أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلي عادل - كم بدا الموت قريبا














المزيد.....

كم بدا الموت قريبا


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1673 - 2006 / 9 / 14 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان تخرج في شوارع بغداد ..المزدحمة على الأخص ...هي مغامرة ممكن ان تخسر فيها حياتك ..فالأنفجارات المباغتة لايمكن التنبؤ بمناطق حدوثها و لا بتوقيتاتها المتنوعة ..و صار المبدأ ان تخرج و تواجه الموت و تتحدى التفجير بصدر مفتوح للموت او لحياة تمتد ليوم آخر ..و لن يساعد تأشير مناطق ساخنة كحدود للخطر و حدود للأمان فكل منطقة و كل شارع يمكن ان يتحول بين لحظة تأخير و اخرى الى قبر يحوي أجزاء متناثرة من جسدك مخلوطة بنثار أجساد اخرى كانت تمر بقربك ...
صرت اتخذ من الصفنة و التأمل وسيلة لأتخاذ قرار الخروج في ذلك اليوم من عدمة أو سلوك هذا الطريق او ذاك ..و ربما سأستعين بالفلك و قراءة الطالع لتحديد ايام تخلو من التفجير و طرق نظيفة من القنابل و المفخخات ..
كل يوم أخرج فيه أودع عائلتي و أوصي بأطفالي كأني لن أعود ..وكل عودة و وصول آمن حياة جديدة كتبت لي ..اللعبة اليومية التي نخوضها لمراوغة موت بشع تتخيل فيه كيف سيعاني من يلم أشلاءك و ما سيحسة من قرف و أشمئزاز من جراء صورة القطع التي كانت يوما ما تكوّنك و تحمل اسمك ..
و أعترف هنا اني أخاف من فكرة الموت بتلك الطريقة البشعة ..لذا ابتعد كثيرا عن واجبات الخروج إلا الضرورية جدا منها ..و في احدى تلك الضرورات الملحة خرجت لأتم معاملة كان لابد من اتمامها و في احدى المناطق المزدحمة جدا و القريبة من هدفي ..في شارع مليء بمئات السيارات و التي كان يتوسطها رتل امريكي و من خلفة قوات عراقية ..علقوا جميعا في ذلك الشارع الذي كنت انا على بعد امتار منه حيث كنت اسلك الطريق المعاكس اي الجهة الثانية التي كانت اقل زحاما ..كانت تحتجز كل تلك السيارات المليئة بالناس العاديين من عوائل و بشر ..نقطة تفتيش تسد بوجههم الطريق و تسمح بمرور السيارات واحدة واحدة و ببطء شديد ..في تلك اللحظة حدث الأنفجار ..لا يمكن وصف تلك اللحظة لكني سأحاول ان احكي ما رأيت و ما سمعت ..حيث بدأ مطر الشظايا يتساقط ..و لا يسمع سوى صوت ارتطامة بكل شيء قريب او بعيد ثم بدأ سيل من الأطلاقات التي لا يمكنني تحديد مصدرها لأنها كانت تأتي من كل اتجاه و بكل اتجاه ...لحظتها لم يمر شريط حياتي امام عيني كفلم سينمائي كما تصور لنا الأفلام ..حين يمر البطل بلحظة الموت او يقترب منها ...كل ما كنت أراه و اسمعة هو نثار الشظايا و الأجساد ..بعد التأكد من انني ما زلت على قيد الحياة و ليس هناك اي جزء ينزف من جراء شظية او طلقة تائهه..صحوت على تزاحم كل من هو قريب على المهرب الذي لم يكن واضحا من اين الوصول اليه ..السيارات التي كانت بجانبي بدأت بالتخبط بكل الاتجاهات ..بينما استسلم الواقفون في االجانب المقابل لمصيرهم فلا مهرب لهم ..حين أقترب مني الموت صار سهلا و الحياة صارت رخيصة تافهه ..لكن ما ان هدأ كل شيء ..استمرت الحياة وانتهى ذلك المشهد بجمع الأشلاء و غسل ما سال من دماء و أتممت ما جئت من اجله و و عدت الى بيتي ..و معي قصة يمكن ان تروى لمليء الساعات الطوال في انتظار ساعة او اقل من رحمة الكهرباء ..



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم ...أم كابوس
- حكومة زيارات ...حكومة وفيات
- صواريخ...صواريخ
- المرجعيات الدينية ...جحيم العراق
- ذاك المرض..تلك الميليشيات
- خطّة أمنية ..توصلك الى ..موت ..سريع ..آمن
- الحجاب...أو حزّ الرقاب
- بورصة...الوزارات العراقية
- فتاوى آخر زمن
- لا عراقيين ...في حكومة العراق
- دروس خصوصية في الجامعة التكنلوجية
- جثث مكيّسة
- تشرّد خمس نجوم
- عمائم ...عمائم
- دفاع قوي ...عن الهشاشة
- الى الجحيم يا....لورباك
- أمتحان ..قادة العراق
- حرس ...أم لصوص...وطني؟؟
- ManHole.ca
- هذا البلد الطارد


المزيد.....




- صور سريالية لأغرب -فنادق الحب- في اليابان
- -حزب الله-: اشتبك مقاتلونا صباحا مع قوة إسرائيلية من مسافة ق ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة مشاة إسرائيلية وناقلة جند جن ...
- الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقلي ...
- كييف تكشف عن تعرضها لهجمات بصواريخ باليستية روسية ثلثها أسلح ...
- جمال كريمي بنشقرون : ظاهرة غياب البرلمانيين مسيئة لصورة المؤ ...
- -تدمير ميركافا واشتباك وإيقاع قتلى وجرحى-..-حزب الله- ينفذ 1 ...
- مصدر: مقتل 3 مقاتلين في القوات الرديفة للجيش السوري بضربات أ ...
- مصر تكشف تطورات أعمال الربط الكهربائي مع السعودية
- أطعمة ومشروبات خطيرة على تلاميذ المدارس


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلي عادل - كم بدا الموت قريبا