أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - التوهج الدلالي والجذب الايحائي في المجموعة القصصية الاغتيال الازرق القاص واثق الجلبي















المزيد.....

التوهج الدلالي والجذب الايحائي في المجموعة القصصية الاغتيال الازرق القاص واثق الجلبي


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


التوهج الدلالي والجذب الايحائي
في المجموعة القصصية الاغتيال الازرق
القاص واثق الجلبي
قراءة / اياد خضير
يقول د. جميل حمداوي : تستند المقاربة النقدية لفن القصة القصيرة جدا الى عدة معايير ومقاييس تنصب على الجوانب الدلالية والشكلية والبصرية ، ومن هنا تميز هذه المقاربة بين الاركان والشروط ، او بين المكونات الداخلية والتقنيات الخارجية ، او بين العناصر البنيوية التي تميز فن القصة القصيرة جدا ، وتفرد عن باقي الاجناس الادبية الاخرى ، وبين المقاييس المشتركة التي تجمع هذا الفن الجديد والمستحدث مع باقي الفنون والآداب والمعرف العلمية)#1
قصة وجهة الازرق
تدور وتتمحور حول موقف ما من الحياة عبر القاص واثق الجلبي عما يعانيه الانسان من قلق نفسي وضغط اجتماعي ، قصة مثلت حيرة الانسان في زمن ليس من السهل التآلف معه ، وهي من القصص الملغزة.
((استطاع ظهره أن يستوي على الماء ورجلاه المدمنة على المشي أن تعبئ آخر قطار .. أمضى نصف عمره بالترقب فاستطاع أن يمسك بخيط الظلام المنبعث من صدره المشقوق .. ظل منحنيا عليها بأقدام مطمئنة وشيء من حنينٍ الى الاشجار التي لا تبدي غضبها على نزقه غير المعهود.. في تعداد الانسان كان صفرا لكنه كان رقما صعبا في تعداد الطيور.. استحال الى قطرة ماء تحمل ألف شكل وصورة لم يشربها النمل بل رمى بها نحو السماء فلم يسقط منه قطرة.))
قصة صقيع الاحزان
نجح القاص واثق الجلبي بالتقاط تلك الصور في قصته ، لتشكل عالماً متداخلاً في الزمان والمكان بين الواقعية والخيال والغرائبية احياناً ، تمتاز قصص واثق الجلبي باستعمال مكون المفاجأة ، للإدهاش المتلقي ، وارباكه ذهنياً ووجدانياً فيها لغة الغموض والتحليل ، للبحث عن الاجوبة الممكنة ، بدايات قصة صقيع الاحزان ونهايتها محزنة الموت ، تشتبك مع القارئ ذهنياً وحركياً كالإرباك والابهار في اثارة وجدان المتلقي .
((ارتطم بالهواء ولم يشعر بصخور الأرض تهرول على جسده المنقع بالهموم.. بصق في وجهه ورأى كرامة الحصى أقدر منه على النهوض.. لم تكن الشجرة إلا وهما من صقيع الاحزان.. رمى بكل ملابسه في الكانون فانبعثت رائحة الجوع.. ظل متربصا نفسه حتى أوقعت به فسقطا على السماء ..))
قصة بعثرة قلب
تعتبر من قصص التلغيز ، لا نها تثير مخيلة القارئ وتشوش الافكار ، وتجعل القارئ يطرح في داخله اسئلة بعيداً عن توقعاته ومعرفته المسبقة ، في هذه القصة نلتمس حالة انسانية موجعة ((بعد أن وبخه صديقه الوحيد وهو يبيع كتبه في شارع المتنبي ضحك وقال بعمق : لست كتابا لأباع . أكل شطيرة الهم الثقيل وشرب نصف الغيم الخجول .. لم يترنح بل عاد الى البيت ليقرأ في كتاب لم يبعه ..))
حدث القصة جاء متوتراً في حالة تصاعدية ، تميزت بقفلتها الرمزية ، الرامزة ودلالات متعددة
((وجد أوراقا مبعثرة في رأسه فلم يستطع قراءتها .. ولأنه كان ينسى كل شيء دائما تذكر أنه لم يقبض ثمن الكتب التي باعها .. ضحك مرة اخرى وكتب : اذا كان المرء يقرأ كثيرا فلماذا لا تغلق أبواب الجحيم ؟ مزق الورقة وأطفا قلبه ومضى.)).
قصة غراب
القصة تحمل دلالة سيميائية .. العنوان غراب يحمل مجموعة من الرموز والاشارات موجودة في الذهن ، ملامح الدلالة السيميائية في الامثال القرآنية ، كلمات توحي بأكثر من مدلولها الطاهري وتنطوي على جملة من المعاني الاخرى ((نظر الى غراب أعصم ففكر في جيبه .. كيف لطير ان يعلم إنسانا ؟ أما علم الله آدم الاسماء كلها ؟ فلماذا لم يتعلم كيف يدفن ؟ باي لغة أفهم الغراب البشر؟ بلغة الموت؟ لم تستقم في رأسه فكرة معينة فطارد مخيلته التي جعلت منه أضحوكة الناس)).
القصة تحكي بأن الغراب علم الانسان كيفية دفن الموتى كما ذكرها الله تعالى في سورة المائدة ، فيها تساءل كثير وهي استذكار للكثير من الحالات التي سمعناها وقرأناها(( .. نام وهو ممسك بقميص يوسف وعصا موسى ورداء عيسى حيث لم تكن ناقة صالح بالانتظار ولا خيل سليمان تفقه منه قولا .. رأى نفسه ذلك الكبش الذي ذبحه ابراهيم .. أراد أن يخرج من الحلم فارتطم رأسه بمقدمة سفينة نوح .. فتمتم بكلمات ورجع الى الأمام.))
القصة تحمل معزى عدم الاستسلام والرضا بالأمر الواقع والمحاولة الجادة الدائمة في الوصول الى كل ما نتمناه.
قصة سياسي معمم
القصة تحمل المنتجة أي ليس نقل الحادثة كما هي في الواقع ، بل يأخذ المشاهد الأجزاء المهمة والمؤثرة ، وهي من القصص الساخرة ، تظهر هذه المفارقة في الاستهزاء بالسياسي المعمم ، الحرب التي تحصد الاموات ، شهداء الحشد الشعبي ، تلك الصرخات الانسانية والتي تحولت الى جنون هستيري ، أو هذيان ، ادركوا الشباب مهمتهم وغباء رجال السياسة ، والانظمة التعسفية التي مارست سطوتها ، ظهرت علامات التهميش والفقر ، صور رمزية متخيلة واقعية تحمل تأثيرات سيميائية ودلالات ايحائية .
((خرج من منطقة العلاوي قاصدا عمله في شارع فلسطين فمشى متهجدا وهو ينظر الى السيارات الفارغة من العقول المظللة بالعفن والجبروت .. ابتسم عندما أدرك بان عمامة السياسي هذا كعاهرة في البتاويين .. لم يؤمن بالديمقراطية لأنها جاءت من خلف الدماء.. أيقن بنفسه فقط .. سقطت امرأة كبيرة فلم يعبأ بها احد .. كان ذلك الولد الصغير يستجدي ثمن رغيف الخبز .. معركة هناك بين رجلين وفتاة تصرخ ..سيارة اسعاف تحمل شهداء الحشد الشعبي .. زعيق هناك .. سباب هنا .. هدأ من روعه وهو يعبر جسر السنك الذي أراد أن يفجره ليقطع سرته العتيقة .. كان السياسيون أغبى رجال الارض لم يدركوا ان اغلبية الناس ادركوا خطورتهم .. وان السياسة أقذر عمل يقوم به معمم.))
(( الناقد الادبي الفرنسي رولان بارت : حدد في كتابه عناصر السيميولوجيا ، عناصر السيمياء الدلالة وهي على شكل ثنائيات من اللسانيات البنيوية ، وهي اللغة والكلام ، الدال والمدلول ، التقرير والايحاء ، الدلالة الذاتية والدلالة الايحائية )).
قصة صليب
قصة معبرة تتضمن دروساً ومعاني مختلفة ، حينما تزداد الامور صعوبة من حولنا ونفقد الامل ، الدرس هنا ان لا نيأس عندما يتقدم بنا العمر الى كهولة ونتذكر امواتنا ويبدو لنا من الصعب تحقيق نجاحاً بعد ان بلغنا سن الشيخوخة ونفكر بأننا بلا قيمة ، نتعامل مع ظروف سيئة ونتخذ القرارات السيئة .
((أمسك بيدها لكنها انتقلت الى عالم لم يبلغه .. انشطر ملتزما بما عاهد عليه قلبه .. تململ من كفه لأنها لم تهتدِ اليهما.. أحسّ بانهيار أدمنه منذ الكهولة.. كان عمره لا يتيح له أن يبني في فمه كوخا كي يبتسم فيه .. حرّك قدما وسكن أخرى فتراجع مكنونه ليلطمه بكلتا عينيه.. لو أنزل آلامه على جبل لما اطمأنت نفسه .. لم يك تقيا بأحزانه ولم تنفع كل محاولات قلبه ليقلع عن موتاته المؤجلة.. قرّر أن يتبخر .. أن يتجلى له الموت كما الهلال أراد أن يبطل كذبة الضحية التي تموت من أجل الآخرين .. لم يفقه أحد من البهائم ما يقول فقرر أن يتكلم مع نخلة مقلوعة القلبين .. جاءت أفواج النمل لتحمل عينيه اللتين سقطتا من السماء .. كان ممسكا بجذع النخلة فسقطت منها مئة غيمة.)).
قصة جوع
واثق الجلبي في هذه القصة ، في حالة حوار ذاتي يستفيق على الخطاب اليومي المتوهج حتى يشعر القارئ بعمق الكلمات مع اعطاء فسحة التخيل في صور تركيبية مدهشة ، القصة تحمل شفرة مجموعة من الرموز الموجودة في العمل الادبي وانعكاساتها ، وذلك ان العملية الابداعية في جوهرها تنطلق من الفردية وتخضع لتقنيات الذات وأهوائها.
((.. لم ينزل عليه الوحي بل ازدرته الاحصنة التي أدمنت النوم في غرف التعذيب.. جاءه المخاض فانطلق سريعا ليلحق بعينه اليمنى .. اشتبكت عليه رحايا الدهور غير المنتظمة بقانون.. رجع ورقةً فأذابه التناسل لتبصق على وجوهه حيوانات البر والبحر.)).
قصة ذراع أعمى
القصة تحمل في طياتها تجليات المعنى ، ما توحي من الجمل اللغوية .. من خيال لدى القارئ ، هذا التساؤل عن حب وقدسية الام .
(( كم جلس الحب وحيدا وهو دامي الوجنتين ؟ كم غنى لك وانت تمتشقيني لاهية عشق ؟ كم أحبك وانت حبة لؤلؤ في كتاب اخرس .. كم استاقك وانت فوضى جب بين ذراعيً رجلاً عمى .. سأكتب كل موتاتي .. وانثر قلبنا صهوة.. فليس الموت سيدتي سوى صحوة .. ما زالت احبك وسأبقى أستهزئ بالألم .))
قصة غيمتان
القصة تحمل طاقة ايحائية ، فالكلمات هنا توحي بان الغيم ينزل مطراً وكذالك الذكريات المؤلمة التي توحي بالحزن وتهيج الذكريات الحزينة .
(( لم يستمل أي مقص كان عنده .. بل انطوى ككبش ذبح سكينا.. ارتمى بين احضانه متمردا عليه ضاربا عينيه بسيل من لكمات النور القادم من أنفاسه المتكورة.. مسك ركنه متحطما منجذلا محترقا وكان كالماء له من الطعم انثاه ومن اللون غيمتان مستعدتان للسفر ومن الرائحة جوقة ارواح غير مطبوخة الكلمات ..))
اخيرا
نجد بعض القصص اقتراب اللغة السردية من الشعرية النثرية والتي من شأنها ايقاد وهج دلالي يغري القارئ بلذة جمالية ، وجذب ايحائي يشكل من خلاله مكامن النص الموازي والغير مرئي أضافة الى الازاحة في العنونات الفرعية للمجموعة القصصية الاغتيال الازرق ، ثيمة الموت حاضرة في أغلب القصص ، بعض القصص ذكر فيها اسماء انبياء وقصص قرآنية يذكر ان المجموعة احتوت على 50 قصة قصيرة جدا ، اخترت بعضها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#1 اركان القصة القصيرة جدا ومكوناتها الداخلية . د. جميل حمداوي .



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية منطق الطير والشيخ يوسف للروائي واثق الجلبي .. جدلية ال ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. جمالية الابداع وجمالية التلقي
- منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي ( منطق الطير والشيخ يو ...
- واثق الجلبي في رواية - منطق الطير والشيخ يوسف - استدراك الام ...
- واثق الجلبي في ( يوسفيات) .. شعر صدّاح
- قراءة في المتحور الأدبي الجديد في المجموعة القصصية ( جني الأ ...
- كلكامش.. عودة الثلث الاخير للروائي واثق الجلبي .. تجريبية ال ...
- قراءة في رواية ( كلكامش .... عودة الثلث الاخير ) للأديب واثق ...
- انخيدوانا
- واثق الجلبي في المجموعتين القصصيتين (الاغتيال الازرق ولحاء ا ...
- السرد المكثف في رواية -يوسف لا يعرف الحب-
- برعوثا .. حكيم بابل ..أول من كتب التاريخ
- واثق الجلبي يحاور محمد البغدادي شعرا
- فقيه الطين ورواية السرد عند واثق الجلبي
- رواية (فقيه الطين) للأديب واثق الجلبي .. اسلوب لغوي متميز وص ...
- الاسطورة والدين والتراث .. في رواية (فقيه الطين) للكاتب واثق ...
- المضامين اللسانية واجتياز لغة القصة .. واثق الجلبي .. اختصار ...
- رواية كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى .. محاكاة الواقع بسلطة ا ...
- فقيه الطين .. تحت مواشير العدم والوجود في المخفي وفي المعلن
- فقيه الطين ورحلة البحث عن الخلود


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - التوهج الدلالي والجذب الايحائي في المجموعة القصصية الاغتيال الازرق القاص واثق الجلبي