|
الصوت الروسي وانخفاض نسبة التصويت للعرب يحسم نتيجة الانتخابات لصالح نتنياهو
علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 13:04
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
يثير توازن القوى السياسية في إسرائيل، بين معسكر أحزاب اليمين في المعارضة، بقيادة بنيامين نتنياهو، ومعسكر الأحزاب التي تتشكل منها الحكومة الحالية، مخاوف من أن وضعا كهذا يمكن أن يستدعي تدخلا أجنبيا في انتخابات الكنيست، مطلع الشهر المقبل. وكان رئيس الشاباك السابق، ناداف أرغمان، قد حذر عشية انتخابات الكنيست، في كانون الثاني/يناير 2019، من "تدخل دولة أجنبية، من دون ذكر اسم هذه الدولة، لكنه ألمح إلى روسيا. ونقل موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني في تقرير نشره أمس، السبت، عن ثلاثة مصادر مطلعة على هذا الموضوع قولهم إن رئيس الحكومة حينها، نتنياهو، غضب جدا من أرغمان لدرجة أنه درس إمكانية إقالته. وذكرت صحيفة "معاريف" مؤخرا، أن رئيس الشباك الحالي، رونين بار، نقل تحذيرا إلى نظرائه في روسيا من التدخل في انتخابات الكنيست القريبة. كذلك أفادت القناة 12 التلفزيونية بأن الشباك أنهى استعداداته للجم محاولات أجنبية للتأثير على انتخابات الكنيست، وأن التخوف في الشباك هو أنه سيكون التشكيك في صحة نتائج الانتخابات أسهل في ظل نتائج متقاربة بين المعسكرين الخصمين. وتُشغل هذه القضية جهات أمنية إسرائيلية في الفترة الأخيرة. فقد أجرى "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبي، الشهر الماضي، محاكاة لاحتمال محاولات تدخل أجنبي وتشويش مجرى الانتخابات، شارك فيها خبراء في مجالات القانون والأمن والسايبر والإعلام. وفي موازاة ذلك، أجرى الشاباك أيضا محاكاة كهذه في إطار هيئة مغلقة، وفقا للتقرير. فقد بدأت الأحزاب الإسرائيلية دعايتها الانتخابية المقرر إجرائها في الأول من نوفمبر القادم وهناك توجه لدى الأحزاب اليمينية توجيه جهودها الدعائية نحو جمهور مهم بالنسبة لها، وهم اليهود القادمون من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، لأن احتساب أصواتهم يكشف أن لديهم القدرة على حصد 15 مقعد في الكنيست ، مما قد يؤثر على نتائج الانتخابات، وربما يؤدي إلى حسم الأزمة السياسية المستحكمة في إسرائيل منذ أربع سنوات. هذه القناعة المتزايدة تسلط الضوء على هوية الحزب الإسرائيلي الأقوى تأثيرا بين هذه الكتلة الانتخابية الثقيلة، وهم يهود الاتحاد السوفيتي السابق، وسط الإعلان عن حزب إسرائيلي جديد "انضم للقتال" للحصول على أصواتهم، مع الكشف عن خطة لحزب الليكود لإبقاء حزب "يسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، الذي يمثل أولئك اليهود، لعدم اجتياز نسبة الحسم. دافنا ليئيل المراسلة الحزبية في "القناة 12"، أكدت أن "المعركة الانتخابية الإسرائيلية بدأت للحصول على الصوت الروسي، وسط إعلان حزب الليكود أن هدفه المركزي يتمثل بإسقاط حزب "يسرائيل بيتنا"، والعمل على إضعافه، رغم أنه تاريخيا يحتكر أصوات الناخبين الروس، وفي الوقت ذاته فقد ظهرت توترات بين الليكود وحزب "يوجد مستقبل" بزعامة رئيس الحكومة يائير لابيد الذي لم يتردد بمغازلة بعض الشخصيات المؤثرة في أوساط اليهود الروس". وأن "الحزب الجديد الذي انضم للمعركة اسمه "30/40" أسّسته ستيلا وينشتاين، التي دعت لفتح الصالات الرياضية خلال فترة كورونا، وبعد أن كانت على قائمة "يسرائيل بيتنا"، لكنها منذ عامين انتقلت إلى معسكر اليمين، والآن تعود قائدة لحزب مصمم لمناشدة الجيل المتوسط من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، مع العلم أنه منذ أسابيع كان حزب الليكود يبحث عن شخصية من اليهود السوفييت لخوض الانتخابات وجذب أصواتهم تكون منافسة لليبرمان، حيث يعكف الليكود على عدم السماح للأخير باجتياز نسبة الحسم، من خلال حرق الأصوات المؤيدة له وسط أولئك الناخبين". المتتبع للحملة الدعائية الانتخابية حامية الوطيس من قبل المراقبين وخاصة بين المهاجرين الروس يكتشف حجم الحملة العدوانية على شبكات التواصل الاجتماعي باللغة الروسية، وتوظيف 50 عاملاً ميدانيًا للتواصل مع اليهود الروس من الباب إلى الباب، ووضع متحدثين بالروسية في جميع مراكز الاقتراع القوية الموصوفة بأنها "ذهبية". مع العلم أنه منذ بداية الحملة الانتخابية، أنفق حزب "يسرائيل بيتنا" ما قيمته 64 ألف شيكل، قرابة 20 ألف دولار، في الإعلان على الفيسبوك باللغة الروسية، أما حزب "يوجد مستقبل" بزعامة لابيد فأنفق على هذه الدعاية الروسية 35 ألف شيكل، قرابة 11 ألف دولار، رغم أن ناخبيه ليسوا من يهود الاتحاد السوفيتي السابق، لكن الليكود من جهته شارك في هذه اللعبة وأنفق عليهم 13 ألف شيكل، قرابة 4 آلاف دولار. بلغة الأرقام، فإن سبب مغازلة كل الأحزاب الإسرائيلية لليهود القادمين من الاتحاد السوفيتي السابق واضح جدا، فأصواتهم تساوي 15 مقعدًا في الكنيست، صحيح أن ليبرمان لا يزال يتمتع بتعاطف كبير منهم، لكن المعركة تزداد قسوة وصعوبة بينهم، حيث يعتزم 25٪ منهم التصويت لحزب الليكود هذه المرة، فيما يستقر حزب ليبرمان على نسبة 21٪، وفي حزب لابيد تضيق الفجوة، ويقتربون من ليبرمان، حيث يعتزم 17٪ منهم التصويت له، فيما 9٪ لم يقرروا بعد، و28٪ صوتوا للأحزاب الأخرى. ويذكر أن العرب يشكلون نسبة 15 في المائة من أصحاب حق الاقتراع. ونسبة التصويت بينهم منخفضة (45 في المائة في الانتخابات الأخيرة)، وهناك إشارات عديدة تدل على أنها ستنخفض أكثر نتيجة للإحباط من الانقسام الجديد في صفوفهم. وقد دلت نتائج الاستطلاعات الثلاثة الأخيرة على أن أحد الأحزاب الثلاثة، التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة النائب سامي أبو شحادة، الذي انسلخ عن القائمة المشتركة، لن يتجاوز نسبة الحسم (البالغة 3.25 في المائة) وسيحصل على 1.6 في المائة من أصوات الناخبين. وإذا صدقت هذه التقديرات فإنه سيحرق حوالي 60 ألف صوت، ويهبط تمثيل العرب من 10 حاليا إلى 8 نواب. كما تشير إلى أن تحالف الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة مع الحركة العربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، يتأرجح عند نسبة الحسم. فإذا سقط سيخسر العرب ومعسكر لبيد 135 ألف صوت أخرى. وعندها لا يبقى ممثلون للعرب سوى أربعة نواب من القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس. وفي هذه الحالة يرتفع معسكر نتنياهو، حسب الاستطلاعات، إلى 64 مقعدا ويكسب الانتخابات.
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرئيس محمود عباس بجرأته وصراحته المعهودة لا نثق بأمريكا
-
في اليوم الدولي للقضاء على الفقر
-
وثيقة لم الشمل الفلسطيني التي وقعت في الجزائر تتطلب أراده سي
...
-
رسالة مفتوحة إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لابيد ووزير
...
-
الإرهاب الممارس بحق الفلسطينيين عبر التاريخ لن يحقق الأمن وا
...
-
حصار شعفاط وعناتا .. عقاب انتقامي جماعي بهدف ترحيل السكان
-
حوار الجزائر بين الممكن والمستحيل
-
“الأمن مقابل النفط” في خطر وتوقع بتصدع علاقات السعودية بأمري
...
-
يُشعلون حرباً دينية
-
“الأمن مقابل النفط” في خطر وتوقع بتصدع علاقات السعودية بأمري
...
-
ما بعد الرئيس أبومازن
-
أهمية توظيف العمل السياسي لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي يقود
...
-
إرادة الشعب تنتصر
-
نقل تراس سفارة بريطانيا إلى القدس سيكون كارثة
-
رسالة إلى معشر الإسرائيليين التهرب من استحقاقات السلام ليس ف
...
-
امريكا تشرعن ارهاب المستوطنون ............وتحرم على اصحاب ال
...
-
زيارة حسين الشيخ للولايات المتحدة دلالاتها في هذا التوقيت وا
...
-
الكبار يموتون والصغار ينسون!
-
الضفة الغربية تعيد خلط الأوراق وجيل ما بعد ألانتفاضه الثانية
...
-
الرئيس عباس سلاحه قوة الحق في مواجهة الباطل
المزيد.....
-
الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
-
نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها
...
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|