العمل النقابي
صوت الانتفاضة
2022 / 7 / 3 - 16:32
يراود الكثير من العمال في العراق هاجس العمل النقابي، وتصاغ عدة أسئلة، او تجول في اذهان العمال والمعنيين بالشأن العمالي مجموعة استفهامات، فتجد مثلا ان النقاشات التي تدور بين أوساط العمال حول ماهية العمل النقابي؟ او قبل ذلك ما هي النقابة؟ وهل ان النقابة هي الشكل الارقى لتمثيل العمال؟ ثم ما هي العلاقة بين النقابة والعمال؟ او ما هو شكل هذه العلاقة؟ وهل يجب ان تكون النقابات مستقلة؟ والعشرات غيرها من هذه الأسئلة.
النقابات العمالية في العراق ومنذ اصدار القرار المشؤوم بتحويل العمال الى موظفين عام 1987، وهي تعاني كثيرا من تقيدات العمل النقابي، وقد ازداد شكل المعاناة هذه بعد احداث 2003، فالسلطات التي جيء بها أصرت على بقاء قرار "مجلس قيادة الثورة" المنحل، فقد وجدت فيه خلاصا من انبثاق اشكال تنظيمية قد تؤدي الى تقوية الحركة الاحتجاجية للعمال والكادحين، وحتى المعطلين عن العمل.
لا يمكن غض النظر عن "كسل" و "تقاعس" النقابات الموجودة عن كسر هذا القرار، فالشارع العمالي لم يلمس تحرك جدي وحقيقي نحو هذه القضية، بالتالي فأن العمال تراهم مبتعدون كثيرا عن الاتصال بالنقابات، وأي حديث عن العمل النقابي بين أوساط العمال يواجه بالسخرية والاستهزاء؛ بل ان هذه النقابات لم تكلف نفسها عناء ومشقة إقامة "مدرسة نقابية"، تثقف الى حد ما العمال والاجراء والكادحين بأهمية العمل النقابي، وتجيب عن كل الأسئلة التي تواجه العمال، وتقدم صف من الناشطين العماليين المسلحين نقابيا.
ان التساؤل الأهم الذي يواجه القوى التي تريد تقوية الصفوف العمالية بمواجهة مشاريع الطبقة البورجوازية، خصوصا وهم يسنون مشاريع سلب حياة كل الناس بورقتهم البيضاء، تلك الورقة النيولبرالية البائسة، التي ستتخلى فيها الدولة عن كل واجباتها امام الناس، نقول ان السؤال الأهم هو كيف يمكن خوض نضال عمالي صميمي يهدف الى تحسين الواقع المعيشي للعمال دون أداة او وسيلة فعلية مثل النقابة؟ وكيف يجب ادخال وترسيخ وعي بالعمل النقابي؟
ان المهمة ليست باليسيرة لكنها ممكنة جدا، فالأوضاع المأزومة للسلطة تتفاقم يوما بعد يوم، والحركة الاحتجاجية في تصاعد مستمر، فلا يمر يوم دون ان نسمع او نرى احتجاجات واعتصامات لهذه الشريحة او تلك، تطالب ب "التعيين" او "التثبيت" او "صرف الأجور"، هنا يجب وعي انه ليس هناك نقصا في الحركة الاحتجاجية، بل هناك نقصا فاضحا في عملية التنظيم، ولهذا فأن هذه الحركة الاحتجاجية الكبيرة لا تثمر شيئا، بل ان السلطة مستمرة في قمعها وانهائها.
تسليح العمال والكادحين والاجراء والمعطلين عن العمل هي المهمة الأساسية والأولى في العمل النقابي، والذي يجب ان ينطلق من الوعي بحالة العمال، والتركيز كثيرا على كيفية تنظيم صفوفهم بهذه الوسيلة المهمة.
#طارق_فتحي