أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - هي...و الزّعيم (1)














المزيد.....

هي...و الزّعيم (1)


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 7343 - 2022 / 8 / 17 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم 13 اوت من كلّ عام و منذ 66 عاما،هو عيد المرأة التونسية الذي تم سَنَهُ للاحتفال بذكرى إصدار مجلة الأحوال الشخصية في تونس.
هو عيد سياسي أراده أصحابه مناسبة سنوية للترويج لمكاسب المرأة التونسية، ولكنه لم يكن كذلك فلا هو نجح في أن يكون كما أرادوه، و لا هو صار عيدا ينتظره الناس و يفرحوا به كما يفرح النّاس عادة بالأعياد.
هو عيد مُحدثٌ عجيب و هو من يصح فيه القول، بلا تردّد، بأنه عيد النّفاق والشّقاق، ففيه ينشطر النّاس أقوام: مجتمع لا يدري به و لا يعنيه حلوله أو ذهابه...
و مجتمع الموظفين العموميين الذين ينتظرون حلوله ليتمتعوا بيوم عطلة خالصة الأجر في لهب الصّيف و حرّ شهر أوتʺ آب اللهّابʺ!!
و مجتمع محافظ معارض له و ناقم عليه و لكنه لم يقدر من قبل و لا اليوم أيضا يقدر أن يتكلّم...
ومجتمع متكلّم، يتباهى بالعيد وببورقيبة الزّعيم يتبجّح، و هم من يقدّمون أنفسهم على أنّهم ورثة جينات الزّعيم التحرّرية و الذين صاروا يحتفلون أمامنا كلّ صيف، و بالضبط فقط بعد رحيل ״بن علي״ عن الحكم، بعيد بورقيبة أوّلا يوم 03 أوت، ثم و بعد عشرة أيام، يحتفلون بالمرأة التي أحياها بورقيبة بعد أن أماتها الدِّين و العرف و العادات و التقاليد!!
و هكذا يمضي معنا ذا العيد كلّ صيف من كلّ عام.
في كل عيد من هذا العيد يخرج المنافقين أدعياء حرية المرأة ليُعطونا دروسا في تكريم المرأة وإعلاء شأنها في تونس، فهم سليلي النظام البورقيبي الذي أتى بما لم يأت به أحد في العالم العربي، فقد منع تعدّد الزوجات وجعل الطلاق بيد القضاء في المحكمة و بحضور الطرفين وليس بيد الرجل وحده ينطق به متى يشاء.
شَكر الله سَعْيَ بورقيبة،،،،ولكن هل كان فيما سعى قاصدا خير المرأة والرّجل والأسرة التونسية، أم تلميع صورته الشخصية لإرضاء ذاته النرجسية المتعملقة حتى أنه قال ذات مرّة و بألم دفين أنه يشعر بالغبن كيف أنّ رئيسا مثله يحكم في بلد صغير مثل تونس،،، فمثله يستحق ما أكثر...ما أكبر...ما أوسع!!
عفوا...عَبَدَة بورقيبة، أعرف أنّكم لا تقبلون نقدا أو انتقادا للذات العظيمة و العقل الحكيم، المجاهد الأكبر، سيّد الأسياد بورقيبة.
ولكنه عهدا أخذته على نفسي أن أحَطِّمَ أصنامكم واحدا تلو الآخر... فقولوا عنّي ما شئتم و اشكوا لزعيمكم المُفَدَّى عُقوق امرأة تونسية تمتعت بقانونه الفريد و لم تعترف، كما يجب، بجهود الزّعيم و نضاله و لم تشكر نعمته عليها و أفضاله!
نعم...كان بورقيبة ذكيا، ألمعيا، يمتلك عقلا كبيرا وفصاحة وطلاقة تشهد بها خُطَبَهُ الكثيرة التي كم مللتها وأنا صغيرة، و التي كنّا نتندّر بها في السّبعينات و نقول أنّها مثل صحفة الشّربة التي يجب أن نبدأ بها إفطارنا في رمضان!! فلقد كانت التلفزة الوطنية التونسية وقتها تفرض علينا أن نستمع إلى فقرة يوميّة من توجيهات بورقيبة قبل شريط الأنباء الذي كنّا ننتظره بفارغ الصّبر، رغم أنّ شطره كان أيضا مخصّصا لأخبار بورقيبة و لكنّ شريط الأنباء ذاك كان نافذتنا الوحيدة على العالم فقد كانت أخبار العالم عزيزة بيد وكالات الأنباء وحدها، و ليس في متناول يد كلّ واحد منّا كما صارالآن!!
كنت من وقتها مهمومة بأخبار العالم و أحزانه، لذلك كنت مضطرة لسماع توجيهات الرّئيس المكرّرة المُعادة و كنت أسمعها بلا انتظار و لا شهيّة تماما كما أتناول صحفة الشربة الماسطة عندما بدأت التعوّد على الصيام!!
كنتُ أرى بورقيبة كممثّل مجتهد يحفظ دوره جيّدا للتأثير في المشاهدين و لكنّي لم أره ممثلا موهوبا يخرج الكلام من قلبه قبل لسانه، فقد كنت، من صغري، فَطِنَة لحَكْي القلوب.
كان بورقيبة متكلّما بحساب، غاضبا بحساب،،،ضاحكا بحساب، باكيا أيضا بحساب...كان له فعلا عقلا كبيرا، ولكن اسمحوا لي أن أقول لكم أني لا أجده، كما تجدوه، شخصا عظيما،،،لأنّه، ببساطة، لم يكن، يوما، قلبا كبيرا...!!!
كان يريد أن يربط إسم تونس مع اسمه هو فقط ...
كان يحب أن يُحمل دوما على الأعناق و أن تشرئبّ إليه كلّ الأعناق،،،
كان يريد أن يظهر لوحده في الصورة، أما البقية فأسماء عادية و أدوارهم، في اللعبة السياسية، ثانوية... ألم يكن المسرح مسرحه و هو من كان المُخرج و وهو من كتب الرّواية و هو من كان البطل!!
(يتبع)



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لستَ وحدك المجنون سيّدي الرّئيس!!
- و ينبعث الحبّ من...رماد القلب!!
- لو كان يدري الحاسدين...
- بكلّ اتّزان،،، بعد كلام مستشار الرّئاسة السّكران!!
- اتركوا تونس لقيس سعيّد!!
- كَيْفَ لَمْ يُهْدِرُوا دَمَهَا؟؟!
- إعدام الذباح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/3
- إعدام الذبّاح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/2
- إعدام الذبّاح العاشق: لا تتركوه وحيدا...3/1
- يا أهل تونس الشّرفاء: قُولُوا ʺنَعَمْʺ في الاستفتا ...
- النهضة بلا حجاب!!!
- نَدَمُهُمْ يَوْمَهَا عَلَى قََدْرِ ألَمَك يومها...
- أنتِ بلا حقوق أمام سلطان المال الكافر الأثيم.
- ابن السّماء...
- رئيس تونس الصّالح و الرّوح الخبيثة!!!
- أجيبوا ...أيا رجال؟؟؟
- لِأَكُونَ كريمة بِنْتُ المكّي... لِأَكُونَ بِنْتُ أَبِي!!!
- أَبُو الحوانيت!
- مَتَى نموت؟اسألوا ʺالمكّيʺ صاحب الحانوت.(1)
- دعني لِشأني!!!


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريمة مكي - هي...و الزّعيم (1)