فوز حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 14:07
المحور:
الادب والفن
هل جربتم الكتابة قرب النافذة بينما زخات المطر تعزف سمفمونية الحب و البقاء لهذه الأرض ؟ لا انصحكم بفعل ذلك لأن المنظر لحظتها سيلهيك عن الكتابة .. سيحولك لقطرة مطر تدور مع هذا الكون .. ستجول في بالك أفكار تجهل من أي منفذ في رأسك تسربت إليك .. الغريب أنك لا تقاومها بل تترك نفسك لها كغريق في بحر عريض لا يملك إلا أن يتمسك بسترة نجاته ..
الكتابة قرب النافذة طاقة تمنحك جناحين لولوج عوالم ذات أبعاد أوسع ونهايات أعمق .. لا تنتزع من قلمك إلا ما هو فاعل ومؤثر وغريب ..
رفعت بصري إلى السماء .. إلى تلك الغيوم السائرة على غير هدى في هذا الصباح الباكر .. لم يكن صعباً علي وأنا أستمع للنشيد السماوي أن أدرك إن المطرما هو إلا وليد تساؤلات لن تجد الإجابات لها إلا من رحم الأرض حينما تزهر وتورق وتثمر ..
أخرجت يدي من نافذتي الصغيرة لأمسك بقطرة مطر بكر قبل أن تعانق الأرض لينجبا حياة جديدة .. شعرت بالحروف والكلمات توالد على أصابع كفي .. تستقبل المعاني السماوية كما تستقبل شجرة الربيع وتجدد الولاء له..
الكتابة بحضور المطر تشبة حفلة تعارف مليئة بالمفاجأت .. المدهش فيها أنك ستتعرف على نفسك .. ستراها بكامل زينتها .. اللهفة ستسيطر عليك لمصافحتها .. لمعرفة ملمس يدها .. بل ستطمع بأكثر من ذلك حينما تفكر باحتضانها .. ربما لينتفض قلبك من جديد وتبادل نفسك حبًا بحب .
صامت أنت أيها المطر لكنك قادر على استنطاق ذاكرتنا .. تمنحنا القدرة على أن نلتصق بظلالنا لنصبح نحن الثلاثة شيء واحد ..
عليك السلام أيها المطر .
#فوز_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟