أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الهادي مصطفى - الراقصة والرجعي ياسين العمري















المزيد.....

الراقصة والرجعي ياسين العمري


عبد الهادي مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 7227 - 2022 / 4 / 23 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لن نجعل للبشر وصاية تراقب الناس على المعصية والثواب وتدخلهم الجنة و النار
أفتتح مقالتي المتواضعة في رد مستقطب على الرجعي المدعو ياسين العمري فيما قاله في شريط الفيديو في تعليقه على مسلسل يتناول موضوع الشيخة... فصاحبنا اول ما وقع فيه كغيره من دعاة الرجعية هو التعميم في خطابه بالحديث عن جميع المغاربة كما لو عينوه ناطقا بإسمهم. وهو أمر مرفوض بتاتا بالرغم من ان هناك بعض المناطق يمكن ان تستعر من مصطلح الشيخة او ترفضها غير ان اغلب المغاربة يتناولون موضوع الشيخة بشكل عادي كأي حديث آخر سواء بين الأصدقاء او العائلة والدليل نسبة متابعة المغاربة للمسلسل. الا انه وعلى ما يبدو فصاحبنا يعتبر كل من يتابع مسلسل الشيخة او من يخالفه وأنصاره الرأي غير مغربي وهو ما يعتبر هجوما وافتراءا بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
في بعض من حديثه لخص مشروع المسلسل فيما قال عنه انه مؤامرة من جهات خفية حسب إدعائه هدفها هو تطبيع المغاربة مع الشيخة وهو حديث خطير جدا باعتبار التطبيع لا نتحدث عنه الا مع النقيض او العدو او مع من يخالفنا ويختلف معنا، فصور لنا موضوع الشيخة كما لو اننا بصدد الحديث عن الصهيونية التي لم يخصص لها بالمناسبة ما خصصه لموضوع الشيخة عندما طبع المغرب علاقاته مع بني صهيون.
من الكبائر التي سقط فيها شيخنا المبجل هو تقسيمه للمغاربة لطائفتين متحاربتين لخصهما في أهل الحق من جهة وأهل الباطل من جهة أخرى يتحاربون حول رقعة معينة للظفر بها . وهو بذلك سقط في المحضور وتناسق في حديثه مع خطاب داعش والنصرة وغيرهما من الجماعات الإرهابية التي تصور الصراع لأنصارها بأنه صراع بين الحق /الباطل. المسلم /الكافر.... مما يحفز مريديها على ممارسة الإرهاب والقتل بدم بارد ضد كل من لا يتوافق مع معتقداتهم وأفكارهم الخاصة. وأنا متأكد بأننا لو سايرنا هذا الرجعي في خطابه وأفكاره لوجدنا أنفسنا في المغرب بين فئتين متحاربتين كل طائفة تقاتل الأخرى وهو الوضع المريح لأمثال هذا الدجال حيث ينتعشون بحمولتهم الرجعية للتهييج واستغلال اندفاع الشباب للصيد في المياه العكرة كما وقع في مصر وسوريا.
الرجعي ياسين العمري ينتمي لتيار الاخوان المسلمين الإرهابي الذي يحلم بإعادة بناء مشروع الخلافة على الشاكلة العثمانية مستغلين لذلك كل السبل الممكنة، ولعل هذا ما يفسر الارتباط الوثيق ذاتيا بين هذا الشيخ الاخواني وجماعة العدل والاحسان وحزب العدالة والتنمية ودفاعه المستميت عنهما. اما موضوعيا او إقليميا ان صح القول فمجمل استشهاداته الدينية يستمدها من كتابات كبار منضري الاخوان المسلمين خصوصا في مصر ويأتي الارهابي سيد قطب والغزالي على راسهم. ليس هذا فقط بل يتناقض صاحبنا في مجمل حديثه عن منهجية اهل السنة والجماعة و يتعارض مع أغلبهم تعارضا جوهريا، ويبدو ذلك واضحا من خلال التناقض النضري عمليا بين مجموعة اهل السنة التي يهاجم شيوخها ومنضريها ياسين العمري وبين الاخوان المسلمين الذين ينضوون عمليا فيما يعرف بجماعة الاسلام السياسي. وكما يقول أهل السنة والجماعة في بعضٍ من أشعارهم :
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي ولا تصحب أخا الجهل وإياك و إياه يقاس المرؤ بالمرئ اذا هو ما شاؤوا...
ياسين العمري وإن لم يجهر بمشروعه السياسي أو جماعته التي ينتمي إليها فمضمون خطاباته و من يستشهد او يدافع عنهم اضافة الى المقربين منه ينم بشكل واضح عن انتمائه الى مشروع الإخوان المسلمين. ولن نتفاجأ اذا وجدناه جنبا الى جنب مع عبد الإلاه بن كيران في الإنتخابات القادمة لمحاولة لملمة شمل الإخوان المسلمين واعادة الحزب لتصدر المشهد السياسي من جديد
السينما والفن عموما يجب ان يكون دورهما معبرا عن الواقع في الغالب وناطقا بإسمه ومساهما في تغييره أحيانا لكن وكما هو معروف فالفن لسان الطبقة الحاكمة ومدافعا عن اديولوجية التحالف الطبقي المسيطر لتجسيد قيمه و أفكاره وتسييدها بين العموم . اما في المغرب فلا نملك فنا متكاملا لا بالمعايير البورجوازية ولا الشعبية منها، خصوصا على مستوى التمثيل والسينما باعتبار القطاع غير مهيكل وخاضع بدرجة واسعة لسيطرة فئة متحكمة تمارس الرقابة الخانقة على جميع الاصعدة ولهذا نجد الانتاج الفني معاكس للواقع و مجانب له حينا او يعطي صورا نمطية معاقة احيانا أخرى.
اما القوى الرجعية سواء التنظيمات الاخوانية او التكفيرية او ما يمكن إجمالها في جماعات الإسلام السياسي فلا تعترف بالفن بتاتا بل تعتبره من المحرمات التي تستوجب مقاطعتها. كما ان دورها في الصراع الطبقي واضح بإعتبارها تجسيد علمي وعملي لتجليات الحضر العملي للفعل الجماهيري، ولا تتوانى في تلجيم الجماهير حينا اومدافعة عن نمط الانتاج السائد حينا اخر (العدالة والتنمية والعدل والإحسان كمثال) وهو ما يبرر الدور الذي يقوم ياسين العمري باعتباره مجرد بوق اخر من ابواق الرجعية الحالمة بالقومة أو الخلافة وهو اخونجي ناجح في ميدانه و منسجم كل الإنسجام مع خلفيته الرجعية ومتطابق في فهمه وخطابه مع الاديولوجية السائدة التي يدافع عنها ولا يمكن أن ننتضر منه أكثر من ذلك. بإعتبار الخطاب الدعوي الذي يختص به مكون أساسي من مكونات إديولوجية الطبقة السائدة في الوقت الراهن على الأقل. فرقصات بعض الظلاميين بين الحين والاخر لا دور لها سوى التذكير بوجودهم لانهم يخشون أن تقذفهم تطورات الحياة ومتطلباتها فيخشون أن ينساهم المجتمع الذي يمضي في اتجاه معاكس لما يقولونه فيجدو أنفسهم في القاع مع حراس معبد آمون. وكما قالها الفيلسوف إبن رشد من قبل و لا بأس من أن نكررها اليوم بعد قرون من الزمن :
يقول ابن رشد
"التجارة باﻻديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل فإن أردت التحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني. ..."
حوار الشيخ والشيخة مجرد نقاش فضفاض لن يقدم اي إضافة لطاحونة الصراع الطبقي بالمغرب كما لن يساهم في ململة الفعل الجماهيري او زحزحته لبلورة أشكال واقعية لمواجهة تداعيات الأزمة الإجتماعية الخانقة. كما لا يمكن لهذا النقاش العقيم ايضا أن يساهم في سيرورة التحرر من قيود حراس المعبد لأنه خطاب أجوف أقرب ما يكون الى اثارة الزوبعة حول مواضيع هامشية بعيدا عن النقاش الرئيسي الذي يجب ان نخوضه في الوقت الراهن خصوصا مع تطورات وافرازات الأزمة الاجتماعية المثمثلة في ما تنتجه الازمة البنيوية التي يعيشها نمط الانتاج البورجوازي... وهو تحوير جانبي لمواضيع فارغة المحتوى والمضمون. همها الاول والأخير تلطيف الصراع الطبقي او محاولة تغييب معالمه الرئيسية.
السينما في المغرب خرجت عن المألوف وبدأت في تقمص اشكال تيمات مختلفة وغريبة عن التربة المغربية فبإستثناء مصطلحات اللغة العربية والممثلين فكل شيئ ينم على ثقافة غريبة عن واقعنا كما لو اننا بصدد عمل فني مدبلج تم استيراده من تركيا تماشيا والمواضيع الاجتماعية التي يتناولها والطبقات المستهدفة وانواع الديكور والسيارات والعقار والموسيقى والماكياج.... فكل شيء يوحي لك كما لو كنت تتابع قصة قادمة من تركيا ولا علاقة لها بالمغرب.
لا احد ينكر أن الشيخة افراز موضوعي للبيئة المغربية ... وهي بالذات نتاج بنية إجتماعية واقتصادية بتطوراتها ومتغيراتها . كما ان الشيخة تعتبر تيمة مغربية مستمدة من واقعنا المعاش أحب من أحب وكره من كره وقد تعايشت هاته الشخصية مع الواقع المغربي وفق علاقات اجتماعية معقدة بعض الشيئ تماشيا وخصوصيات كل منطقة حيث تعتبر مكونا اجتماعيا عاديا ونمطيا في بعض المناطق كدكالة وغيرها، ومقبولة موسميا في مناطق أخرى. لكن عموما ساهمت مجموعة ضروف ومتغيرات تاريخية و إجتماعية في سيرورة متصلة لتصبح على ما هي عليه الان داخل النظم الإجتماعية المغربية.
لكن بالرغم من ان الشيخة تعتبر نتاج مغربي و فاعل عضوي في النسيج الإجتماعي . فالمغاربة لا يمكن ان تكون بالنسبة لهم مثالا يحتدى به او رمزا للتحرر او التغيير او حتى وسيلة مقبولة للرقي والتسلق الطبقي فكما يقول المغاربة فالشيخة يمكن ان نكرمها ونغذق عليها من أموالنا و نستقبلها في مناسباتنا واعراسنا ولكن لا يمكن ان تسكن بيننا...
اما الظلامي المدعو ياسين العمري الذي ينصب نفسه داعية اسلامي... وشخصيا لا أفهم اي دعاية يقوم بها طالما نحن في دولة اسلامية. في نظري يمكن وحسب افكاره الرجعية أن يرقى الى مستوى الداعشي او الإرهابي اكثر منها الى الداعية تماشيا وبعض احكامه الجاهزة خصوصا في مجاهرته في حدود القتل حيث لا يمكن لإنسان عاقل وسوي ان ينادي بإستتابة تارك الصلاة او قتله في ثلاث .... وبالرغم من ان الدين الاسلامي اصبح موروثا مغربيا فلا يمكن لكل من هب وذب ان يأتي للمغاربة بأفكار ومواقف يحاول ان يفرضها عليهم بإعتبارات عدة اهمها ان الاسلام مختلف عن المسيحية خصوصا في مسألة الوساطة بين العبد وربه وهي المهمة التي يحال ياسين العمري القيام بها بتنصيب نفسه وصيا على الجماهير ووسيطا بينها وبين دينها الذي لا تحتاج لأمثاله لفهم تعاليمه.
الداعشي ياسين العمري لا يمكن بالبث والمطلق ان يكون هو الاخر ايضا مثالا ناجحا للشباب المغربي كما لا يمكن ان نجعل منه رمزا وقدوة او حتى مصدرا للتنظيم الاجتماعي المغربي لانه بأفكاره و نظمه الفكرية وتصوراته التليدة للواقع أصبح متجاوزا بفعل المتغيرات وتطورات الحياة ومتطلباتها المتجددة يوما بعد آخر. فلا أعتقد جازما بأن أي منا يمكن أن يقبل من هذا الظلامي ان يشرح ويفسر له في العلاقات العائلية او ان يشرح له طريقة الاكل والشرب وسبل التعامل مع الآخرين نضرا لمجموعة اعتبارات اهمها تناقضه الصارخ مع متطلبات الواقع وانسلاخه منه.
الشيخ والشيخة... وجهان مثماثلان لعملة واحدة هدفها تنويم الجماهير و إشغالها . و كل منهما يقوم بالدور المنوط به سواء لتنويم الجماهير وابعادها عن الواقع أو من خلال تلجيمها وجرها للخوض في مواضيع ونقاشات لا تسمن ولا تغني من جوع....
ختاما ثنائية الشيخ /الشيخة موضوع النقاش الحالي في تجلياتها المختلفة تماثل وتطابق في سيرورتها وأهدافها الثنائية المعروفة سلفا في رواية الشيخ أبو نهدة والرفيق أبو خمرة. لان ما يحدث لا يعمل الا على خدمة التحالف المسيطر بجر النقاش الى هوامشه بنقاشات ومواضيع مستهلكة سلفا.



#عبد_الهادي_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفايد. عندما يتحدث الدجال
- فيروس كورونة بؤرة نمط الإنتاج البرجوازي
- قطاع المحروقات بالمغرب
- قطاع المحروقات في المغرب. نادي المستتمرين للربح السريع
- المقاطعة والنقابات بالمغرب
- المتعاقدين بالمغرب.وتجليات طبائع البرجوازية الصغرى
- هل سوريا دولة ديمقراطية.. ؟
- المسألة الأمازيغية. القائدة ديهيا
- اردوغان في عمق المأزق السوري
- هل يستقيم الفصل بين الصهيونية واليهودية !! ؟
- لا للتضامن مع الرجعية
- قراءة في كتاب معالم في الطريق بوابة الارهاب الاخواني
- السودان مرة اخرى إنتفاضة ام ثورة
- نهاية أردوغان.... الوشكة
- النصر سوري والعويل صهيوني تركي
- المسألة الأمازيغية
- صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية
- معسكر اوشفيتز النازي رؤية ماركسية
- الهمة بن كيران وحتى بن عبد الله ... ما الفرق؟؟؟
- المهراجانات في المغرب.مهرجان ميسور


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الهادي مصطفى - الراقصة والرجعي ياسين العمري