبة جنين التي يطاردها الاحتلال ويسعى إلى تصفيتها. حيث جاءت زيارة اشتيه لتقديم واجب العزاء لأسر شهداء جنين ومخيمها الثلاثة: الطبيب عبد الله أبو التين، ومتين فايق ضبايا، ومحمد ماهر تركمان الذين سقطوا قبل أيام برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها لمخيم المدينة. حيث خاطب رئيس الوزراء محمد اشتيه مئات المعزين المحتشدين في المخيم قائلا: “لم آت لأعزي، ولكن أتيت لأتقبل العزاء معكم جميعا، ولأقول لكم يجمعنا الحزن وتوحدنا المعاناة وإنا لمنتصرون”. وقال: “هذا الاحتلال الذي يمول حملته الانتخابية بالدم الفلسطيني كل يوم، فالدم الفلسطيني ليس رخيصا ليمول حملة انتخابية للاحتلال، ولكن أرواحنا رخيصة عندما يكون الوطن هو العنوان”. وتابع: “التحية لكم يا أهلي في جنين، يا مدرسة الوطنية الفلسطينية، فالمخيم تآخى مع مخيم شعفاط وعناتا ونابلس ورفح والبلدة القديمة في القدس”. وقال: “جنين اليوم صوتها عال من أجل أن يرتفع صوت الآخرين، وأن يكون صوتنا أعلى من صوت الاحتلال، فحقنا هو الحق الحقيقي”. وأضاف اشتية: “وهذا العالم ينظر بعين في أوكرانيا ولا ينظر بعينين إلى فلسطين، هذا العالم لا يريد أن يرى الحقيقة ويتجاهلها، فصوت فلسطين عال كما رفعه الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة ورفع صور الأسرى والشهداء الأطفال وأمهات الشهداء والأسرى”. وتابع رئيس الوزراء: “نحن نقول لذوي الشهداء بأننا سنبقى على العهد، عهد فلسطين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحرية الأسرى والعودة، وستبقى بوصلة النضال الفلسطيني تؤشر للقدس عاصمة دولتنا”. والسؤال هل من تغير في سياسة حكومة اشتيه بعد زيارته لمخيم جنين لتقديم واجب العزاء على ضوء خطابه وما تتضمنه من رؤيا مستجدة والتي عكست غضب إسرائيلي على خطابه نعم بات مطلوب من حكومة الدكتور محمد اشتيه تبني الأنموذج الأمثل للمقاومة الشعبية وفق رؤيا وخطة وطنيه لمواجهة إجراءات الاحتلال والحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المدن والبلدات الفلسطينية ، ومن واجب الحكومة أن تعمل جل جهدها لكسر الحصار عن المدن والبلدات الفلسطينية من خلال خطة تستند إلى عقد جلسات الحكومة في المدن والبلدات المحاصرة ودعوة ممثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وممثلي سفراء وقناصل الدول وممثلي وسائل الإعلام لحضور الاجتماعات واطلاعهم على المعاناة أليوميه للفلسطينيين نتيجة الإجراءات لسلطات الاحتلال التي تشكل خرق فاضح لكافة القوانين والمواثيق الدولية وكل ذلك يندرج ضمن خطة تقود لتحميل الأمم المتحدة ومجلس الامن والمجتمع الدولي لمسؤوليتهم وهذا كله يندرج تحت خطة وبرنامج المقاومة الشعبية التي دعا إليها الرئيس محمود عباس ان الرد على سياسة العدوان يجب أن تنطلق أساسا من إرادة الشعب الفلسطيني وأن يتماها الموقف الرسمي مع التوجه الشعبي والحاضنة الشعبية المصممة على مواجهة العدوان ، حيث : كلما حاول الاحتلال الغاشم اختبار إرادة وصمود الشعب الفلسطيني يثبت أنه عصّي على ألانكسار منيع بوحدته، قوي بعزيمته، صامد بإيمانه، متمسك بأهدافه، وإزاء هذه الجرائم البربرية التي استهدفت جنين و نابلس والخليل والقدس سيتبين للمحتل، وللعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني عقد العزم على النصر وعلى دحر العدوان وإفشال أهدافه ألدنيئة وسيثبت للعالم اجمع أن الشعب الفلسطيني جدير بالحياة الحرة الكريمة أسوة بشعوب الأرض كآفة فهل للحكومة الفلسطينية ووفق رؤية رئيس الحكومة ودوافع استقالته من الوفد المفاوض ٢٠١٣ أن تتبنى رؤية الحاضنة الشعبية وتعتبر زيارة محمد اشتبه لجنين تغير استراتيجي في مواجهة الاحتلال وترسيخ حقيقي لمفهوم المقاومة الشعبية لتتماها في مواقفها مع القاعدة الشعبية الحاضنة للمقاومة الشعبية رفضا للاحتلال الذي يضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقات الوحدة الوطنية تتجلى أساسا في مواقف القيادة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية مع الحاضنة الشعبية لتشكل وحدة المواقف وتكامل الادوار في مواجهة الاحتلال ومن خلالها يمكن تغيير المعادلات وإعادة خلط الأوراق رغم عدم تكافؤ القوى إلا أن توحيد الجهود جميعا ضمن رؤيا استراتجيه جامعه سيمّرغ أنف الاحتلال في ألوحل وسيرد جيشه خائباً، مهزوماً على الرغم من هول أعداد الشهداء والجرحى وحجم ألخسائر وبانكشاف جرائم المعتدي واستعمال القوه الغاشمة ضد شعب اعزل أمام العالم أجمع سيعزله الشعب الفلسطيني بصموده ويحاصره ويقوده إلى قفص الاتهام أمام المحاكم الدولية حيث يجب أن يكون
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتيه ومجلس
...
-
عملية ادموميم فشل امني و خرق فاضح لنظرية الأمن الإسرائيلي وف
...
-
الحاضنة الشعبية بالضفة.. التفاف جماهيري في مواجهة الاحتلال
-
حركة حماس لن تلتقي مع حركة فتح واتفاق لم الشمل الفلسطيني ليس
...
-
محمد ابن سلمان لن يستجدي لقاء الرئيس بإيدن ومطلوب تحقيق وحدة
...
-
حقوق المسلمين والفلسطينيين في القدس ثابتة في عقيدة الأديان و
...
-
الصوت الروسي وانخفاض نسبة التصويت للعرب يحسم نتيجة الانتخابا
...
-
الرئيس محمود عباس بجرأته وصراحته المعهودة لا نثق بأمريكا
-
في اليوم الدولي للقضاء على الفقر
-
وثيقة لم الشمل الفلسطيني التي وقعت في الجزائر تتطلب أراده سي
...
-
رسالة مفتوحة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لابيد ووزير
...
-
الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين عبر التاريخ لن يحقق الأمن وا
...
-
حصار شعفاط وعناتا .. عقاب انتقامي جماعي بهدف ترحيل السكان
-
حوار الجزائر بين الممكن والمستحيل
-
“الأمن مقابل النفط” في خطر وتوقع بتصدع علاقات السعودية بأمري
...
-
يُشعلون حرباً دينية
-
“الأمن مقابل النفط” في خطر وتوقع بتصدع علاقات السعودية بأمري
...
-
ما بعد الرئيس أبومازن
-
أهمية توظيف العمل السياسي لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي يقود
...
-
إرادة الشعب تنتصر
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|