أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - إذا عجز التطبيق عن متابعة النظرية فلابد من وجود خلل في التطبيق















المزيد.....

إذا عجز التطبيق عن متابعة النظرية فلابد من وجود خلل في التطبيق


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار النظم الاشتراكية حدث بسبب خلل في تطبيق النظرية الماركسية بسبب البيروقراطية وتجاوز الخصوصية للأحزاب الشيوعية في الدول الأخرى وعبادة الشخصية ودكتاتورية ستالين الدموية وغيرها من الأسباب البعيدة عن الفكر الماركسي.
إن النظرية الماركسية وتطبيقاتها يجب أن لا تترجم بشكل كيفي أو حرفياً لأن ما يحدث عادة في التاريخ قد يأتي مخالفاً مع الأهداف والنتائج التي رسمتها القوى التي تصنعها بل حسب المستجدات والمتغيرات بما يتلاءم مع العصر وشروطه المختلفة باعتبار جدلية الفكر الماركسي يقوم على الوعي وعلى التغيير المستمر تكيفاً ومنسجماً ع ضرورات وظروف كل مرحلة جديدة من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية والتي تستوحى من خلالها الغاية والمنفعة وقد يتخطى مقولات ماركس مما يستلزم ويستدعي إعادة النظر والتحليل ومراجعتها أفكاراً ونصوصاً مراجعة مستمرة كي تبقى النظرية أداة منهجية وفعالة في وقائعها ومعطياتها وأن تتخذ من النظرية الماركسية طابعاً تحليلياً عند التطبيق بدلاً من الاعتقاد المطلق بصحة نصوص ماركس التي حللت نصوص النظرية بناءً على معطيات أخرى مختلفة من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية وأوصلته إلى ما استنتج من أفكار ومعطيات توقعها على الصعيد النظري والتطبيقي وهذا يعني أن الفكر الماركسي ليس قميصاً مفصلاً جاهزاً يمكن ارتداءه في كل وقت وكل زمان ولا يحتمل التعديل والتغيير بل من سمات الفكر الماركسي جاء من خلال وعي الواقع وتغييره من خلال الجدل المادي التي من خلال التراكم الكمي والتناقض ونفي النفي.

ماركس والإنسان :
إن المسألة المركزية لدى ماركس هي مشكلة وجود الإنسان ككائن فردي واقعي حقيقي يتحدد معنى وجوده من خلال عمله الذي تتجسد طبيعته وتحقق ذاتها في الصيرورة التاريخية ويرى الإنسان في حسيته الكاملة ككائن موجود في مجتمع معطى ومن طبقة اجتماعية معطاة حيث يجري تطويره من خلال المجتمع .. كما يكون في الوقت نفسه أسيراً لمجتمعه ومتعلقاً به لأن الإنسان يمتلك شعوراً واحساس تجعله جزء لا يتجزأ من المجتمع .. لذلك فإن إنسانية الإنسان وعملية انعتاقه من القوى الاجتماعية التي تقيده غير منفصل عن عملية وعي وإدراك وجود هذه القوى وعن التغيير الاجتماعي الذي يتأسس على هذا الوعي والإدراك .. لذلك فإن الفلسفة الماركسية تعتبر احتجاج وتمرد متشرب بالإيمان في الإنسان وبقدرته على تحرير ذاته وتحقيق طاقاته من أجل تغيير واقعه المؤلم .. كما أن اهتمام النظرية الماركسية بانعتاق الإنسان كفرد يتجاوز الاغتراب وبالتالي تأمين قابلية الإنسان لأن يتفاعل كلياً مع أخيه الإنسان ومع مجتمعه ومع الطبيعة ومن خلال ذلك أصبحت النظرية الماركسية تتمحور حول الإنسان ومن أجله بعيداً عن الاغتراب والحرمان والاضطهاد والاستغلال.

ماركس والعقل الإنساني :
أكد ماركس على أهمية العقل الإنساني عندما كان الإنسان الأول يعيش في الأدغال ويأكل من صيد الحيوانات ويسكن المغاور ويتكلم بنبرات صوتية تشبه أصوات الحيوانات ثم دفعته الحاجة إلى الاشتراك مع أبناء جنسه كي يشبع رغباته وشهواته ثم أدله إدراكه الفطري على أنه لن ينال ما يشبع فيه هذه الشهوات والرغبات إلا إذا سعى للحصول عليها فجعلت تنمو من جراء هذا الإدراك تلافيف دماغية أكثر فأكثر حتى أصبح يمتاز على أعلى الأنواع الحية بميزته الإدراكية التي تسمى (العقل) المدبر والمدرك والخلاق لجميع مستلزمات الحياة المادية والمعنوية للإنسان ولذلك اعتبر ماركس الإنسان (أثمن رأسمال في الوجود) وهذا العقل إذن وليد المادة الدماغية وهو الذي يستنبط الأفكار تبعاً للحاجة الضرورية وهو يتطور كلما تغيرت الحاجة وهذا العنصر الجديد في الإنسان (العقل) مستنبط كل فكرة سواء كانت دينية أم اجتماعية أم عقائدية ولذلك فإن العقل أصبح هو الذي يرشد الإنسان إلى الحقيقة والمعرفة من خلال البحث والاستدلال والكشف.

النظرية الماركسية :
ليس هنالك خلاف في جوهر الماركسية وإنما هنالك فرق في طريقة تطبيق الفلسفة الماركسية من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية بما يتلاءم ومراحلها التاريخية وظروفها وملابساتها ومشاركاتها فالديالكتيك الماركسي ينبثق من جوهر واحد هو الفلسفة الماركسية والإنسان وليد التطور المادي البيولوجي والوجدان وليد نتيجة هذا التطور والقوى الإدراكية العاملة والصفات والأخلاق أيضاً هي وليدة التطور المادي .. والمعرفة ليست وليدة فكرة مثالية مطلقة بل هي وليدة تطور المادة الدماغية وصقلها وتهذيبها ويتمحور وجود النظرية الماركسية بما يلي :-
1) أن الأشياء وجدت مستقلة عن الإنسان وعن شعوره ووجدانه.
2) لا فرق بين الأشياء وما ينتج عنها.
3) الاختلاف مرهون بما يعرف عن الحقائق وما لم يصل الإنسان لمعرفتها.
4) المعرفة بنت الجدل وهي كغيرها من العلوم ليست محدودة ولا مطلقة بل نسبية وقابلة للبحث والاستكشاف.
5) لا عصمة بالمعرفة أن الجهل بالشيء لا ينفي وجوده ولا صحته.
كما أنها تعتبر المفاهيم التي تبدو ثابتة في المظهر تتغير بشكل جذري في مضمونها عندما تنتقل من سياق تجربة تاريخية اجتماعية إلى سياق تجربة أخرى ولذلك يعتبر الفكر الماركسي يقدم وجود مجتمع وتصور كامل وتام من جميع النواحي بحيث يمكن تطبيقه على كل المجتمعات في كل زمان ومكان بالرغم من أن لكل عصر متطلباته ولكل مجتمع احتياجاته المتجددة باستمرار .. ولذلك ينطلق جدل الفكر الماركسي من خلال نسبية الأفكار التي يعتبرها هي المطلق الوحيد في هذا المجال .. ولنسبية الفكر الماركسي ثلاثة أبعاد :
1) نسبية زمانية : إذ أن ما يكون اليوم صحيحاً قد لا يكون كذلك بسبب تبدل الواقع.
2) نسبية مكانية : فما يصح في مجتمع ما قد لا يصح في مجتمع آخر في الزمان ذاته وذلك بسبب اختلاف الواقع.
3) نسبية شخصية أو فردانية : كل إنسان في الوجود باحث أو مفكر أو عالم أو مجتهد كان سياسياً أن اقتصادياً أم رجل دين يفهم الفكر ويتعامل معه وفق خصائصه الشخصية وتكوينه العقلي والنفسي .. يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي : إن الإنسان الذي ينشأ في بيئة معينة اجتماعية فترة زمنية معينة ويربى على تقاليدها وعاداتها ومقاييسها الفكرية تنغرز في عقله الباطني وتصبح توجه تفكيره وعقله من حيث لا يدري وإن الإنسان في الوجود لا يفهم من الحقائق إلا ذلك الوجه الذي يلائم عقده النفسية وقيمه الاجتماعية ومصالحه الاقتصادية والسياسية التي انغرزت في عقله الباطني وأصبحت توجه تفكيره.
إن نتاج الأفكار والوعي والتصورات مرتبط بالنشاط المادي للإنسان والتعامل الذهني بين البشر الذي هو انعكاس للواقع الاجتماعي ومن خلال ذلك أصبح الإنسان يتعامل مع الأنماط والسياقات السائدة في مجتمعه.

يتبع ....



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمائر الميتة
- النظرية الماركسية
- الجهل السياسي بين الحقيقة والمطلق والنسبي
- ماركس وحركة التاريخ
- العراق بين الجاهل والمتعلم الأمي
- الماركسية والشعب
- الفصل الثالث / في رحاب النظرية الماركسية
- قوى الإطار التنسيقي موحدة وقوى الإصلاح والتغيير متفرقة ومشتت ...
- الدكتور لبيب سلطان المحترم
- رد (السيد منير كريم المحترم)
- السيد منير كريم المحترم
- تكملة موضوع (الماركسية السوفيتية)
- الماركسية السوفيتية
- كيف ستتم عملية الالتفاف على العملية السياسية في العراق
- من أجل إصلاح جذري للفساد الإداري وحملة الشهادات المزورة والت ...
- ما هي مكونات الماركسية ؟
- 3) المنهجية والأيديولوجيا :
- الفقر في العراق والحلول المطلوبة لها
- دفاعاً عن النظرية الماركسية .. الفصل الثاني
- حل الأزمة العراقية ليس مرتبط بالأحزاب والكتل السياسية فقط


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - إذا عجز التطبيق عن متابعة النظرية فلابد من وجود خلل في التطبيق