كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 10:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري الذي يأتي بعد شهر شعبان ويعتبر مميزا عند المسلمين عن باقي شهور السنة. فهو شهر الصوم والعبادة وتذكير المسلمين بآلام الجوع والحرمان التي يعاني منها الفقراء والاحساس بفقرهم وحرمانهم ومساعدتهم بشتى الطرق المادية والمعنوية؛ وهو شهر المسامحة، والتواصل الاجتماعي للتقرب من الله والحصول على رضاه ومغفرته.
لا اعتراض على هذا الفهم الشرعي المنطقي الأخلاقي للشهر الفضيل؛ لكن، وبسبب ما تواجهه الشعوب العربية اليوم من أحداث جسام تتمثل في حروب وانقسامات وتدخلات أجنبية وعربدة صهيونية، باتت الأمة ممزقة يتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وصارت الجروح شتى، والنزيف والظلم يتزايد، والعباد بحاجة لتذكيرهم بأهمية وحدة الصف الديني والاجتماعي، وتغليب المصالح على التشتت والفرقة والانعزال.
ولهذا يجب على رجال الدين المخلصين الصادقين الذين يلقون الخطب والمواعظ في المساجد، ويدعون الناس للقيام بواجبهم الديني بصيام الشهر وتكثيف العبادات، ومساعدة الفقراء وإعطاء الزكاة، أن يدعوهم أيضا إلى التفكير بكل ما يهم ويمس حياة المجتمع وأفراده في الحاضر والمستقبل؛ فالعبادات سواء كانت في الصيام أو في الصلاة لا معنى لها إذا انتزعت منها قيمها وأبعادها الأخلاقية والدينية، وتحررت من غاياتها السامية وعلى رأسها حماية الأوطان والمواطنين وإعطائهم حريتهم وحقوقهم، ودعوتهم للجهاد والعمل الجاد لنصرة فلسطين، ودعم ومؤازرة الشعب الفلسطيني في مقاومته لدولة الاحتلال وتحرير المقدسات الإسلامية، ومحاربة التطبيع والانزلاق في الاعتراف بدولة الاحتلال؛ وحثهم أيضا على محاربة الظلم وإقامة العدل، وتذكيرهم بأن الإسلام الذي جاء لمواجهة الظلم والاستبداد يدعوهم للدفاع عن أوطانهم، وتطبيق العدل ومحاربة الظلم وفقا لقول الله سبحانه وتعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى" وقوله " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل." وقوله " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا ان يقولوا ربنا الله."
العلماء الشرفاء الملتزمون بقول الحق والدفاع عن الوطن والدين، وليس " علماء السلاطين" المنافقين، هم لأمتنا العربية المنكوبة كطوق النجاة للغريق؛ فهم من ينصرون الحق إذا عميت البصائر في ظلمات الفتن الدينية والسياسية والتدخلات الأجنبية والتخلف والاستبداد التي يعاني منها وطننا العربي؛ ولهذا فإن شهر رمضان الفضيل الذي يتهافت خلاله المؤمنون على المساجد للتعبد والتقرب من الله، هو مناسبة عظيمة يجب على رجال الدين الشرفاء استغلالها لحث المؤمنين على رفض الخنوع والاستسلام، والتصدي لحكام الظلم والاستبداد العرب ولأعداء الأمة الآخرين وعلى رأسهم الدولة الصهيونية وأمريكا!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟