سليم يونس الزريعي
الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 10:34
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
يشكل استمرار التمسك بحق الاعتراض(الفيتو) مصادرة لدور الأمم المتحدة، ذلك أنه يعطي الدول دائمة العضوية وأمريكا بعد انتصارها في الحرب الباردة، التصرف في السياسة الدولية دون رقيب أو حسيب، ارتباطا بأنها تملك امتیاز منع مجلس الأمن من اتخاذ أي إجراء في حقها، ومن ثم ليس غريبا أن يستقر في وعي الإدارة الأمريكية أنها تشكل الدرکي العالمي الممتد على مدى عمر الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم لا عجب والحال هذه أن تقوم باستعراض للقوة في أكثر من مكان في العالم، في غرينادا 1984، وبنما 1989، والعراق عام2003،وبتجاهل دور الأمم المتحدة كمنظمة دولية معنية بتحقيق السلم والأمن الدوليين(1).
وإلى ذلك فإن أي اصطفاف من قبل دول المجلس أو الدول الأخرى مع استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية سيعطي نتائج دراماتيكية، الأمر الذي سيجعل الأمم المتحدة تستسلم لمصير عصبة الأمم(۲)، ومن ثم فقد آن الأوان لإعادة النظر في موضوع حق الاعتراض(الفيتو) لاسيما بعد التغيرات التي حصلت في العالم وفي العلاقات بين الدول، التي تنفي ضرورة أن تبقى مقاليد الأمور في يد مجموعة من الدول بعضها، ومنذ البدء لم يكن في عداد الدول الكبرى.
كما لم يعد هناك من مبرر لأن تتحكم مجموعة من الدول بمصير قرارات مجلس الأمن،
التي هي أهم القرارات التي تصدر عن الأمم المتحدة، التي تهدف إلى إشاعة الديمقراطية في العلاقات الدولية، وضمان السلام ومعاقبة المتجاوزين عليه(1).
فحق الاعتراض لا يحظى بقبول معظم الدول في العالم، ومع ذلك فإن الدول التي تقبل باستمراره يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: هي الدول دائمة العضوية، وهي صاحبة الحق وبالضرورة المتمسكة به.
الفئة الثانية: الدول والأنظمة التي تدور في فلك الدول دائمة العضوية.
الفئة الثالثة: الدول المستفيدة بطريق غير مباشر بهذا الحق- كالكيان الصهيوني(2).
فيما تبقى أغلبية دول العالم تناضل ضد هذا الامتياز المجحف والمنافي لقواعد العدالة.
----------------------
1- د. مصطفى وحيد، مصدر سبق ذكره، صفحة 38.
2- د. سمير أمين،ود برهان غليون، ثقافة العولمة وعولمة الثقافة، دار الفكر: دمشق. الطبعة الثانية 2002، صفحة 84.
1- د. عدنان طه مهدي الدوري، ود. عبدالأمير العكيلي، مصدر سبق ذكره، صفحة 72.
2- د.- محمود صالح العادلي، مصدر سبق ذكره، صفحة 47.
#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟